أقامت قناة "العربية" مقابلة مع البروفيسور اللبناني فيليب سالم بمناسبة مرور 50 عاماً على مسيرته الناجحة في علاج الأورام السرطانية لمناقشة اختراقاته الرائدة في المجال، ورؤاه في مجال ممارسة العلاج الطبي.
س: ما هي أحدث علاجات الأورام وهل هناك أي اختراقات جديدة؟
البروفيسور سالم: في الواقع، تغيرت الخريطة العلمية للأورام والطب بشكل ملحوظ منذ إدخال العلاج المناعي. فقد أظهر العلاج المناعي أنه فعال للغاية في مجال علاج أمراض مثل سرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الكبد والعديد من أنواع السرطان الأخرى.
كما تم إحراز تقدم كبير أيضا في مجال الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج المناعي وهو الأمر الذي أدى إلى تحقيق نتائج أكثر إيجابية.
وأما السبق الجديد فهو ما توصل إليه مركزي الطبي (مركز أورام السالم في هيوستن) في مجال الجمع بين كل من العلاج المناعي والعلاج الكيميائي والعلاج الموجه، والذي أثمر عن نتائج تفوق ما حققته أي بروتوكولات علاجية من قبل.
س: في رأيك، ما السبب وراء زيادة حالات الإصابة بالسرطان حول العالم؟
البروفيسور سالم: ترجع الزيادة الكبيرة في أعداد مرضى السرطان في أنحاء العالم إلى التلوث في الكثير من الأشياء مثل الهواء والغذاء والماء.
س: ما هي ردود الأفعال حول كتابك الجديد "هزيمة السرطان...المعرفة وحدها لا تكفي" في الساحتين العربية والدولية؟
البروفيسور سالم: لاقى الإصدار، الذي قمت بنشره مؤخرا، إقبالا كبيرا ويعد في الواقع من الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة. وهو مكرس لمرضى السرطان وأؤكد من خلاله على أهمية أن يلقى هؤلاء المرضى الحب والرعاية الإنسانية واللطف ومنحهم الأمل وأن يكرس أطباؤهم الوقت الكافي للاستماع إلى مخاوفهم. وأشدد على أنه مهما كان المستوى العلمي المعرفي الذي يقدمه الطبيب، فلن يكون علاجا كافيا مالم يقترن باللمسة الإنسانية.
إن مرض السرطان هو رحلة شاقة طويلة لأي شخص يعاني منه، ويجب أن يتحلى الطبيب بروح كلها محبة ولطف عندما يتعامل مع مرضاه.
ويعتبر البروفيسور فيليب سالم أحد أشهر علماء الأورام في العالم، وسرد لمحات عن جوانب حياته الأسرية في لقائه الحصري مع موقع "العربية.نت إنجليزي" وسمح بنشر بعض الصور العائلية، مشيرا إلى أن قصص الأمل والشجاعة تعلمها من والدته الراحلة، والتي طالما أوصته بأن يتمسك بالتواضع واللطف عند التعامل مع أناس يحتاجون إليه.
واختتم البروفيسور سالم حديثه بذكر النصيحة التي يستهل بها محاضراته وكلماته في المناسبات العلمية، قائلا: "أسمع صوتًا بداخلي يقول: لا تدع الإطراء يأخذك إلى مكان غير مناسب لك... ولا تسمح للنجاح بأن يدمر ما تم بالفعل بناؤه".
وكانت أقيمت احتفالية تكريم هذا الأسبوع في بيروت لعالم الأورام الشهير والبروفيسور الأميركي فيليب سالم.
وتم خلال الحفل تقليد البروفيسور سالم بوسام الاستحقاق اللبناني الذهبي من الدرجة الأولى بواسطة وزير الطاقة سيزار أبي خليل نيابة عن الرئيس ميشال عون الذي أصدر مرسوماً بمنح البروفيسور سالم أعلى الأوسمة اللبنانية تكريما وتقديرا لمسيرته العلمية البحثية البارزة وعطائه المتفاني والمميز في عالم الطب والعلاج.
وأثناء الحفل، قام البروفيسور سالم بتقديم اثنين من ضيوفه، في منتصف الستينيات من عمرهما، إلى الحاضرين موضحا أنهما كانا مصابين بالسرطان وقام بعلاجهما وهما في سن الـ25 تقريبا، وأوضح بروفيسور سالم حقيقة أنه حتى لو "أعطيت أفضل معرفة في العالم إلى مريض السرطان، فإنه لن يكون أمرا كافيا للشفاء مالم يكن مصحوبا بالأمل والرعاية الإنسانية والمحبة".
وأضاف البروفيسور فيليب سالم، الذي اشتهر بين مرضاه وزملائه وأصدقائه وعائلته في كل من الولايات المتحدة ولبنان بشخصيته المتواضعة وأخلاقه الكريمة أن هذه هي الصفات التي التزم باتباعها خلال رحلته في دراسة الطب ومن بعدها في مجال البحث العلمي. وقال "إنني كعالم، ربما أخفق في 98% من التجارب وربما أنجح في نسبة 2% فقط، وهذا الأمر وحده علمني الكثير من الصبر وكيفية أن أكون متواضعا".
(العربية)