نظمت لجنة خدمات مخيم الوحدات جلسة نقاشية برعاية الدكتور طلال أبوغزاله في ذكرى النكبة، للحديث عن "نعمة المعاناة" التي عاشها ليصل إلى "النجاح العالمي" الذي وصل إليه، وليكون "ملهما لأبناء مخيم الوحدات وداعما لهم".
وعقد اللقاء في مقر اللجنة في مخيم الوحدات بحضور الهيئة الاستشارية للجنة وعدد كبير من شيوخ وأبناء وبنات المنطقة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني العاملة هناك.
وأكد الدكتور أبوغزاله أن "التحدي والنجاح للفرد يبدأ بقرار شخصي، وليس من الظروف، وهو أسهل قرار يمكن اتخاذه"، مبينا أن ذلك "يتم بقرار ذاتي وإرادة بتحويل كل ما يدور في حياته من معاناة ليصبح نعمة تدفعه للتفوق والنصر".
وأعرب عن سعادته بهذا اللقاء بهذه وبهذه الفئة من أبناء وبنات المخيم الذين يذكرونه بطفولته التي كانت أساس ما وصل إليه الآن. ووجه للطلبة ثلاث رسائل فقال: "يجب أن تؤمنوا أنكم أصحاب حق، وأن تبقى لديكم الثقة الكبيرة بذلك وبأنفسكم وأن تحمدوا الله على النعمة التي أنتم بها، وثانيا مهما كانت الحياة فيها نواقص فإنها ليست الأسوأ لأن هناك من لديه النواقص الأخرى المتوفرة لديكم، وأخيرا نحن في الأردن أنعم الله علينا بأفضل استضافة مقارنة مع باقي اللاجئين لا يمكن أن ننعم بها بغير الأردن".
واستعرض بعضا من قصص نجاحه "التي جاءت بعد جهود حثيثة في مواجهة كافة مظاهر المعاناة" التي كانت بالنسبة له فرصة للنجاح، والتي دعته ليكون الأول على صفوفه الدراسية للحصول على المنحة الجامعية، ودعته للعمل منذ أن كان طفلا في مختلف أعمال المهن لتفتح له المجال للقاء بمختلف الفئات، والتعلم منها، والتي شملت العمل ببيع المثلجات، وفي الحسابات في سوق الخضار، ومن ثم في محل لبيع الأسطوانات الموسيقية والتي فتحت له الباب لتعلم أصول الموسيقى وحبها.
وأكد أن "كامل الفضل" منذ البداية يعود إلى والديه "اللذين دعماه وشجعاه على التعلم والتميز وفي ذات الوقت الإسهام في تحمل مسؤولية العائلة"، التي جعلت منه شخصا يسعى للتعلم المدرسي برغم بعد المسافة ما بين المخيم والمدرسة التي كانت تبعد مسيرة ساعتين ليسير يوميا رغم برد الشتاء وحرارة الصيف أربع ساعات ويدرس على ضوء أعمدة الشوارع، حيث لم تكن الفرص في ذلك الوقت مهيأة كما هي الآن، ولم تتوفر أي من وسائل الراحة أو المساعدة للطلبة كما هي مهيأة للجميع الآن.
وشجع الطلبة على "الدراسة والتعلم واتخاذ القرار بأن يكونوا ناجحين من الآن"، مؤكدا على "أهمية تكنولوجيا المعلومات التي أصبحت الآن وسيلة للتعلم، وتسمح بالحصول على الشهادات العليا"، لافتا إلى أن "مجموعة طلال أبوغزاله تعمل على التعليم ومنح الشهادات الجامعية للاجئين السوريين في المخيمات حيث لا يمكن لأي ظرف أن يمنع الانسان عن التعلم وتطوير قدراته ومهاراته لمواصلة حياته والاستمرار في النجاحات".
وأعلن "إنشاء محطة معرفة في مبنى اللجنة لاستفادة الطلبة من أبناء المخيم، سيتم تهيئتها من كافة الاحتياجات المطلوبة من أجهزة وأثاث وانترنت لتكون متاحة للجميع وبشكل مجاني". وأطلق جائزة لأجمل مدرسة من مدارس وكالة الغوث الدولية - الأنروا في جنوب عمان، وسيتم الإعلان عن الفائزين فيها خلال الشهر الجاري، بمنح أجهزة حاسوبية للمراكز الأولى.
من جانبه وجه محمد غنام رئيس لجنة خدمات مخيم الوحدات الشكر الجزيل للدكتور أبوغزاله، وحضوره لهذا اللقاء الذي يعني الكثير لأبناء وبنات المخيم، مضيفا أنه الملهم لهذه الفئة من أبناء المجتمع الذين يعيشون على الأراضي الأردنية التي لم تميزهم عن أبنائها.
وقال: "إن أبناء المخيمات في الأردن يتمتعون بكامل الحقوق الاجتماعية التي يتمتع بها أبناء الأردن، وذلك بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة، والرعاية الأبوية لسيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله. أنكم هنا لستم لاجئين بل ضيوف كرام في رعاية قائد كريم".
وقدم درعا للدكتور أبوغزاله تكريما لزيارته لمبنى اللجنة، الذي يحمل صورة قبة الصخرة المشرفة والتي هي قبة كافة العرب والمسلين وقضيتهم، وليس فقط للفلسطينيين.