أحيت بلدية بعلبك مناسبة عيد المقاومة والتحرير بافتتاح تشغيل بحيرة رأس العين بحلتها الجديدة، برعاية وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، وحضور رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان وعدد من رؤساء البلديات الحاليين والسابقين، مسؤول العمل البلدي في البقاع حسين النمر، وفاعليات المجتمع المدني.
النشيد الوطني افتتاحا، وألقى مسؤول اللجنة الاعلامية في البلدية مصطفى الشل كلمة ترحيبية، وقال: "نقف اليوم أمام هذا الصرح الجميل الذي يعد من سلسلة إنجازات بلدية بعلبك ومن ضمن عشرات المشاريع الحيوية التي نفذت خلال السنوات الماضية بالتعاون مع وزراء ونواب وفاعليات المنطقة، ولكننا نواجه حرب افتراءات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي هدفها النيل من النهج والخط السياسي للمجلس البلدي".
اللقيس
بدوره قال اللقيس: "إن الطبيعة هي الهبة الإلهية الساحرة التي منحها الله لبني البشر، وسخر كل ما فيها من خيرات وجمال وسحر ليتمتعوا بها، إنها سر بقاء الحياة، وأساس استمرارها، فلنحافظ عليها بقوة متجددة ونقية إلى الأبد. ولقد أدرك الإنسان مؤخرا أهمية الطبيعة والبيئة فبدأ يعمل على المحافظة عليها وتحسينها، بعد أن أساء إليها كثيرا واعتدى عليها اعتداء ظالما".
واعتبر: "ان قرار المجلس البلدي بتأهيل وتجميل بحيرة رأس العين التي تعرضت للتشويه والأذى بسبب عوامل الطبيعة وتصرفات الإنسان، ينطلق من عملنا الدؤوب للحفاظ على الطبيعة المتميزة في بعلبك بكل الامكانات المتاحة، والتي ندرك قيمتها في إطار التنمية البشرية المستدامة".
وختم: "أردنا افتتاح هذا المشروع بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، تكريما لتضحيات شهدائنا وأبطالنا في المقاومة الباسلة وجيشنا الأبي في سبيل الدفاع عن أرضنا وعزتنا وكرامتنا وبقائنا في بلدنا نستمتع بخيراته ونتنشق فيه هواء الحرية والعنفوان".
الحاج حسن
وتحدث الوزير الحاج حسن فقال: "ما يجب أن نركز عليه، هو أن نسعى دائما لنصل بمدينة بعلبك إلى المستوى الافضل الذي نحلم به، أن تكون مدينة أثرية عالمية".
وأردف: "أعلم ان هناك تعقيدات تحيط بنا، لكن يجب أن يبقى في حساباتنا وفي خططنا وفي برامجنا وفي تفكيرنا وفي رؤيتنا أن يتحقق الافضل ولو طال الزمن، خصوصا أننا لا نملك كل الإمكانات اللازمة ولا كل المسؤوليات اللازمة ولا كل القرارات اللازمة، لكن هل من المنطق إذا لم يكن ممكنا تحقيق ما نريد في العاجل، أن نبقى نعمل عليه لتحقيقه في الآجل، هذا ما يجب أن نضعه في حسابنا، يجب أن يكون لدينا صورة لبعلبك، حتى لو تحققت بعد سنين ولكن يجب أن نسعى لتحقيق الهدف".
وأضاف: "أعتقد ان قسما من هذه الصورة تحقق، وإذا كان القسم الآخر لم يتحقق حتى الآن لأسباب عديدة، فلا يجوز أن نسقط الهدف ويجب أن نبقى نصر على تحقيقه وأولويات تحقيق هذا الهدف".
وتطرق إلى الوضوع الأمني، فقال: "نطالب المسؤولين اللبنانيين جميعا، رؤساء ووزراء وقادة أجهزة أمنية وعسكرية ومسؤولين في الإدارة المركزية أو في البقاع بضبط وتحقيق الأمن، ومنع الإخلال بالأمن، ونحن ننتظر أن تتحقق الوعود الأخيرة التي سمعناها من المسؤولين إلى حقائق في الميدان وعلى الأرض، من خلال العمل الذي يحقق الأمن ويحترم الإنسان الذي يحترم الأمن والقانون، فالمواطن الذي يطالب بالأمن له الحق، وعلى المقصرين أن يخجلوا من تقصيرهم، وأن يبادروا إلى العمل الجاد والمستمر لتعويض ما فات على المنطقة من استقرار أمني، ولمعالجة الظواهر التي تفاعلت وكبرت بسبب التقصير الأمني".
وأكد "اننا في مدينة بعلبك وفي محافظة بعلبك الهرمل لسنا طارئين، ولدينا برنامج إنماء بدأ منذ عام 1992، وقد تطور مع الأيام، نفذ حوالى 67 % منه في مجال البنى التحتية، وما تبقى إما مشاريع قيد التلزيم أو هي قيد الإنجاز، وهناك جزء ما زلنا نفتش له عن تمويل".
واعتبر "أن المشكلة الحقيقية هي المشكلة الاقتصادية، وفرص العمل والمشكلة الاجتماعية، التي يجب أن تكون من أولى أولويات الحكومة العتيدة القادمة التي نأمل أن تشكل في أسرع وقت ممكن، وأن يكون الاقتصاد في أول اهتماماتها صناعة وزراعة وسياحة وخدمات، لأن الوضع الاقتصادي للبلد هو حساس ودقيق جدا، وأسبابه ثلاثة: عدم وجود رؤية الاقتصادية لدى الدولة اللبنانية، والأزمة السورية وضغط النازحين السوريين، وغياب البرنامج الإنمائي الشامل والمخطط التوجيهي الإنمائي الشامل في البلد، وهذا البرنامج يجب أن تعطى فيه الأولوية للأطراف".
وختم معبرا أن "مشروع تأهيل وتجميل البحيرة أضاف قيمة جمالية إلى مرجة رأس العين، ولهذا المجمع السياحي التراثي المحيط بالمكان".
وجرى تشغيل إضاءة ونوافير مياه البحيرة، مترافقة مع مشهدية رسمتها الألعاب والأسهم النارية.