ترتسم على محياها علامات التعب والارهاق، وتخبرك خطوط التجاعيد الكثيرة التي تملأ وجنتيها الصفراء عن عمر الشقاء، وترشدك إلى طريق طويل من النضال قضتها مع حياة العناء.
هي مثال للمرأة العاملة والمناضلة، صاحبة كلمة حق، لا تترك باباً موصداً أمامها الا وتطرقه، هذه هي سامية المرأة السبعينية، التي قضت عمرها تعمل بعرق جبينها لتكسب قوتها.
في عيون حزينة سارحة، تنتظر سامية انتهاء دوام عملها كعاملة تنظيفات، لتعود ادراجها تحت المطر او تحت اشعة شمس البقاع الحارقة الى منزلها في حي الجامع في رياق.
منزل استأجرته سامية بمبلغ مئتي الف ليرة شهريا، تعيش فيه بمفردها بعد وفاة زوجها، ولديها ابنان، انتقلا للعيش بعيدا بحكم مركزي عملهما، بعد ان اسسا لنفسهما عائلتين خارج حدود البقاع.
ما تعاني منه سامية ليس التعب الذي تواجهه في عملها، فشغفها وحبها للعمل ينسيانها وجعها، لكن ما تعاني منه هو تدني مدخولها الشهري الذي لا يتجاوز الخمسمائة الف ليرة لبنانية، وهو بالكاد يكفيها لدفع ايجار منزلها، وفاتورة الكهرباء، والادوية التي تلتزم بابتياعها شهرياً، كونها تعاني من داء الربو، ويتجاوز ثمنها المئة وخمسون الف ليرة لبنانية.
("لبنان 24" - البقاع)
