واصل مؤتمر الطاقة الاغترابية اعماله لليوم الثاني في "سي سايد ارينا"، وأطلق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلالها الديبلوماسية الغذائية، في حضور الوزيرين رائد خوري واواديس كيدانيان، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية النائب المتتخب الياس بوصعب.
وقال باسيل: "ان الديبلوماسية الغذائية هي من ابزر النشاطات على مدى السنوات الخمس منذ النسخة الاولى لمؤتمر الطاقة الاغترابية. مجتمعنا اللبناني ذواق ولكن لا رعاية له من الدولة. ويجب ايلاء الاولوية في مهمة الديبلوماسي للتسويق للمنتج اللبناني وطرحه في سوق البلد المضيف، بمنأى عن خوض مفاوضات لتسهيل تصدير المنتج وخفض الرسوم الجمركية، بما يعود بالنفع على الاقتصاد اللبناني"، مشددا على اهمية اتفاقية التبادل الحر مع اسواق دول "الميركيسور".
ونوه بصيت المطبخ اللبناني الجيد، محفزا اصحاب المطاعم في لبنان على افتتاح مطاعم في دول الانتشار "نظرا الى ضخامة الاسواق الاجنبية والقدرة الشرائية العالية لشعوب بعض البلدان، وبالتالي فإن القرار بالدخول الى الاسواق الخارجية سيتبعه جذب للزبائن الأجانب".
وحض باسيل الديبلوماسيين على اعتبار العمل الديبلوماسي في مجال تسويق الطبخ والمنتجات الغذائية للبنان في البلدان المضيفة كعلامة فارقة.
وختم بأن "هذه المبادرة بإطلاق الديبلوماسية سيتبعها التزام من الديبلوماسيين"، معلنا عن نشاطات تسويقية للتصنيع الزراعي في لبنان والخارج.
ووقع باسيل وخوري وكيدانيان والمدير العام لوزارة الثقافة علي الصمد ورؤساء النقابات المعنية إعلان النوايا.
وكانت حلقات النقاش قد استهلت صباحا، وتناولت المستقبل الاقتصادي في لبنان، اذ عالجت احداها الثورة الصناعية الرابعة، اي ثورة التكنولوجيا وعرض آفاق التنمية، في ضوء الابتكارات الرائدة في العالم، إن في عالم الإنترنت، او في الحوسبة الفائقة للهواتف النقالة. واضاءت على التكنولوجيا الحيوية في ألوانها الاربعة (أحمر، أخضر، أسود، أبيض)، والطائرات بدون طيار، والسيارات الذاتية القيادة، وتكنولوجيا النانو.
وأكد المشاركون في الجلسة التي ادارها فوزي رحال ان اللبنانيين لديهم الطاقات وقد كان العديد منهم العقل المدبر وراء العديد من الابتكارات. وناقش كل من مدير "غوغل كلاود" في كولومبيا ادغار حلو وربيع نصار سبل التأقلم مع التحولات في المجال الرقمي، ومعن برزي خريطة الطريق للتنافسية في الريادة اللبنانية الاعمال، وفادي مكي رؤية المنتدى العالمي الاقتصادي في شأن الثورة الرابعة، وسبيرو عزقول اهمية الانترنت في لبنان وكيف يمكن للعاملين قي قطاع التكنولوجيا في الانتشار المساعدة لوضع القطاع على خريطة الثورة التكنولوجية الرابعة وتحقيق التنمية والازدهار، مع التركيز على وفرة القوى العاملة التي تبحث عن فرص في هذا المجال.
أما الجلسة التي بحثت في استراتيجيات العمل المصرفي وشراكة القطاعين العام والخاص، فأدارها نائب المدير العام في مصرف "سيدرز" مروان خالد، وتحدث خلالها رئيس تجمع رجال الاعمال في العالم فؤاد زمكحل الذي اشار الى ان "الديون الخاصة بلغت 55 مليار دولار، مشيرا الى الصعوبات التي تواجه المستثمر كفرد في الاسواق الجديدة حيث التنافس مع مجموعات وليس مع افراد. ورغم نجاح اللبناني كفرد حان الوقت للتعاون والتنسيق مع القطاع العام او بين القطاع الخاص لتحقيق النجاح كمجموعة موحدة".
وتحدث كريم خليفة عن ولوج اسواق أفريقيا الغربية والشرقية والشمالية وحماية مصالح اللبنانيين هناك عبر تعزيز تصدير الخدمات والمنتجات، فيما لفت المصرفي عادل أفيوني الى سبل جذب الاستثمارات الاجنبية ودور المستثمرين في دعم النمو الاقتصادي في لبنان".
وعددت المصرفية الدكتورة كريستيان ابو لحف أبرز ما يجب ان تضطلع به المصارف لتعزيز الشراكة مع المؤسسات الدولية.
وخلص المشاركون الى أن الاغتراب هو أكثر من حوالات مالية إلى الوطن، واشاروا الى ان القطاع المصرفي اللبناني المستقر نسبيا يجب ان يقلل من أهمية جذب تدفقات المنتشرين، بل يجب ان يعمل على توفير برنامج للقطاعات المصرفية والاستثمارية من أجل إنشاء آلية تنسيق مناسبة، والتركيز على أهمية الاغتراب خارج نطاق الحوالات، مع تحفيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وإشراك شركات أجنبية ذات خبرة في الاستثمارات المحتملة الملحة، مثل الكهرباء والماء والتعليم والنقل ومباني الدولة والحكومة الإلكترونية.