اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أنّ "القانون النسبي يسمح لشرائح شعبية واسعة أن تتمثل في المجلس النيابي، وهذا ما يجب أن تعترف به القوى السياسية"، مؤكداً أنّ "لائحة وحدة بيروت لا تسعى لمصادرة قرار بيروت كما يدعي تيار المستقبل، والهدف أن هناك شرائح من حقها أن يكون لها من يمثلها".
وفي كلمةٍ له، في مهرجان "صوتي وفا للوعد" في ساحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال نصرالله: "العاصمة بيروت تمثل كل اللبنانيين والتكوين اللبناني، وهذه الميزة تعني أنه لا يجوز لأي تيار أو حزب أو زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص. وفي بيروت، هناك فئات كثيرة تريد أن تتمثل في المجلس النيابي وأن يصل نوابها الذين يعبرون عن تطلعاتها".
ورأى نصرالله أن "تيار المستقبل تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت، وذهب إلى عنوان الهوية العربية والعروبة في مواجهة المشروع الفارسي لشد العصب". وقال: "إذا كانت الهوية العربية تكون باللغة، فنحن نقترح أن يحصل إمتحان في اللغة بين اللوائح، وإذا كانت الهوية العربية بالأنساب، فنحن جاهزون أيضاً لكي نبحث في ذلك".
وأضاف: "إذا كانت الهوية العربية بالكرامة وعدم الخضوع والقبول بالذل والمهانة، فعن أي عروبة يدعون إليها، هل تلك العروبة الأميركية التي تخوض ضدنا حروباً بالوكالة".
وسأل: "هل العروبة في شن حرب على اليمن وتدمير العراق وسوريا ولبنان، وهل العروبة في توظيف الدين الاسلامي وايجاد نسخة مظلمة عن الاسلام، وهل العروبة في تقديم مئات المليارات إلى أميركا وغيرها من أجل انعاش اقتصادها وتأمين فرص العمل لها وفي العالم العربي هناك بطالة وفقر وهجرة ونزوح وجوع وأمية، وهل العروبة هي بالسكوت عن تحويل أميركا للقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وهل العروبة هي الموافقة على صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية ".
وقال: "قبل أن يتحدثوا عن المشروع الفارسي هناك عوائل في بيروت لا يمكنها شراء منازل نتيجة جشع التجار. وحتماً، فإنَّ بيروت عاصمة لبنان وتاريخ أهلها بكل طوائفهم، وبكل تاريخها كانت تحمل هموم الأمة العربية، وإسرائيل خرجت تحت النار من بيروت لا بشروط ولا بمكاسب ولا باعتراف، ولا يجوز لأحد أن يذهب إلى خطاب طائفي أو مذهبي أو تحريضي في بيروت، بل يجب أن يكون التنافس على خدمتها وتحقيق حاجات أهلها".
ودعا نصرالله إلى "الحضور والإقتراع بكثافة في كافة الدوائر الإنتخابية"، وقال: "ننتظركم في 6 أيار، وأنتم أهل الوفاء من أجل الوفاء للنصر وللبنان".
الاختلاف مع "الوطني الحر" لا يلغي الإتفاق السياسي
وأكد نصرالله أن "لبنان يقوم على الوفاق الوطني، وهذا يتحقق بالتواصل والتلاقي والحوار الدائم، وعدم القطيعة والتفاهم واحترام الآخر وخصوصياته"، معتبراً أن "اسم الضاحية الجنوبية أصبح مرتبطاً بكل ما هو مقاومة وشرف وكرامة، ويجب لكل الناس أن تحترم اسمها".
وأضاف: "الحرب الأهلية اللبنانية كانت مؤلمة ومدمرة وتركت جراحاً في الجسد اللبناني لا تزال حتى الآن، وهذا ما يدفع إلى التمسك بالسلم الأهلي والشراكة الوطنية".
وقال: "في العام 2006، وعلى مقربة من عين الرمانة حيث انطلقت منها شرارة الحرب الأهلية، وفي كنيسة مار مخايل، التقينا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووقعنا تفاهماً بنيت عليه استحقاقات كثيرة، ولقد بني على هذا التحالف نواة صلبة، ونحن نحتاج إلى هذا التلاقي خصوصاً بين القوى التي تتوافق استراتيجياً".
وأوضح أن "الاختلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر في الشأن الانتخابي لا ينبغي أن يلغي التفاهم السياسي، وعلى مستوى القيادات الإختلافات مفهومة وهذا ما ثبت التحالف، وخصوصاً في بعبدا، إذ أنه يعزز العيش المشترك ويمنع الحرب الأهلية".
وتابع نصرالله أن "التفاهم والتحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر لا يعني أنهما أصبحا حزباً واحداً، كما أن الخصومة السياسية بين حركة أمل والتيار الوطني الحر وبين تيار المردة والوطني الحر يجب أن نجد لها حلاً بعد الانتخابات".
ودعا نصرالله اللبنانيين إلى "عدم الإلتفات إلى أي مشروع يريد أخذ لبنان إلى حرب أهلية"، وقال: "هذا ما كان يحضر له السبهان ومن ضمنه احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية قبل أشهر، والهدف هو جر لبنان إلى حرب أهلية. ونحن لا نريد حرب أهلية في لبنان، بل نريد سلماً أهلياً، وأن نعزل بلدنا عن حروب المنطقة".
ورأى نصرالله: "من كان يخطط لحرب أهلية في لبنان ومن يشعل حروب في اليمن والمنطقة، لا زال يخطط لحرب أهلية، ومن أتى بالجماعات الإرهابية إلى لبنان والتي قامت بكل ما قامت به وبالتفجيرات الإرهابية، كل ذلك كان من أجل استدراج لبنان إلى حرب أهلية بين اللبنانيين ومع الفلسطينيين ".
إسرائيل أقدمت على حماقة وأدخلت نفسها في قتال مباشر مع إيران
وفي كلمته، توقف نصرالله عند الوضع الإقليمي في المنطقة، وخصوصاً الإستهداف الإسرائيلي الأخير لمطار الـ"تي فور" السوري، معتبراً أن "اسرائيل ارتكبت خطأ تاريخياً وأقدمت على حماقة كبرى، وأدخلت نفسها في قتال مباشر مع إيران، والأخيرة ليست دولة صغيرة أو ضعيفة أو جبانة". وأوضح أن "هذه الحادثة تشكل مفصلاً تاريخياً، وما قبل الحادثة ليست كما بعدها، وعليكم أن لا تخطئوا التقدير وأنتم على مواجهة مع إيران".
وقال: "الناس قلقة نتيجة ما يحصل في سوريا، والاستهداف الصهيوني بشكل واضح لقوات الحرس الثوري الاسلامي في سوريا والقتل العمد ليس له سابقة".
وأضاف: "المسؤولون الإيرانيون هم الذين يقررون ماذا سيفعلون، وإسرائيل تنظر لعشرات الالاف من الإرهابيين والذين على حدودها كأصدقاء فيما تنظر إلى الإيرانيين في سوريا على أنهم تهديد استراتيجي".
وأكد نصرالله "ادانته لإستخدام السلاح الكيماوي في أي حرب ونعتبره جريمة حرب وضد الإنسانية وغير جائز"، لافتاً إلى أنَّ "ما جرى في دوما مسرحية وليس حقيقة، ونحن متأكدون والمنتصر ليس بحاجة لذلك".
ترامب رئيس تاجر ومأزوم
وعن الضربة الأميركية المحتملة على سوريا، قال نصرالله: "الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنى على مسرحية الكيماوي، وبدأ يغرد على تويتر دون مناقشة استخباراته أو وزارة الحرب لديه، والأميركي نصب نفسه محققاً ومدعياً، وطالما هناك شخص اسمه ترامب في رئاسة الولايات المتحدة، فمن حق الدول والشعوب أن تكون قلقة".
وأضاف: "هناك رئيس في أميركا لا نفهم منه شيئاً، ولا كيف يفكر وانفعالي وفي حال غضب يأخذ موقفه على تويتر دون أن يرجع إلى إدارته". وقال: "ترامب في لحظة أعلن أنه يريد الحرب على كوريا الشمالية وفي لحظة دعا للتفاوض معها، وفي سوريا أعلن قبل أسبوع أنه يريد الانسحاب، وفي لحظة أصبح يريد الحرب".
واعتبر نصرالله أن "ترامب رئيس تاجر يسعى إلى إبرام الصفقات، وبعد أن ذهب إلى السعودية رجع ليقول أنه حصل على 400 مليار دولار، وقد حول الجيش الأميركي إلى مجموعة من المرتزقة، كما أنه رئيس مأزموم وإدارته غير منسجمة وهذا ما يجعل العالم قلقاً".
وتابع: "عادةً الأميركي عندما يهدد، يفترض أن الناس تخاف منه، وأن سوريا وإيران ومحور المقاومة خائفون جميعاً، وترامب يهدد ويفكر بالعدوان على محور خارج من إنتصارات، في مقابل أميركا الخارجة من هزائم متعددة من العراق إلى لبنان وسوريا واليمن".
وختم: "هم يأتون بهزائم كثيرة ونحن ذاهبون بانتصارات كثيرة، وعلى الإدارة الأميركية أن تعرف أن الحرب على المنطقة لن تكون مع الجيوش بقدر ما ستكون مع شعوب المنطقة، والنتيجة الحقيقية لمواجهة أميركا مع الشعوب هي الهزيمة، وهي خروج القوات الأميركية مهزومة مذلولة".