التبويبات الأساسية

بصدمة كبيرة تلقى جمهور تيار المستقبل في دوائر الشمال الثلاث إعلان الرئيس سعد الحريري، أمس، أسماء مرشحي تيّاره للإنتخابات النيابية المقرّرة في 6 أيار المقبل، إذ كشفت الأسماء أن الحريري إرتكب "مجزرة" في حقّ نوّابه، ستكون لها تداعيات قوية سيعبر عنها في صناديق الإقتراع، علماً أن ملامح هذه التداعيات بدأت بالظهور.

فمن أصل 16 نائباً شمالياً كانوا قد فازوا في إنتخابات عام 2009، وكانوا في عداد كتلة المستقبل النيابية، لم يرشح الحريري للإنتخابات المقبلة سوى خمسة نواب فقط، ما طرح تساؤلات إن كان المرشحون الجدد قادرون على جذب الجمهور الأزرق بمواجهة القوى والتيارات السياسية المناوئة له، أو التي انشقت عنه، أو التي رفضت أن يبعدها الحريري عن لوائحه، وانتفضت في وجهه.

في دائرة الشمال الأولى، عكار، لم يبق الحريري من نوابه السابقين السبعة سوى النائبين هادي حبيش وخضر حبيب، وخرج من حساباته النواب خالد زهرمان ورياض رحال ونضال طعمة، بعدما كان خالد ضاهر قد إنشق عنه، أما النائب معين المرعبي فكان أعلن مسبقاً أنه لن يترشح مجدّداً.

وأظهرت أسماء مرشحي الحريري في عكار أنه ترك المقعد الأرثوذكسي الثاني شاغراً، وينتظر أن يملأه من سيكون حليفاً له في عكار، إما القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحر، بينما رفض النائب خالد ضاهر، وحده من بين نواب عكار، الإذعان للحريري، واختار خوض الإنتخابات متحالفاً مع الوزير السابق أشرف ريفي.

وفي دائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والمنية ـ الضنية أعلن الحريري لائحة مكتملة فيها، من غير أن يتحالف فيها مع أحد، وهي الدائرة الوحيدة التي أعلن فيها عن لائحة كاملة، لكن الحريري أبقى فقط على ثلاثة من نوابه السابقين فيها، من أصل 7 نواب كانوا في عداد الكتلة الزرقاء، بعدما غيّب الموت النائب بدر ونوس، واستقالة النائب روبير فاضل، وإبعاد النائب كاظم الخير، واستبدال النائب أحمد فتفت بنجله سامي، وهو النائب المستقبلي الوحيد الذي رضي الحريري باقتراحه توريث إبنه مكانه بعدما أبعده عن لوائحه، فكانت النتيجة أن الحريري أبقى على ثلاثة نواب فقط في هذه الدائرة هم سمير الجسر ومحمد كبارة وقاسم عبد العزيز.

أما دائرة الشمال الثالثة التي تضم زغرتا والكورة والبترون وبشري، التي كان يحوز فيها الحريري على نائبين هما فريد مكاري ونقولا غصن، فإنه لم يرشح فيها أحد، ما سيجعل كتلة المستقبل النيابية المقبلة تخسر جزئياً صفة أنها عابرة للطوائف والمناطق في لبنان، كما كانت في السابق.

وكشفت أسماء المرشحين الزرق الـ17 التي أعلنها الحريري أمس، أن 12 منها من الوجوه الجديدة والشابة وغير المجربة التي لم تخض غمار الإنتخابات النيابية سابقاً، ما يعني أنها تفتقد إلى عنصر الخبرة المطلوب بمواجهة لوائح منافسة وازنة، فضلاً عن معاناة الحريري وتياره من أزمات مالية وبنيوية داخلية عديدة، وفي ظل قانون إنتخابي جديد قائم على مبدأ النسبية والصوت التفضيلي، ألغى البوسطات والمحادل التي كان الحريري يجترح عبرها الدوائر الانتخابية، ما جعل مراقبين وخبراء بالإنتخابات يرون أن الحريري بالكاد سيفوز بما بين 6 ـ 8 مقاعد على الأكثر، من غير إسقاط عنصر المفاجأة الذي سيجعل الحريري يتلقى هزيمة نكراء تجعله يفوز بنواب يقلون عن عدد أصابع اليد الواحدة.

(سفير الشمال)

صورة editor11

editor11