التبويبات الأساسية

أقام المنتدى الثقافي في الضنية، ندوة أدبية في مقر الرابطة الثقافية بطرابلس، تناولت كتاب "عندما أعبر الكلمة بالكلمة" للدكتورة غادة السمروط برعاية عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية أحمد رباح وحضوره وبالتعاون مع كلية الآداب - الفرع الثالث بطرابلس، مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية والرابطة الثقافية.

كما حضر الندوة كمال زيادة ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، وكيل داخلية الشمال في "الحزب التقدمي الإشتراكي" جوزيف قزي، رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في الشمال طه ناجي، ممثلون عن منسقية تيار "المستقبل" في الشمال، المدير العام السابق لوزارة الثقافة فيصل طالب، مديرة الفرع الثالث الدكتورة جاكلين أيوب، رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافيةالدكتور سابا زريق، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، رئيس رابطة الجامعيين غسان الحسامي، رئيس منتدى طرابلس الشعري شوقي ساسين، وأساتذة جامعيون.

يوسف

في الإفتتاح النشيد الوطني وكلمة تقديم من أمين عام المنتدى الثقافي في الضنية أحمد يوسف قال فيها: "عندما أعبر الكلمة بالكلمة" كتاب نحتفي به في هذه العجالة ونعبر معه إلى النصوص الإبداعية تبويبا ورسما بخيوط من كلام وتصوير وإبداع.إنني أدرك الوقت المديد الذي أفنته الكاتبة في إعداد هذا الكتاب، يقاس بساعات من تعب وسهر حتى جاء وليدا يتحدث بكل لسان ويسامر كل وجدان. كما وأقدّر عاليا الجهد المبذول من قبل الأساتذة المنتدين من أجل الإضاءة على هذا الكتاب.

الحلوة

ثم تحدث الدكتور مصطفى الحلوة متناولا مضمون الكتاب والكاتبة التي وصفها بالباحثة من طراز رفيع، وأوصى بإعتماد مؤلفها مقررا دراسيا في قسم الفلسفة - كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، إذ يمثل نموذجا تطبيقيا حول أدب باسمة بطولي وفنها المترجحين بين الأدب والفلسفة.

وقال: "الكاتبة مطلة على روافد معرفية شتى وملمة من علوم كثيرة ومتمكنة من لغة موليير التي وسعت أمامها مشهديات للمعرفة متعددة، وفي عتمة ليلنا الأكاديمي فإننا بغادة السمروط وبمثيلاتها وأمثالها من الباحثات والباحثين في جامعتنا الوطنية نشعر بالإطمئنان ونرى أن هذه الجامعة لا زالت في خير على رغم ما ينتابها من أوجاع وما يعروها من ندوب".

أضاف: "الكاتبة ناقدة تتبوأ الصدارة بين النقاد اللبنانيين والمعاصرين المترفعين عن كل مجاملة أو حذلقة، وأوتيت قوة إكتشاف النبض في صدور الكتاب وإمتلكت مفاتيح الدخول إلى النصوص في كتاب "كشكولي" من حيث موضوعاته التي تطل على قضايا متعددة تندرج جميعها تحت باب الدراسات الأدبية".

توما

وتحدث الدكتور جان توما فقال: "كتاب غادة السمروط يعيد قيامة الأسس الواضحة حيث يختفي الكاتب لمطلحة من يضيىء عليه، إذ ينبغي أن ينقص هو ليبرزوا هم، من هنا نفهم قول صاحب مقدمة الكتاب الدكتور محمود عثمان "تفرد غادة للعناوين مكانا فالعنوان عتبة النص وإشارة المرور الضوئية إلى غاباته المظلمة، هي لا تتركك وحيدا بل تمسك بيدك متبعة حدسها الفلسفي مسقطة على خدر ما شاءت من مفاهيم ودلالات مخافة السقوط خارج أسوار التأويل".

أضاف: "وفي توضيح لهذا العبور تقر غادة السمروط أنها عبرت بيادر الكلمة وبيادر كثيرة وكل تلك البيادر كانت مشعة بمواضيع شتى منها الإلتزام والحنين، الحب والوجود، الشك واليقين، وغيرها، وواضحة غادة في قولها "كل قراءة في سر الكون تبقى سؤالا يولد اسئلة، والقراءة هي أساس المعرفة، ويأتي حصاد بيادر غادة متواضعا وعفويا، غير أنها تفاجئك بإمتلاكها مفاتيح الدخول إلى النصوص، فدراساتها تقرأ من عناوينها".

عثمان

وقال الدكتور رياض عثمان: "على من يريد أن يقرأ هذا الكتاب أن يأخذ مأمنه لا الحيطة، لأن الكاتبة هي التي تمسك يدها بقلبها عنك بدلل أن تمسك قلبك بيدك لحظة قراءة ما تكتب إن من حيث المنهج ومن حيث اللغة أو رهافة النقد، فقد جاء كتابها حصادا وفيرا على مساحات أوراق الصحف والمجلات فشكل لها حضورها على فترة جميلة في أزمنة ثقافية متتالية، وكان بردا وسلاما على مبدعين تبنت الكتابة عنهم عندما لم تجد الكثير ممن يتناولهم أو يشتغل بهم على جليل قدرهم".

أضاف: "لذا كانت تحرث في حقل خام، رائدة في هذا المقام، وبذلك تكون قد حققت العبور بالكلمة إلى الكلمة إلى الإنسان في داخل روادها على التوالي: ياسين الأيوبي، محمود الشلبي، أحمد يوسف، شوقي ساسين، عبد الفتاح عكاري، إلى شعراء الضنية الذين تنوعت شهادتها فيهم بين تحليل نص واحد أو مؤلف، بين تقريب عدسة تحليلها أو إبعاد النظر إلى المعنى، وظل المعنى أو الجمع بينهما دون تمحل أو تململ، وقد لا يفاجئك تصرف منها إن وجدت كتابا لها عن كل واحد منهم لأن همتها وجلدها يعدان بذلك فقط عليك ان تفك الشيفرة بمعرفة كلمة السر المخبوءة في محيا كلماتها التي ترشدك إلى مفاتيح بنائها التحليلي".

السمروط

وردت الكاتبة السمروط بكلمة شكرت فيها المتحدثين وراعي الندوة ومؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية التي قامت بنشر كتابها، والذي طبع في دار البلاد للطباعة والإعلام في الشمال.

ومن ثم جرى توزيع الكتاب على الحضور.

صورة editor11

editor11