عيد "القديس مارون"، هو عيدُ لبنان كلّه. فالتهاني لكل لبنان. هذا العيد هو دعوة كل اللبنانيين إلى وحدة الصف والموقف والدَّمِ دفاعاً عن الوطن المهدَّد. إن أطماع العدو الإسرائيلي واضحة في إبتلاعِ المزيد من الأرض، وذلك ببناء الجدار الفاصل على ترابنا، ثمَّ بمحاولة إغتصاب الــ "بلوك" البحري التاسع لسرقة حقوقنا بالنفط والغاز من مياهنا الشرعية. إن إسرائيل التي قامت على إغتصاب حقوقنا وإحتلال أراضينا منذ العام 1948، بسبب خنوعنا وقعودنا، تغتنمُ اليوم فرصة الفوضى القائمة في لبنان، لقضم مزيد من الأرض، لمزيد من التوسُّع. إن فساد إداراتنا، وخلاف قياداتنا، وتجاوز قوانيننا، وإنفلات أمننا، بسلوكنا الطائش، كل ذلك يُسهّل لإسرائيل العدو فرصةَ تحقيق أطماعها، والهيمنةِ بالقوَّة على مقدراتنا، إتكالاً على فرقتنا وعجزنا وتبعيتنا. وما عيد "مار مارون" اليوم إلاَّ صرخةُ الوعي المدوية في الأذان والأذهان، كي يستعيدَ اللبنانيون رشدهم ليكونوا بالمِرصاد للطامعين، والإستعداد للدفاع عن الوطن باللَّحمِ والدَّم إزاء الأخطار الداهمةِ. إنَّ الوقوف عند الحصص الطائفية والمذهبية والفئوية والإنتخابية، هو لهوٌ ولغو، فيما العدو يطرقُ الأبواب.
في ذكرى "القديس مارون"، من جبال سوريا إلى جبال لبنان، هي دربُ الجهاد التي رسمها هذا القديس وما علينا إلاَّ ترسُّم هذه الدَّرْب، وتَنَكُّبِ صِعَابِها حِفاظاً على هذا الوطن.
بالأمس، وُلِدَ لبنان الكبير بإرادةٍ وطنية جامعة، وبحياكة فذَّة من "البطريرك الحويك". اليوم، على أبناء هذا الوطن الكبير الجميل، أن يحفظوه بدمِ العروق وسواد العيون. ورجاؤنا أن تكون رعايةُ "البطريرك الراعي" دِرْعاً لهذا الوطن، وأن تكون عنايةُ الرئيس عون مستمدة من وحي هذا اليوم الجليل، وهو العالِم بترويض الثعالب والذئآب.
الدكتور حسين يتيم