التبويبات الأساسية

لا شك ان هناك متضررين كثراً من العلاقة التي بدأت متينة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية منذ اعلان النوايا بين الطرفين ثم بدأت ببعض "الهريان" يلطخ جسم الحزبين على الرغم من التأكيدات الثنائية ان العلاقة قد أراحت الجسم المسيحي بشكل كبير، وما اللقاءات الاخيرة بين الوزيرين جبران باسيل وملحم رياشي بحضور بعض نواب التيار سوى محاولة قراءة مستجدة لمعالجة بعض القروح التي تمت معالجتها وفق القراءة التالية حسب مصادر الطرفين:

- اولاً: التشديد على وحدة المسيحيين العامة في لبنان وترك بعض الامور التفصيلية والتي هي في الاساس لم تكن مدرجة في ورقة النوايا، كالانتخابات النيابية وامكانية التحالف واختلاف الرؤية حول مسألة سلاح حزب الله، وبقي الاتفاق يتصاعد نجاحاً الى ان أصابته بعض الانتكاسات من الداخل والخارج.

- ثانياً: في الخارج اي بعيداً عن الاتفاق بين الحزبين هناك قوى لا يمكنها ان تبقى ساكتة على وحدة أكبر حزبين مسيحيين بل كل المراد ان يبقى الوهن والضعف في الجسم المسيحي تمهيداً لاستمرار عملية التشرذم وامكانية مصادرة حقوقهم ومكتسباتهم المفترض تحقيقها وفق القوانين والدستور.

- ثالثاً: في داخل الحزبين لا شك ان هناك تراجعاً واضحاً تم تسجيله بشكل علني بين التيار والقوات، وهذا من صنع أيديهما نتيجة خلافات على اولويات السياسة الحكومية والتباينات في منهجية العمل ايضاً مع ان قضايا الفساد والهدر في مؤسسات الدولة تجمعهما من حيث المبدأ وصولاً الى المصيبة الكبرى والحديث عن الاحجام والسباق على السلطة، كل هذا وجدت فيه بعض الاطراف وكأنه نعي لاتفاق النوايا في معراب والذي رسخت فيه القوات العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية على أمل تحقيق سببين او هدفين:
1- اكتساب مشروعية القول والفعل ان القوات اللبنانية كان لها الفضل الاكبر في ايصال الرئيس عون الى بعبدا وهذا يترتب عليه «مدفوعات» سياسية كانت تنتظرها القوات إلا انها لم تتحقق.
2- كسب المزيد من الدور داخل الحكومة وامكانية التحالف النيابي وتكبير حجم كتلة القوات اللبنانية من خلال الانتخابات، الا ان حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، واصبح كل حزب يعمل على استقطاب المزيد من الترشيحات دون الرجوع الى الطرف الآخر.
- رابعاً: كل هذا استدعى تحركاً من جانب الطرفين لعقد اجتماعات سريعة من اجل معالجة ما استجد، ويقول قيادي في القوات اللبنانية ان الامور تسير على خمسة محاور لا تقتصر على التيار الوطني الحر، فحسب انما وصولاً الى تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب اللبنانية والى شخصيات لها وزنها الشعبي في المناطق او ما يمكن تسميته بالمستقلين.
وبالنسبة لجديد العلاقة مع التيار الوطني الحر تم وضع قاعدة ثابتة تستند الى ان اي كلام انتخابي يجب ان يسبقه اتفاق سياسي او تجديد العلاقة السياسية واصبحنا على قاب قوسين من انجاز هذه المهمة وهذا امر مهم في رأي هذا القيادي في القوات لكلا الطرفين، اذا لا يمكن ان تكون هناك خلافات تنعكس على الارض والرأي العام القواتي او العوني وتبني تحالفات لان التحالف الانتخابي يجب ان يكون مبنياً على قناعة، اضاف: هناك مراجعة معمقة جداً للعلاقة من خلال اللقاءات التي تحصل بين الطرفين كي نقدم الى الناس مفهوماً عميقاً في التواصل بين الطرفين وهذه الخريطة تتمثل بواسطة نقطتين:
1- عدم تكرار الاشكالات التي حصلت وادت الى سوء تفاهم في العلاقة.
2- التشديد على كيفية تحصين التفاهم.
3- وهذان الامران كان قد سبقتهما خطة عمل مشابهة قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية حيث كان الاتفاق السياسي وان لم يكن تاماً مقدمة للقرارات المتخذة، ويقول: نحن الآن في طور انهاء المراجعة السياسية وتجديد التفاهم وبالتالي اذا ابتعدنا او اختلفنا لم يكن هناك من خلاف سياسي.
وعن امكانية التحالف في الاستحقاق الانتخابي القادم: لماذا لا، يجب القيادي في القوات اللبنانية، «يمكن ان نتحالف بالانتخابات النيابية وفق الدوائر التي ننفق عليها معاً وفقاً للخريطة التي سنضعها أمامنا».
وعن امكانية التحالف في دائرة كسروان - جبيل يجيب: ليس بالضرورة ان تكون هذه المنطقة ويمكن ان تكون كذلك لان كل شيء متعلق كما قلنا بالتفاهم بيننا.
مصدر قيادي رفيع في التيار الوطني الحر قال لـ«الديار» ان العلاقة جيدة في طبيعة الحال مع القوات اللبنانية خصوصاً ان الاجتماعات قائمة فيما بيننا وهي مستمرة حيث تم وضع الامور على السكة الصحيحة وفق عملية اعادة التقييم التي حصلت والتشديد على المصالحة.
وتطابق كلام القيادي الرفيع في التيار مع حديث قيادي القوات حول التالي: من الطبيعي اذا اتفقنا في السياسة ان تكون امكانية التعاون في الانتخابات القادمة واردة في دوائر معينة وحسب الوجود لكل طرف في هذه المنطقة او تلك ويشدد على ان اعادة العلاقة مع القوات تسير وفق الخطة المرسومة ونأمل كل الخير.

(طوني بو عيسى - الديار)

صورة editor11

editor11