زار سفير الإمارات العربية المتحدة الدكتور حمد الشامسي مع وفد من السفارة مكتبتي الباشورة والجعيتاوي، بعد ترميمهما وتأهيلهما وتطويرهما، من جراء الأضرار الجسيمة التي أصابت المكتبات العامة لبلدية بيروت بفعل الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب، واطلع والوفد المرافق على الأعمال المنجزة، وذلك في حضور ممثل عن محافظ بيروت القاضي مروان عبود وممثلة عن المجلس البلدي لمدينة بيروت.
بو علوان
وألقى رئيس جمعية "السبيل" المهندس زياد بو علوان كلمة قال فيها: "إن هذا الانفجار دمر جزءا كبيرا وأساسيا من عاصمتنا الحبيبة وتسبب بأضرار لا تعوض للارث الثقافي والعمراني. فبإلاضافة إلى الأضرار المادية، تسبب أيضا بشعور عارم باليأس والإحباط لعموم الشعب اللبناني كأن الدنيا قد أدارت لنا ظهرها وأصبحنا شعبا متروكا لمصيره المجهول".
أضاف: "إن هذا الشعور والظلام الذي كنا نعيش فيه تبدد سريعا من خلال التعاطف الكبير الذي أبدته الدول الشقيقة والصديقة وتضامن اللبنانيين في ما بينهم. وبفضل الدعم المادي السريع، تمت إعادة إعمار جزء مما تهدم، ولكن تبقى الكثير".
وتابع: "إن مكتباتنا، التي افتتح أولها منذ عشرين سنة، كانت ولا تزال حاجة أساسية لمحيطها، فهي تعمل كمراكز مجتمعية تساهم في نشر الثقافة والمعرفة وتؤمن الدعم الدائم للمجتمع المحلي، وذلك من خلال استقبالها حوالى 30 ألف زائر سنويا وإعارة 20 ألف كتاب وتنظيم مئات الأنشطة الثقافية المنوعة واستقبال الزيارات المدرسية، ووعدنا لكم بأن نعمل دائما على تطوير المكتبات لتواكب باستمرار متغيرات العصر للقيام بدورها في خدمة مجتمعنا على أكمل وجه".
وشكر ل"القيادة الإماراتية الهبة الكريمة والسخية، والتي جعلت ترميم المكتبات ممكنا"، وقال: "هذا ليس غريبا على دولة الإمارات التي طالما مدت يد العون لمساعدة أشقائها".
كما شكر ل"محافظ بيروت ومجلسها البلدي دعمهما الدائم وثقتهما الغالية بجمعيتنا، وكل الأفراد والمتطوعين والمؤسسات المحلية والاقليمية والدولية الداعمة: سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في بيروت، مكتب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، Fondation de France، معهد غوته - لبنان، المجلس الإماراتي لكتب الأطفال واليافعين، جمعية الناشرين الإماراتيين، Book Aid International، COBIAC، C.A.I.I.L، نيل وفرات، ABF، Alefb، CILIP، DJELIYA Internationale، جمعية المكتبات اللبنانية، وBoghossian Foundation".
ثم تم عرض فيلم توثيقي عن المكتبات والمراحل التي مرت بها عمليات الترميم.
الشامسي
بدوره، ألقى سفير الإمارات كلمة قال فيها: "بتوجيهات القيادة الإماراتية، تم إطلاق عملية التأهيل والترميم، إيمانا بأهمية هاتين المكتبتين الباشورة والجعيتاوي، ونظرا إلى أهمية عودة هذه المرافق العامة التي توفر خدمة القراءة وتفيد آلاف الطلاب والقراء والباحثين في لبنان وتدعم البحث العلمي إلى العمل. إن الامارات تدعم دائما القطاع التعليمي والثقافي، الذي ينمي قدرات الشعوب ويسهم في ازدهار المجتمعات".
أضاف: "إلى جانب المساعدات العينية والغذائية التي انطلقت بجسر جوي وبحري إغاثي، كانت هناك المبادرات الإنسانية لدعم عائلات الضحايا والأهالي المنكوبين، فكانت مبادرة الهلال الاحمر الاماراتي لمساعدتهم، وكذلك إطلاق عملية ترميم المنازل المتضررة للضحايا".
وختم: "أهدافنا إنسانية وتنموية، وندعم كل المجالات التعليمية والثقافية لاننا نعي أهمية الاستثمار في الجيل الناشىء وتوفير الظروف المناسبة، لان هؤلاء هم بناة الغد وركن اساسي في بناء المجتمع".