حسين زلغوط
خاص – موقع رأي سياسي
تتجه الأنظار يوم غد الى مجلس النواب حيث تعقد جلسة نيابية هي الاولى منذ العام 2011 تتعلق بملف النزوح السوري حصراً على ضوء البلبة السياسية التي حصلت حول هبة المليار يورو للبنان والتي لقيت رفضا من شريحة واسعة من كتل سياسية واحزاب وقيادات روحية والتي اعربت عن خشيتها من ان تكون هذه الهبة الاوروبية بمثابة رشوة ترمي الى إبقاء النازحين السوريين على ارض لبنان، ومنع تسرب العديد منهم الى القارة الأوروبية.
واذا كان قد سبق موعد انعقاد الجلسة مروحة من الإتصالات والمشاورات ترافقت مع مواقف عالية النبرة لمواجهة ما اعتبر مخطط اوروبي لا يأخذ مصلحة لبنان بعين الإعتبار وكان في طليعة هذه المواقف ما جاء على لسان البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي اتهم الاوروبيين بعدم التعاون مع لبنان لحل مشكلة النازحين، وأنهم يستخدمون هذا الملف لاغراض سياسية في سوريا. غير انه من المتوقع ان تشهد القاعة العامة في البرلمان حفلة زجل سياسية عنوانها مزايدات ونكد سياسي اذ سيكون على لائحة طالبي الكلام عدد كبير من النواب الذين سيأخذون هذا الموضوع ذريعة للإنقضاض على حكومة تصريف الأعمال ومن خلالها تصويب السهام في أكثر من إتجاه، وسيكون للرئيس نجيب ميقاتي رد مدروس ومحكم على ما سيوجه من اسئلة واستفسارات نيابية فيما خص ملف نزوح وهبة “المليار يورو” التي اعلن عنها من السراي خلال زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فوندرلاين لبنان، وهو كان أبلغ الرئيس نبيه بري خلال التشاور معه بموضوع الجلسه انه قد يلجأ الى الإعلان عن استعداده لرفض هذه الهبة اذا كانت ستتسبب في المزيد من الشرخ بين اللبنانيين.
وما كشفه الرئيس ميقاتي ربما يكون من بين الخيارات التي سيتم التصويت عليها تحت قبة البرلمان كما انه يجري حياكة توصية نيابية سترفع الى من يعنيهم الأمر اي الحكومة ورئيسها وهذه التوصية ستحمل في طياتها دعوة حاسمة للعمل بكل قوة لاعادة النازحين الى بلدهم، ورفض اي محاولات أو اغراءات دولية لإبقائهم في لبنان، وكذلك تنظيم العمالة السورية الموجودة في لبنان وبحوزتها اجازات عمل واقامة صادرة عن الأمن العام، وهذا الموضوع سيكون في ركيزة النقاشات التي ستجرى داخل اكثر من كتلة نيابية ستجتمع عشية إنعقاد الجلسة وفي مقدمهم كتلة التنمية والتحرير التي ستجتمع اليوم برئاسة الرئيس نبيه بري الذي بطبيعة الحال سيعلمهم بفحوى ما يمكن ان يطرح في الجلسة ليشكل ذلك توصية ترفع وتتضمن موقف لبناني موحد من مسألة النازحين السوريين.
وفي هذا السياق يؤكد مصدر نيابي لموقع “رأي سياسي” ان الجلسة لن تكون “فلوكلورية” كما يحاول البعض تصويرها، بل هي ربما تكون من أهم الجلسات التي ستعقد لمناقشة أكثر الملفات حساسية وتعقيدا، حيث تتحكم في جميع مفاصله الخلافات السياسية الداخلية والمصالح الخارجية، وان الحضور النيابي في هذه الجلسة سيفوق التوقعات كون ان حتى كتل نيابية كانت تعارض حضور الجلسات في ظل فراغ رئاسي ستحضر بحجة ان هذه الجلسة ليست تشريعية وهي بمثابة جلسة استجواب للحكومة حول مسألة “الهبة” لكن هذا لا يعني ان المداخلات النيابية ستخلو من المماحكات والاتهامات المتبادلة وهي ستقارب ملف النزوح منذ اليوم الاول للأزمه السورية حتى ايامنا هذه.
واشارت المصادر الى ان ما سيخرج به مجلس النواب سيحمله لبنان عبر وزير خارجيته الى بروكسل وسيقول للمؤتمرين هناك هذه هي ورقة لبنان الموحدة من مسألة النازحين السوريين على اراضيه، كما أن هذا الموضوع سيكون بالتأكيد محور اللقاءات والاجتماعات والاتصالات التي ستجرى بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وفيما بين مختلف القوى السياسيه قبل انعقاد الجلسة، للحؤول دون ان تتحول هذه الجلسة الى لغم ينفجر بوجه اللبنانيين بدلا من ان تكون الجلسة خطوة متقدمة على طريق حل أزمة النزوح بما يحفظ مصلحة