بكينا وهاجرنا وما زال الحنين يشدناويربطنا بحلم العودة،لكن
الصبر هو الدواء والغذاء.
انه نداء الأمل والألم يا دولة الرءيس ارفعه عبر البحارلحكومة، حلم مسك الختام،وليس كابوس جديدعلى
صدر الشعب،في هذا العهد الذي
عانده القدر،والاقدار لا تلين لعاتب.
لم أرى مهامكم نزهة يا دولة الرءيس، ولا مسرحية فكاهية،
إنه التحدي الشرس، وانقلاب الذات على الذات في الزمن العجاف والمعقد، لنهضة وطن ،وتقرير مصير شعب يشكو
الجوع والوجع، يلتحف عباءة
اليأس والبؤس، كان وطنه اندلس الشرق تنشده فيروز ووديع وصباح،وارضه مربط حوار الاديان والحضارات،
فسقطت امجاده كخراب البصرة،
وأصبح محور الصراعات الطايفية والاقليمية والدولية
البغيضة.
ابناؤه اليوم، ليس كالامس المجيد عز واعتزاز واعراس، أصبحوا ايتاما على أبواب السفارات والمؤسسات الخيرية
أملا بكرتونة غذائية مذلة،
الناظر يا دولة الرءيس إلى صورة
مجتمعنا الدامع والدامي، كم يعز
عليه،ان تكونوا مقدامي الرأي في
كل خطوة وقرار، متحررين من عقال الطوايف المتنابذة والمعطلة لنمو الحياة الطبيعية
ووحدة المواطنين، جميل كذلك
تحرركم من تضارب أمواج تذاكي
آلهة العروش واحقادها، ودهاء
ثعلبة الذين نصبوا ذواتهم مكابرين أولياء الحكم والأرض والبشر،تعنتا وظلما واستكبارا لتمرير مصالح الدخلاء والغرباء على مصالح الشعب والوطن.
ان مصلحة الوطن فوق كل المصالح، والإصلاح الوطني الصادق يكون بموجب الآلية الوطنية لا الطايفية ولا الحزبية
ولا الإقليمية او الدولية،
صوت الشعب هو مصدر الحق
والشرعية، ارادة الشعب اهم واقدس من كل الارادات، والغراءز السياسية. عودوا إلى
صفوف الشعب ومربعاته، كي
تشعروا إنكم عدتم إلى الوطن.
الشعب هو روح وجوهر وكنز الوطن، إذا لم تنقذوا الشعب،
ستفشلون في إنقاذ عنصر الحياة
للوطن وسر ديمومته واستمراريته.
قد بلغت المأساة ذروتها وذاق الشعب كل مراءر المصايب
الشنيعة،.
فتشوا يا دولة الرءيس على العصى السحرية، وإلا اذهبوا إلى
المعالجة بسيف المغاوير الأباسل.
فكم للحرية من بطولات، فإذا ركبتم صهوة الحرية على كراسيكم وصنتم سيادة القرارات، ستحررون الشعب والأرض والوطن من سلاسل
عنجهية السياسيين النيرونية،
وتطهرون لبنان من فيروس الطايفية والجشع المالي والتدجيل والفسق السياسي
والإداري.
يتطلب لبنان اليوم يا دولة الرءيس، سلاحا فكريا ناضجا،
وديبلوماسية سياسية جديدة،
لاعادته إلى محوره التاريخي
الأصيل،
لقد دفع هذا الوطن ما فيه الكفاية،عن إخوته ومحيطه ومصالح العالم،من ضرائب الدم
والدموع والتهجير على درب
الآلام، ولم يبق عند الشعب ما
يبتذه الألم، إنما يبق الإيمان
أن لبنان أقوى من قاتليه والغاشمين.
دكتور انطوان بو عبود حرب