مفردة بليق بالعربية من أبلق تعني الحيرة والدهشة وأحيانا ينعت الرجل بالعامية (بالأبلق) لأن نظراته غير ثابتة تتمايل مع حجر العين وتوحي بالحيرة والضياع في التركيز فلا يثبت على حال طالما عينيه متفتحة طالما حركاته الجسدية ونظراته تشبه الكرسي الهزاز حتى لو ثبت برهة لا يوحي لناظره بالثبات مجرد أن تراه يوحي لك أنه بغير موضعه السليم وهو الاهتزاز المستمر وكأنه يناديك كي تجلس عليه فيبدأ بالهز تلقائياً.
ميزة الكرسي الهزّاز أنه من غير الممكن أن يشتغل تلقائيا فهو دائما ما يحتاج محركا شرط أن يجلس عليه ويبدأ بعملية الدفع المرتكزة على نقاط محدودة واضحة كي تبدأ عملية الهز وبما أن الحركة تولد الطاقة تزداد سرعة حركته كلما سرَّعت بالضغط على المناطق التي تولد عنده الطاقة وكلمة طاقة تذكرنا بالكهرباء وبما أن هذا الكرسي تزداد سرعة اهتزازه بسرعة كبيرة حتما سيصدر أصواتا تشبه عسف النخيل اذا ما تعرض للهواء السريع يبدأ بالتخبيط على أوراقة الرقيقة ترتطم ببعضها لتصدر أصواتا رفيعة تدل على وجع اللذة تذكرنا بأصوات النساء حين يأتيهن رجل على غرّة ويبدأن بالصراخ الناعم الذي يوحي بالخجل اللذيذ المرتضى به مع سبق الاصرار ...
هذه الشخصية ليست مستفزة لأنها تقع ما بين بين محاولة إيجاد مقعد في ربوع أحد البينين لكن عبثاً تحاول لأنها لا هي سوداء ولا هي بيضاء وُجدت مبرقعة تحمل من اللونين الأسود والأبيض وقد تداخل اللون الأسود مع الأبيض حتى ضاع المصدر الأصلي تَمضي وهي هكذا ولا من متغير ولا من جديد..
جيهانا سبيتي