أكد النائب عن "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت أن الجميع أصبح يخالف المنطق الدستوري لتشكيل الحكومة الذي هو حصراً بيد رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وبالتالي فإنهم يضغطون على الرئيس المكلف كي لا يعلن تشكيلته حتى يتوافق مع الجميع، وهذا أمر مستحيل، مشيرا الى ان "الأصل أن يتشاور الرئيس المكلف مع القوى السياسية ضمن مهلة معينة وبعد ذلك يقدم تشكيلة مقتنع بها إلى رئيس الجمهورية لتأخذ الحكومة الثقة على أساسها"، لافتا إلى أن هناك نوعاً من التعدي على موقع رئاسة الحكومة وإضعاف حقها وقدرتها على تشكيل الحكومة.
واعتبر في تصريح لصحيفة "السياسة" الكويتية أن هناك هدفين أساسيين من وراء هذا الأسلوب في التعامل مع الرئيس المكلف في ما يتعلق بتأليف الحكومة، الأول: هناك محاولة من كل فريق سياسي لجعل موازين القوى في صالحه، والتي هي للأسف طائفية ومذهبية. والثاني: اقتراب موعد الانتخابات النيابية، بحيث أن الجميع يريد أن ينال الحصة الأكبر من وزارات الخدمات حتى يقدم رشوة للمواطن قبيل موعد الانتخابات، وبالتالي أصبحت القوى السياسية عوضاً عن أن تقدم برنامجاً تسعى للحصول على وزارات خدماتية لترشي بها ناخبيها كي تحصل على أصواتهم.
ورأى الحوت أن هناك من يريد وضع يده على القرار الستراتيجي للدولة اللبنانية، من خلال ميزان قوى معين داخل الحكومة، لذلك فإن هناك سعياً لأن تكون الحكومة ثلاثينية، بهدف إدخال مزيد من الحلفاء لتأمين قدرة تصويتية على قرارات الحكومة، معرباً عن اعتقاده أن الوقت لم يحن لإعلان الحكومة، طالما أن رئيس الحكومة المكلف يريد مراعاة الضغوطات والتوازنات التي تمارس عليه من مختلف الفرقاء، فإذا أرضى فريقاً، فإن الآخر يغضب، ولذلك يحاول إرضاء الجميع وهذا شبه مستحيل