زادت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في ليبيا جراء الأزمة التي تعيشها البلاد، في الوقت الذي سجلت فيه الدولة، درجات حرارة قياسية وصلت إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
ووفقا لتقرير نشرته "بلومبيرغ"، فإن الحرب الأهلية في ليبيا دمرت خطوط النقل ومحطات التحكم، ما جعل شبكة الكهرباء في حالة يرثى لها.
وأدى ضعف الصيانة ونفص الوقود في محطات توليد الكهرباء، إضافة إلى الحصار الذي يوقف صادرات النفط، إلى انهيار الشبكة الكهربائية التي لم تغطي سوى 60% من الطلب في ذروة الصيف.
ملأ المتظاهرون الأسبوع الماضي شوارع العاصمة طرابلس، للتعبير عن غضبهم بشأن انقطاع التيار الكهربائي لمدة نصف يوم، وتراجع الخدمات العامة للدولة، حيث هتفوا "لا أضواء، لا ماء، لقد سئمنا!".
ودعت السلطات في الدولة الإفريقية الغنية بالنفط، إلى حظر تجول في محاولة لاحتواء هذه التظاهرات، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس محطة كهرباء جنوب طرابلس ناجي أبو زقية: "لا نستطيع تحمل أي خدمات لمحطات التوليد، نحن في حاجة ماسة إلى كل ميغاوات في الوقت الحالي".
وأضاف: "يجب انتظار انخفاض الطلب في أشهر الخريف والشتاء الباردة قبل القيام بأعمال الصيانة".
وانخفض إنتاج النفط الخام إلى 90 ألف برميل يوميا، وهو جزء ضئيل من 1.2 مليون برميل ضختها الدولة العضو في أوبك، يناير الماضي.
وتسعى تركيا، وهي الداعمة القوية لحكومة الوفاق في طرابلس، إلى استغلال هذا الصراع من خلال تقديم شركة تركية عرضا لبيع 1000 ميغاوات من محطات الطاقة العائمة.
وأشار التقرير إلى أن الطبقات الثرية تمتلك مولدات خاصة لتبريد منازلهم في الأجواء الحارة التي تعيشها ليبيا، في الوقت الذي لا يملك فيه الفقراء سوى تحمل الحرارة، وهذه علامة على أن تغير المناخ يؤدي بالفعل إلى توسيع الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في الشرق الأوسط.
وتسعى الشركة العامة للكهرباء في ليبيا، إلى تدوير الطاقة بين المدن، لكن المسلحين يقتحمون المنشآت الخاصة بهذه الشركة، لإرغامها بإعادة التيار إلى مناطقهم.
وأكد أبو زقية، إن الشبكة انهارت 3 مرات مطلع الشهر الجاري، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في جنوب وغرب ليبيا.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، إن إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء في مدينتي بنغازي والزويتينة، تراجعت إلى 160 مليون قدم مكعب يوميا من أصل 250 مليونا.
المصدر: الحرة