كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية تقول: مع إثبات الحكومة أنها عاجزة بالمطلق عن تنفيذ أي خطوة تسهم ولو باليسير في وقف مسار الانهيار وإخراج لبنان من محنته، تتواصل بشكل منفصل عن الحكومة ولجانها التعجيزية ومستشاريها المنظّرين، المساعي الجارية لفتح كوة في جدار العزلة التي تعيشها البلاد، وتوفير الحد المُمكن من الدعم المالي بعد تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفي ضوء ازدياد المخاطر جراء الأزمة الإقتصادية والمعيشية وتداعياتها المتمثلة بفقدان السلع الأساسية لاسيما المحروقات.
وفي هذا السياق تابع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تحركه في أعقاب زيارته الى الكويت التي تمسكت بضرورة إقدام لبنان على خطوات ملموسة في الاصلاح لمساعدته. فحاول ابراهيم طرق أبواب أخرى، وهذه المرة المملكة العربية السعودية التي اعتبرها بابًا للدول العربية، بحسب ما اعلن خلال زيارته السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، ليتوجه بعد ذلك الى وزارة الخارجية ويلتقي الوزير ناصيف حتي لوضعه في أجواء اتصالاته ومساعيه لتأمين المساعدات العاجلة للبنان.
ومن المقرر أن يتابع ابراهيم لقاءاته مع عدد من السفراء العرب قبل ان يطلع رئيسي الجمهورية والحكومة على نتائج تحركه، بحسب ما قالت مصادره لـ "الأنباء"، على أن يتقرر في ضوئها ما إذا كان سيستكمل جولاته أم تقتصر الإتصالات مع السفراء العرب.
من ناحيتها نقلت مصادر متابعة لتحركات ابراهيم لـ "الأنباء" عدم حماس الدول الخليجية لتقديم المساعدات ما لم تتوضح سياسة الحكومة لمعالجة الأزمة بعد شللها في تقديم اي اصلاح، وتبنيها سياسات خاطئة.
الا أن رئيس الحكومة ألقى باللائمة على من قال إنهم مسؤولين يتدخلون لمنع الدول من مساعدة لبنان، ليرد عليه الرئيس سعد الحريري بقوله :"مش معقول موقع رئاسة الحكومة شو تبهدل".
مصادر حكومية اعترفت أن تأمين المساعدات المالية للبنان وخاصة من الدول الخليجية يبدو بعيد المنال، لكنها بررت ذلك بإنشغال هذه الدول بأزمة كورونا، وتراجع إقتصاداتها بسبب تقلص الطلب على النفط من جهة، كما كررت معزوفة "دخول بعض القوى السياسية على خط عرقلة الاتصالات بين الحكومة وبين هذه الدول، وهو ما يمنع عدم تقديم المساعدة، وهذا مؤشر خطير لم يشهد لبنان مثيلا له".
المصادر الحكومية توقعت "حلحلة الموضوع بعد النداء الذي وجهه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومناشدته الدول العربية إنقاذ لبنان قبل حصول كارثة".
من جهة ثانية اعتبرت مصادر عين التينة كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن إستعداد الدول الغربية لمساعدة لبنان شرط البدء بتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها "بالكلام المبهم، الذي لا فائدة منه ويعدّ هروبا وبعيدا عن أي حس مسؤول"، مشيرة لـ "الأنباء" إلى أن "لبنان يعاني من أزمة معيشية خانقة، والمطلوب مد يد المساعدة له لانتشاله من محنته وخاصة من الدول الغنية والميسورة، لكن تكتفي هذه الدول بتقديم النصح واللوم، ولو كان لبنان قادرا على مساعدة نفسه لما تأخر لحظة".
وتابعت مصادر عين التينة: "صحيح ان هناك أخطاء حصلت لكن الواجب الإنساني يقضي بمساعدة لبنان أيا تكن الأسباب".
في المقابل أبدت مصادر "التيار الوطني الحر" عتبها على الادارة الاميركية "لعدم مد يد العون للبنان"، وتوقعت عبر "الأنباء" ان "تبدل الادارة الأميركية رأيها، وتسارع لتقديم مساعدات لأن قطار الإصلاح انطلق ولن يتوقف". وقالت: "إذا كان هذا الأمر هو الشرط للمساعدة فيبقى على الإدارة الأميركية مساعدته دون قيد أو شرط".
وعلى خط مبادرة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كانت الديمان على موعد مع السفير الايراني الذي حاول امتصاص صدمة مطالبة الراعي بحياد لبنان، فيما برز موقف للرئيس ميشال عون في مسألة الحياد إذ أكد أن الحياد لا يعني تخلي لبنان عن مواجهة أعدائه.
وبالتوازي شهدت بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تدور في فلك فريق الحكم هجوما على مبادرة الراعي، ما يدل على حقيقة الموقف من هذه المبادرة.
في المقابل نقلت مصادر القوى المؤيدة لمبادرة الراعي لـ "الأنباء" استعداد هذه القوى للتوجه الى الديمان للوقوف الى جانب البطريرك ودعم مبادرته والعمل على تحقيق هذا المطلب بأي طريقة، لأن لا خلاص للبنان الا بالحياد وعدم الارتهان لا شرقا ولا غربا.