* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
حتى الآن البلد رهينة حكومة متعثرة في الولادة، وحكومة تصريف أعمال الضرورة، ورهينة دولار يحرق الأخضر واليابس، فيما جيوب اللبنانيين فارغة سواء للفقراء أم حتى للميسورين قليلا، بينما الميسورون ذوو النفوذ لا يشعرون بهذا الأمر، طالما أن الدولار الأخضر متوافر بكميات لديهم.
البلد أيضا رهينة موقف من هنا ومن هناك عن الوزراء الجدد. وأيضا رهينة حراك متصاعد، جديده في وسط بيروت، في محيط المجلس النيابي الذي تحول إلى ساحة مواجهة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، أسفرت عن إصابة 75 شخصا على الأقل، بعدما وصلت المسيرات التي انطلقت من مناطق لبنانية عديدة في بيروت والمتن وطرابلس باتجاه المجلس، للاحتجاج على طريقة تشكيل الحكومة ولرفع بعض المطالب المعيشية والاصلاحية.
القوى الأمنية دعت المتظاهرين السلميين إلى الانسحاب من محيط المجلس، بعدما تطورت المواجهات بصورة دراماتيكية. فهل تسرع المواجهات اليوم، الاتصالات في الشأن الحكومي، في ظل الحديث عن مساع جدية استؤنفت لايجاد مخرج للأزمة الحكومية سريعا، ولفكفكة العقد المستجدة. وقد نشطت الإتصالات على خط حارة حريك- بنشعي، خلصت إلى تأجيل رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مؤتمره الصحفي، والتراجع عن المواقف التصعيدية التي كان ينوي اتخاذها.
توازيا، يبدو أن العقدة الكاثوليكية إلى طريق الحل، عن طريق منح منال مسلم وزارتي البيئة والشباب والرياضة. فيما الإتصالات جارية لحل عقدة التوزير بين أمل الحداد وأيمن الحداد، والحقائب التي ستؤول إليهما.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
ماذا يحصل في وسط بيروت؟، وأي تحرك مطلبي هذا الذي يخرب ويكسر ويعتدي على القوى الأمنية؟.
من المؤكد أنه ليس الحراك الحقيقي، بل هم المندسون والمشاغبون الذين لا مطلب لهم سوى مطلب الفوضى، وهم الذين لا يضرون فقط بمطالب الناس المحقة، بل هم أعداء الوطن كاملا.
إذا، هو يوم يمكن وصفه بالأعنف منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي، حيث اتخذ المندسون بإحكام الهجوم على العناصرالأمنية وعلى الممتلكات العامة والخاصة، ولم تسلم مما اقترفت أيديهم المحال التجارية، وصولا إلى الإعتداء على جرحى قوى الأمن الداخلي كما حصل في مستشفيي الوردية والجامعة الأميركية.
رئيس الجمهورية ميشال عون عون، طلب من وزيري الداخلية والدفاع والقيادات، فرض الأمن على الوسط التجاري. فيما وصف الرئيس سعد الحريري مشهد الإحراق والإعتداء بالمجنون والمشبوه والذي ينذر بأوخم العواقب.
الهدوء النسبي عاد إلى وسط بيروت، بعد وصول تعزيزات كبيرة من فوجي المجوقل والتدخل تمهيدا للسيطرة على الوضع.
أما الولادة الحكومية التي كانت في مرحلة الطلق الأخير قبل يومين، فقد تعثرت بعد الإصطدام بعوارض بعض العقد الجانبية. الإتصالات تأخذ مداها حاليا خلف الكواليس، لمعالجة هذه العقد وإجراء الصيانة الضرورية التي تعبد الطريق أمام التشكيلة الحكومية.
وتؤكد المعلومات للـNBN في هذا الشأن، أن الأمور ليست مقفلة، وأن الدخان الأبيض يمكن أن يتصاعد في أي لحظة، ولا سيما أن الأوضاع المتدهورة لا تتحمل ترف المماحكات. ولا تستبعد المصادر أن يكون إرجاء زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر أن يعقده اليوم، قد جاء من باب سحب فتائل التعقيدات الحكومية.
ومن الباب نفسه، كان تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، ألا حاجة إلى الثلث زائدا واحدا لأي فريق في الحكومة الجديدة، لأنها حكومة اللون الواحد والفريق الواحد. رئيس المجلس توقع أن تحصل الحكومة العتيدة، على نسبة الأصوات نفسها التي حازها الرئيس المكلف في الإستشارات النيابية الملزمة، أي تسعة وستين صوتا، وهي نسبة ليست هزيلة.
بالنسبة للوضع النقدي، ارتفع الدولار من جديد بعد تراجع في اليومين الماضيين بدفع من التفاؤل الحكومي. وسجل سعر صرف الدولار لدى الصرافين صباح اليوم 2250 ليرة للشراء و2300 للمبيع، بعدما هبط الخميس إلى نحو 2100 ليرة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
إلى ساحات حرب استحالت ساحة النجمة ورفيقاتها وسط بيروت، أدواتها موزعة بين موتورين وماريشالاتهم من السياسيين الذين نجحوا في خطف أوجاع الناس الحقيقيين الذين لم يكن لهم مكان في مشهد اليوم، بل كان استثمار الشغب في صناديق البريد السياسي.
مشهد أدوات افتعاله العنفية بدت واضحة، والتمهيد السياسي له بدا مسبقا، أما غير الواضح فهو العنف الذي لاقته القوى الأمنية وأوقع العشرات من عناصرها جرحى بعضهم بآلات حادة، ولا بيانات استنكار من أبواق الأمن والسياسة، كما اعتادوا انتقائيا بين حادث وحادث.
أما الحديث بالسياسة، فليس مختلفا عن ذاك الذي يدمي قلوب اللبنانيين اليوم في شوارع بيروت، وعلى الجميع الانتباه إلى أن كرة النار تكاد تقوى على الجميع، فيما بعض العقد المتجمدة حكوميا لا زالت أقوى من كل لهيب المرحلة. لكن مصادر مطلعة كشفت ل"المنار" أن تقدما حصل لحل إحدى العقد، لكن مسعى توسيع الحكومة إلى عشرين أو أربعة وعشرين وزيرا، لم يحظ بموافقة الرئيس المكلف حسان دياب، فيما سعيه منصب لإحداث تعديل في التركيبة الوزارية لحكومة الثمانية عشر وزيرا، عسى أن يتمكن خلالها من حل العقد المتبقية.
أما حلول الأزمة فغير ممكنة من دون حكومة تحظى بثقة المجلس النيابي، كما أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، حكومة لا يزال "حزب الله" يسهل تأليفها، متمنيا أن تبصر النور قريبا مع حل بعض التفاصيل العالقة، والتي من المفترض ألا تشكل عائقا مانعا أمام تأليفها.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
لمصلحة من ما يجري في الشارع، وما يدور في كواليس السياسة؟. لا جواب لدى غالبية اللبنانيين، المتأكدين في الوقت نفسه أن ما يحدث لا يفيد المنتفضين الصادقين، ولا ينفع القوى السياسية، سواء التي طالما رفعت لواء الاصلاح ومحاربة الفساد، أو التي كان شغلها الشاغل منذ ثلاثين عاما على الأقل تعطيل الاصلاح وتكريس الفساد.
في الشارع، وسط بيروت عموما، ومحيط مجلس النواب خصوصا، ساحة حرب فعلية: مفرقعات نارية من مختلف الأعيرة، رشق بالحجارة، تخريب في الممتلكات العامة والخاصة، حرق خيم، تعرض للاعلاميين، وجرحى بالعشرات في صفوف القوى الأمنية.
هذا مع الاشارة إلى أن جهات قضائية أبلغت مراجع رسمية وأمنية، وفق معلومات الotv، أن اللجوء إلى إلقاء المسامير والزيت المحروق بغية اعاقة تحرك المواطنين، يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. وطلبت الجهات القضائية المختصة من المراجع المعنية، تعقب الذين يرتكبون هذه الممارسات المؤذية وتوقيفهم ومحاسبتهم بمقتضى القوانين.
أما في الكواليس السياسية، فالمعطيات الحكومية حتى مساء أمس الأول كانت تؤكد أن الحكومة على وشك الإعلان، وأن الاتفاق كان ناجزا، قبل أن يفاجأ المعنيون بعراقيل هبطت في اللحظة الأخيرة، مصدرها أكثر من جهة، مرفقة مع اتهامات وشائعات.
وإذا كانت المعلومات تجزم بأن الأسماء التي نالت دعم "التيار الوطني الحر"، والتي تعتبر من فئة غير الحزبيين ولا حتى المقربين، قد نالت توافقا عليها، ولم تقف عقبة في وجه ولادة الحكومة، فالوزير السابق سليمان فرنجية أصر على تمثيل "المردة" و"التكتل الوطني" بوزيرين، فيما تمسك النائب طلال ارسلان بإبقاء حقيبة الصناعة من الحصة الدرزية. أما النائب أسعد حردان فطالب بحقيبة ل"الحزب السوري القومي الاجتماعي".
وفي مقابل المطالبة الكاثوليكية بحقيبتين وزاريتين، أصر رئيس الحكومة المكلف حسان دياب على عدم توسيع الحكومة من 18 إلى 20 وزيرا لحل العقدتين الكاثوليكية والدرزية.
هذا في المعطيات حتى مساء أمس. أما اليوم، فغابت المشاورات العلنية، لتتكثف السرية، وأرجئ مؤتمر صحافي كان حدده فرنجية لشرح موقفه من الملف الحكومي.
وفي الانتظار، مشاهد سياسية وشارعية بشعة اللبنانيون مرغمون على متابعتها، آملين في بزوغ فجر قريب، كي ينتهي الكابوس.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
(لا مقدمة نشرة أخبار، بسبب التغطية المتواصلة للمستجدات في وسط بيروت).
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
لا نحسد على وضعنا، ونحن نبتلى الآن بحكم الصبية وبزمرة الزعران الذين انقضوا على يومياتنا.
بعد 93 يوما على انتفاضة اللبنانيين المحقة والسلمية، هناك من يستنزف البلد، وهناك من لا يكترث للأيام الضائعة، وهو يعلم أن كل يوم نخسره من دون حل، سيجعل الخروج من الانهيار شبه مستحيل.
حكم الصبية هو ما نشهده في تأليف الحكومة، التي يتنازع أربابها، وهم من لون سياسي واحد، على وزير من هنا، ووزارة من هناك، وثلث معطل من هنا، أو ثلث معطل من هناك، في وقت لن يبقى بلد يحكمه هؤلاء متى تقاسموا الحصص وتوافقوا على تأليف الحكومة، وفي وقت لا يأبه فيه اللبنانيون إلى وزير ناقص أو وزير زائد، فيومياتهم أصبحت كلها في حكم الناقص.
زمرة الزعران، هم من شوه صورة الثورة وصوتها، فالثورة وأبناؤها لا يشبهونهم. فمن نزلوا إلى الشارع، هم أبناء الدولة والقانون ومكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة واستعادة لبنان من حفنة السياسيين التي دمرته، فيما زمرة الزعران، من حيث ما أتوا، هم من يدمر شوارع المدن من الحمرا إلى وسط العاصمة، ويتعدى على الأملاك الخاصة والعامة، بفوضوية مطلقة، بعيدا عن القانون وبعيدا عن يوميات من صدحت أصواتهم في الشوارع.
بين حكم الصبية وزمرة الزعران، نقف نحن، مذهولين من قمة السخافة، ومن كثرة الحقد، ونحن نعلم أن لبناننا أصيب بمقتل، وأن لا حكم الصبية ولا زمرة الزعران قادران على انتشالنا مما نحن فيه.
فهل في البلد من يجرؤ على قول الحقيقة، والاعتراف أمامنا بشروط انقاذ لبنان، وممن تأتي هذه الشروط، وهل بالامكان القبول بها، وإذا لم يكن كذلك لماذا، وهل من يتخذ القرار فينتشلنا مما نحن فيه قبل ان تأكلنا النار التي أكلت بيروتنا اليوم؟.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
بعد جمعة الآلام وتعثر قيامة الحكومة، سطع سبت الغضب بثلاث تظاهرات مركزية انطلقت من شرايين المدينة وصبت في قلب البلد. وعند خط الوسط انقلب المشهد، مجموعات صغيرة استقدمت من خارج الأطر التنظيمية للثوار، ولهدف محدد هو مواجهة قوى الأمن لإجهاض الثورة.
وتحرك البرمائيون المغطسون بثوب ثورة، بحسب ما تشتهيه سفن تياراتهم السياسية والأجهزة الأمنية المرتبطة بها. وبالتضامن بين قوة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي وشرطة مجلس النواب، وعن سابق إصرار وترصد، تم تكسير وإحراق خيام الثوار السلمية في ساحة الشهداء وشارع اللعازارية ورياض الصلح، وبالاعتداء على المتظاهرين وعلى المراسلين الصحافيين. ولاحقا تبرأت شرطة المجلس من أفعالها، على جري عادتها، في بيان رد التهمة على وسائل الإعلام.
وبالتسلسل الزمني، فقبيل التقاء التظاهرات الثلاث في وسط المدينة، اقتنصت تلك المجموعات سبتا ثائرا، افتعلت أعمالا لم تألفها التحركات السلمية، فردت عليها قوى مكافحة الشغب بخراطيم المياه المقطوعة عن البيوت، وبالقنابل المسيلة للدموع. وبالتزامن مع وصول التظاهرات إلى محطتها الأخيرة، نفذ الجيش اللبناني انتشارا عند المداخل المؤدية إلى مجلس النواب لإبعاد الشعب عن مجلسه.
ليلة القبض على الثورة وإحراق خيامها وقمع ثوارها، كانت مكملة لليلة إجهاض ولادة الحكومة بعد الغداء الأخير، حيث كان من المفترض أن يخرج رئيس مجلس النواب نبيه بري اسميه من جيبه السري، وبدلا من التشكيلة فتحت نيران الحلفاء على حسان دياب من جبهة الثلث المعطل لدى "التيار" والرئيس، إلى موقع نائب رئيس الحكومة، والخلافات على الوزارات ودمجها، واستقدام تعزيزات من الكاثوليكي و"القومي" والدرزي، وتشويه صورة التأليف بتعزيز مطلب حكومة الأربعة والعشرين وزيرا، على حساب صيغة ال18 من أصحاب الاختصاص والتي يتمسك بها الرئيس المكلف، لمحاكاة الداخل والخارج وصولا إلى تقديم معركة رئاسة الجمهورية على التشكيلة الحكومية.
وفي ساعات ذروة الخلاف، نجح "حزب الله" في فك اشتباك واحد بين الحلفاء، وفصل بين "التيار" و"المردة"، ما أدى إلى تأجيل إلقاء القنابل المسيلة للدموع من بنشعي. لكن في المقابل، رفع بري العوائق السياسية في وجه دياب، ومثله فعل رئيس الجمهورية، وطبقة سياسية تجهد لاستيلاد نفسها من رحم ميتة، من ذهنية أمسكت بالبلد منذ عام 1992 وحتى السابع عشر من تشرين، وعلى قاعدة إما نكون وإما نحرق البلد بما ومن فيه.
تستميت الطبقة السياسية في إعادة استنساخ نفسها مهما كان الثمن. ولذلك تقود معركة التأليف بالحصص والأزلام والمستشارين، ولم يرصد سؤال واحد من رؤوس التأليف الحامية، تسأل الرئيس المكلف عن خطته الإنقاذية وبرنامجه لحكومة ما بعد انتفاضة الشارع.
اليوم استدرج العنف عنفا مضادا، لالصاق تهمة التعطيل بالثورة بعد أمس أكد المؤكد على مائدة عين التينة، حيث وضع السم في الدسم، وغدا لناظر الشعب قريب.