لم تعد ساحة الانتفاضة عند تقاطع إيليا في صيدا تقتصر فقط على هتافات المتظاهرين الذين ثاروا وانتفضوا على أركان السلطة ورموزها بسبب فرض ضرائب جديدة وعلى الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي، بل باتت أيضاً مساحة مفتوحة طوال الليل والنهار لممارسة مختلف النشاطات الفنية والثقافية والتوعوية، وانضمت إليها قبل يومين ممارسة رياضة "اليوغا" وسط الشارع في محيط الساحة المقفلة منذ بدء الاحتجاجات.
وقالت الناشطة ميساء يعفوري إن إحدى صديقاتها طرحت عليها فكرة ممارسة ساعة "يوغا" في الشارع وأنها رحّبت فوراً بالفكرة وبدأت معها ومع مجموعة صغيرة من الفتيات والنساء والشباب بممارسة هذه الرياضة واعتبرتها رسالة سلام ومحبة وتأكيداً على أن الاحتجاجات ضد السلطة هي أولاً وأخيراً سلمية وحضارية.
وأراد المشاركون في تظاهرات صيدا، فصل اليوغا الصباحي للتعبير عن مطالبهم سلميا بعد أن وصلت الأزمة في لبنان إلى طريق مسدود. وقالت مدربة اليوغا مريم صوان التي شاركت في جلسة التأمل، "نحن هون قاعدين ثورة صح بس نحن بدنا نفرجي الناس إنه نحن سلميون (بالانكليزية)، بدنا مطالبنا تكون بطريقة سلمية، ما بدنا عنف، ما بدنا خناقات ما بدنا حرق دواليب ما بدنا أي شي تاني، عم نفرجيهم إنو الساحة قد ما هي سلمية وقد ما الناس عندها مطلب واحد نفس الشي، قادرين نعمل فيها يوغا سلمية.. نوع من أنواع الرياضة، خلينا نوعي الشارع ع أهمية اليوجا إنه تصفي الروح وتنقي الأفكار".
ونظم كثير من جلسات اليوغا في كل أنحاء لبنان خلال الانتفاضة، حيث يمارس كثر من محبيها تمارينهم المفضلة على حواجز الطرق أو في التجمعات.