أقامت بلدية عكار العتيقة، استقبالا حاشدا لوزير البيئة فادي جريصاتي، الذي زار البلدة، ضمن جولته العكارية، وذلك في مكتبة البلدية العامة، حيث عقد لقاء، حضره رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر، عضو المكتب السياسي في "التيار الوطني الحر" جيمي جبور، ممثل "الجماعة الإسلامية" محمد شديد، رئيس بلدية بينو - قبولا فايز الشاعر، وحشد من فاعليات البلدة والأهالي.
بدأ اللقاء بالنشيد الوطني، ثم كلمة نائب رئيس البلدية الدكتور رامي ملحم، الذي رحب فيها بالوزير وبالحاضرين، وقال: "نضع أمامكم معالي الوزير، جملة من الحقائق، تساعد على إنشاء وتنفيذ محمية القموعة، كما يجب أن تكون وكما يريدها كل المخلصين من هذه المحافظة، وأن تحافظ على كل مكوناتها الطبيعية النباتية والحيوانية والجغرافية، ورفع أيدي العابثين والطامعين والمخربين، ويراعى فيها النطاق العقاري والجغرافي للبلدات المجاورة، وأن تكون كما حددها قرار وزارة البيئة رقم 19 عام 2002".
وختم "من شفق عكار العتيقة وبزبينا شمالا، إلى شفق تاشع، وفنيدق حتى السفوح الغربية لقمة عارومة غربا، ومن حدود قضاء الهرمل جنوبا، إلى كرم شباط وكنيسة الشنبوق في القبيات شرقا، على أن تشارك في إدارتها وترعاها وزارة البيئة والبلدات المعنية، وأن تكون منشأة بقانون تراعى فيه القواعد والأسس المعتمدة عالميا، في كيفية إدارة المحميات".
جريصاتي
وألقى جريصاتي كلمة، اعتبر فيها أن "الاستقبال كان مميزا لوجود الدفاع المدني"، موجها التحية إلى "كل فرد منهم، فأنتم الأمل بغد أفضل، كل شجرة تقومون بحمايتها، وطبعا حماية البيوت والناس، وكل حرج تخاطرون بحياتكم من أجل حمايته، هو حماية للأجيال القادمة، ولأولادنا وطبيعتنا، وحماية للأوكسجين، الذي نتنفسه، وبارك الله بكم".
ثم حيا "الكشاف الذي شارك في الاستقبال"، وقال: "كنت عضوا في الكشاف اللبناني طيلة عشر سنوات، وتربيت بالطبيعة مثلهم، ونتشارك نفس الهواجس"، متمنيا أن "يكون الكشاف محميا في البلدة، وأن نربي أولادنا للانتساب إلى الكشاف، وهذه أجمل تربية يمكن أن تكون، نتحدث عن 138 ألف شاب وصبية في لبنان، تربوا على حب الطبيعة وتعلقهم بالأرض مثلهم مثل الجيش اللبناني، التي عكار هي خزانه"، معلنا عن "اتفاق بين الكشاف اللبناني، ووزارة البيئة".
أضاف: "كان لي الشرف بين عامي 1989-1990، أن أنخرط في الجيش اللبناني، في الأنصار، وأن أقاتل معه، وأتذكر عكار، وأتذكر أنه استشهد معنا، كثير من الشباب من عكار العتيقة شهداء، أنحني أمامهم اليوم، ونصلي لأروح هؤلاء الأبطال، الذين لولاهم، لما كنا ننعم بهذه الحرية، التي نعيشها في هذا البلد".
ثم تطرق إلى الملفات البيئية، التي هي موضوع الزيارة، متناولا بداية، ملف الصرف الصحي، فقال: "هناك مشاريع كاملة لكل المنطقة، حتى ننتهي من الصرف الصحي، الذي هو مشكلة وطنية، وليس مشكلة خاصة بعكار، الأموال وصل جزء منها، وهي من خلال "سيدر"، وسننفذ كل أحلامنا من الآن إلى سنتين، ونكون قد انتهينا من كل محطات الصرف الصحي".
وفي ملف النفايات، قال: "وضعت خطة في الوزارة مع فريق العمل، سيتم تقديمها خلال شهرين إلى الحكومة اللبنانية، عكار هي جزء أساسي منها"، مطمئنا إلى أننا "ذاهبون إلى أيام أفضل، بهذا الموضوع"، داعيا إلى أن "تكون عكار العتيقة رأس الحربة للفرز من المصدر"، داعيا رجال الإعمال إلى "الاستثمار بالنفايات، وإنشاء معامل التدوير، التي هي حاجة، لتدوير البلاستيك والكرتون والورق والزجاج، فلبنان بحاجة لها"، طالبا تطبيق "الفرز من المنازل، حيث أنه بداية أي حل".
وفي ملف المقالع، لفت إلى أن "المنطقة لا يوجد فيها مقالع"، مهنئا "البلدية التي تحافظ على بيئتها"، مؤكدا أنه "ليس هناك أحد خارج القانون في موضوع المقالع، وعلى الجميع أن يعلم، أن الدولة جاءت كي تطبق القانون، على كل الناس، دون كيدية، ولكن لا يجب أن تكون هذه المصلحة، خارج الدولة اللبنانية، وأن تكون غائبة عنها وزارة المالية، ووزارتي البيئة والداخلية. يجب أن يعلم الجميع أن هناك دولة وقانون، وأنهم جميعا تحت القانون، وأعدكم أن محميات المقالع هذه ستسقط".
وفي ملف المحميات، اعتبر أن "الخلاف العقاري، لا يمنع إنشاء محمية، يمكن أن يبقى الخلاف العقاري سنين طويلة، ولكن هذا لا يسمح للناس بالتعدي على المحمية"، مؤكدا "ضرورة إيقاف البناء في المحميات، وبسرعة قصوى".
وقال: "نحن لا نريد تشنجات، البيئة تجمعنا، ممنوع الخلاف على البيئة، وعلى ملكية محمية، المحمية هي قانون يملكه الشعب اللبناني، لجنة المحمية هي من أهل المنطقة، وهم حراسها، وعلينا كوزارة، أن ندعمكم بالخبرة وبكل الإمكانيات اللوجستية لحماية المحمية، ولكن محمية العزر، التي شاهدتها اليوم، واتفقنا أنه بأسرع وقت ممكن، ستصبح بقانون، وهي محمية هدية للشعب اللبناني أيضا. محمية كرم شباط، سنوقف التعديات عليها، ومحمية القموعة سوف ننجزها مهما حدث، وأنا مسؤول عن هذا الموضوع، يجب أن تجمعنا هذه المحمية، لا أن تفرقنا، يجب أن نتنافس على من يحميها أكثر، ومن سيزرع فيها أكثر، هناك تشنج وخلافات عقارية عبر سنوات، هذه ليست ميزة عكارية. في كل لبنان هناك خلاف على المشاعات، منذ الانتداب الفرنسي، ومن أيام العثمانيين، وهناك مشاعات لم تمسح ومشاعات لم تثبت، هذا يمكن أن ينتظر، لكن التعديات على المحمية، لا يحتمل الانتظار".