افتتح المختبر الأثري لكلية الآداب والعلوم الإنسانية - الفرع الثاني – الفنار في الجامعة اللبنانية عام 1986، وهو مبنى مستقلٌّ مكوَّن من ثلاثة طوابق تمّ تجهيزه وتخصيصه للبحوث الأثرية، وقد تأثر بأحداث الحرب الأهلية التي ألحقت به أضرارًا هائلة دامت أكثر من عشرين عامًا.
تأسس هذا المختبر بهدف تمكين الطلاب من تطبيق معارفهم النظرية في علم الآثار (الوصف، التصنيف، الحفظ...) وتطويرها تحت إشراف أساتذتهم، وقد كان العمل متقطّعًا آنذاك نتيجة الحرب والظروف الصعبة، إضافةً إلى نقص التمويل. ومع ذلك، ازدهرت المجموعات المحفوظة بقطعٍ أثرية متنوّعة (من عملات معدنية وسيراميك وصوان) بفضل سخاء المتبرّعين والباحثين، ونذكر منها تحديدًا المجموعة الغنيّة من عيّنات الصخور التي جمعها البروفسور ريمون جيز وطلابه في الجبال اللبنانية، وكان ممكنًا، رغم كلّ الصعاب، الحفاظ على المختبر حتّى اليوم بفضل إصرار المتحمّسين المخلصين والطلاب والأساتذة والباحثين.
يحتوي المبنى حاليًّا على مادةٍ غنيّة جدًّا من الحفريات الأثرية التي جمعتها فرق من الجامعة اللبنانية منذ التسعينيّات كما تحظى أعمال ترميم وتنظيف القطع (القطع النقدية، والسيراميك، والأواني الزجاجية..) باهتمام كبير يسمح للخبراء والمتخصّصين في قسم الفنون والآثار بإجراء دراساتهم، إضافةً إلى الحفاظ عليها. ولهذا الغرض، اتّخذت العديد من فرق الأبحاث الأثرية موقعًا لها في المختبر لإعداد منشورات لنتائج أعمال التنقيب الأثري، وقد شكّلت هذه الاكتشافات أيضًا مادة للكثير من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه المسجَّلة في الجامعة اللبنانية.
ومن خلال هذا النشاط الأكاديمي الذي يربط بين الأساتذة والطلاب، بدأ المختبر بتحقيق أهدافه الأساسية في قسم الفنون والآثار في الجامعة اللبنانية، وهي: البحث والحفظ والتوثيق.