تعتبر بلدة حصروت أصغر قرية في إقليم الخروب، وهي تفصل الحدود ما بين الإقليم والشوف، يبلغ عدد سكانها حوالي ألف وتسعمائة نسمة، ترتفع عن سطح البحر ٨٠٠ متر وتبعد عن العاصمة بيروت ٤٥ كلم ومن أبرز عائلاتها سعادة، سليمان، إبراهيم، جعيد، حسين أحمد، قاسم، الخطيب، حمادة، مشموشي، اسماعيل والحكيم إلخ.. وتعتبر حصروت بلدة العيش المشترك فأهلها ينبذون التعصب والطائفية، تشتهر بالزراعة التي باتت اليوم محدودة ولم تعد تشكل عامل استقرار لدى المواطنين. ازدادت كثيراً نسبة حملة الإجازات في عصرنا الحالي فمن بين أبنائها هناك الأطباء، المهندسون والمحامون،ولنتعرف أكثر وأكثر على هذه البلدة الجميلة كان لنا حديث مع رئيس بلديتها الأستاذ نظير سعادة.
- حدثنا قليلاً عن حصروت، مساحتها، كم تبعد عن العاصمة بيروت ولماذا سميت بهذا الإسم؟
حصروت هي بلدة نموذجية جميلة في أعالي إقليم الخروب، يبدأ ارتفاعها عن سطح البحر من 750 ليصل إلى 900 متر، هي كناية عن تلة مُشرفة على وادٍ، إضافةً إلى أنها بلدة قديمة العهد، تعود تسميتها إلى السريانية، وكلمة حصروت تعني الحصن المنيع أو الحصار وهذا مثبت عبر التاريخ نسبة للأحداث التي حصلت في أيام المماليك إلحاقاً بالعهد العثماني، ومسلّحو الأحزاب كانوا يختارون حصروت كمركز استراتيجي لحروبهم ومن يشرف عليها يُعتبر رابحاً للحرب في نطاق الإقليم نظراً لموقعها المُطل والمُميّز، كما وعرفت في أيام الأمير أمين الشهابي الذي كان يحارب بعض الأمراء الأعداء من حصروت.
- وبماذا تشتهر؟
من الناحية الزراعية حصروت هي أرض خضراء ولكنها ليست زراعية بالمعنى الصحيح، سوى للنباتات البعلية، فقد انكفأت الزراعة فيها بسبب شح المياه أمّا الآن فنحن نستفيد من مياه نبع الصفا للشرب وليس للريّ.
- ما هي أشهر العائلات الموجودة في حصروت اليوم؟
توجد عائلات كثيرة في حصروت أبرزها: الخطيب، حسين، جعيد، سليمان.. الخ وعائلة مسيحية واحدة هي «سعادة»، ونحن على علاقة جيدة مع الجميع.
- ماذا تقول في شأن توليك مهام الرئاسة وأنتم تعتبرون من القلائل؟
تواجدي في هذا الموقع هو نتاج توافق أهل البلدة على شخصي وخاصة أنني كنت في تحالف دائم مع معالي الوزير طارق الخطيب الذي كان رئيساً للبلدية وكنت حينها نائباً له، فهو الداعم الأساسي في هذا الموضوع ويعود له الفضل في إحياء البلدة على الصعيدالإنمائي، فقد عملنا سوياً لمدة تُقارب االـ 15 عاماً نعمل يداً واحدة بالتعاون والتضامن مع جميع أعضاء المجلس البلدي.
- منذ استلامك وحتى تاريخ اليوم، ما هي الإنجازات التي حققتها؟
هناك إنجازات كثيرة، كشق الطرق التي تؤدي إلى جميع الأراضي الزراعية لتمكين الأهالي من الإستفادة منها، كما اهتممنا بطرقات البلدة وتحسينها قدر المُستطاع وبحسب الإمكانيات المادية المُتاحة، ومن ناحية الإنارة فهي جيدة لأننا نقوم بصيانتها بشكل دروي ودائم، كما اننا حفرنا بئر إرتوازي يَضخّ مياهاً جيدة وبكميات كبيرة، ولكننا في الآونة الأخيرة وبناءً على إقتراح مُقدّم من إتحاد بلديات إقليم الخروب الجنوبي أصبح هذا البئر بتصرف وزارة الطاقة والمياه مع العلم أن هذا كان إنجازاً خاصاً بنا، بعدها استحدثنا مولّداً كهربائياً لإنارة البلدة أثناء إنقطاع التيّار الكهربائي، يخدم السكان بكلفة زهيدة، كما قمنا بالتجهيزات اللازمة على عاتق البلدية، إضافةً إلى كاميرات المراقبة في كافة الأحياء، وإهتممنا بالبنى التحتية من حوائط دعم وتزفيت. طبعاً هذا كله كان بالتعاون مع رئيس البلدية السابق معالي الوزير طارق الخطيب.
¡ ما هي الصعوبات التي تعانون منها اليوم كبلدية؟
الحركة الإقتصادية ضعيفة، لا يوجد فرص عمل كافية لسكان البلدة، إذ معظم قاطنيها يلجأون الى الوظيفة في العاصمة والأطراف، فلا يوجد مشاريع كبيرة محلية لتأمين فرص عمل كافية.
- هل تفاقمت مشكلة النفايات؟
قمنا بحل هذه المشكلة منذ بدايتها وقبل أي بلدة أخرى ولكن ليس بشكل جذري بل بصورة مؤقتة، المهم أن أهالي البلدة لم يعلموا حتى بوجود أزمة حقيقية للنفايات، فبالإتفاق مع المجلس البلدي قررنا استعمال المشاع الخاص بالبلدة البعيد عن الأماكن السكنية، وقمنا بتأمين طريق خاص له، وبهذا منعنا التلوث ولم نلجأ للحرق أو ما شابه، وبالطبع هذا لم يكن حلاً نهائياً لانه مسؤولية الدولة لا البلديات.
- إذاً ما هو البديل عن سوكلين ؟
حالياً هناك شركة تعمل بدلاً منها ألا وهي سيتي بلو بإشراف مجلس الإنماء والإعمار نتعامل معها منذ فترة وجيزة وهي الآن تزيل النفايات من البلدة بشكل دائم كوننا لم نعد قادرين على استعمال المشاع، فارتأينا أنه من الأفضل لنا أن تجمعها شركة سيتي بلو حتى ولو كان هذا بكلفة زائدة.
كنا لأكثر من سنتين أو ثلاثة نحاول جاهدين في مجلس إتحاد البلديات الجنوبي، وتوصلنا الى اتفاق يقضي باستعمال أرض لإنشاء معمل نفايات ضمن إمكانياتنا. لكن هذا المشروع لم يُبصر النور لاسباب تتعلق بعدم جهوزية السكان لتقبل عملية الفرز من المصدر، وعدم إقتناعهم أن هذا الأخير لن تصدر عنه روائح كريهة.
- النزوح السوري؟
لدينا في حصروت حوالي الـ 78 عائلة من الجنسية السورية، كانوا قد أثاروا بعض المشاكل جرّاء تصرفاتهم غير المضبوطة، فقمنا بتحذيرهم انه سيكون هذا سبب طردهم من البلدة اذا ما استمروا على هذا المنوال، ومن حينها لم نعد نسمع بأي مشكلة تصدر عنهم، والمشكلة الحقيقية تكمن في مزاحمة السوري للبناني في وظيفته ولقمة عيشه.
- هل تعتقد أن المصالحة الفعلية قد حصلت؟
لا أعتقد، كون المسيحيين ما زالوا في أماكنهم والقليل منهم قد عادوا، توجد روح رياضية ومحبة بين جميع شرائح المجتمع، وما يحول دون العودة هو العامل الإقتصادي وغياب فرص العمل. لذا فأنا أعتبر أن الشوف من المناطق المحرومة.