التبويبات الأساسية

هي إحدى بلدات الجبل العريق التي يحتضنها قضاء الشوف، هي البلدة الشجاعة التي نفضت غبار الحرب ولملمت ذيولها رافعةً راية السلام والمحبّة! هي البلدة الصلبة التي إختارت طريق العودة والإنماء لتثبيت العيش المشترك وتحصين مصالحة الجبل التاريخيّة. هي دير دوريت التي تعيش اليوم نهضة تنموية شاملة يقودها مجلس بلدي كفوء وعلى رأسه شاعرٌ كبيرٌ يؤمن بالبشر والحجر، يؤمن بالإنسان والتراث. مع رئيس بلدية دير دوريت الأستاذ أنطوان سعادة، نتوقف اليوم للحديث عن هذه البلدة الراقية وعن أبرز الملفات التي تعنيها ولا سيّما ملف عودة المهجرين بالإضافة إلى استعداداتها لموسم الصيف القادم.

- ماذا تقولون عن بلدة دير دوريت؟
بلدة دير دوريت تقع في حضن الشوف، فهي قريبة من بلدات بعقلين وكفرحيم والجاهلية ودير القمر، أهلها يتوزّعون بين موظفين ومزارعين. تمتاز البلدة بكثرة ينابيعها إنما للأسف فإن هذه المياه غير صالحة للشرب بفعل التلوث، وقد تمّ التأكد من هذا الموضوع من خلال الفحوصات المخبرية اللازمة التي خضعت لها تلك المياه. مناخ دير دوريت معتدلٌ كما أن طبيعتها خضراء صافية مليئة بالأشجار، أمّا لجهة إرتفاعها عن سطح البحر فهو يبلغ حوالي 600 متراً، وكما هو معلوماً فإن الإنسان الذي يعيش على إرتفاع متوسطّ يتمتع بشخصيّة معتدلة إجمالاً، بعكس إبن الجبل الذي يكون في العادة صاحب طباع حادّة بفعل أجواء الصقيع والثلوج التي يربى وسطها في حين أن أبناء الساحل يتمتعون إجمالاً بأطباع تشبه طريقة عيشهم السهلة نسبياً، و بلدتنا تقع في الوسط، إذ تبعد حوالي 17 دقيقة عن البحر و20 دقيقة عن أعالي الشوف، مع التشديد على أن علاقات دير دوريت مع البلدات المجاورة هي علاقات طّيبة جداً، فالجرح الذي خلفته الحرب المشؤومة إلتأم بسرعة، ونحن عملنا ونعمل على إعادة دير دوريت إلى خريطة العلاقات بينها وبين قرى الجوار.

- بالحديث عن ديردوريت، كيف تقيمون العودة في بلدتكم؟
لا شكّ بأن نسبة العائدين إرتفعت في السنوات الأخيرة، فأكثر من 20% من الأهالي عادوا، أمّا عن عدم عودة بقيّة الأهالي فالذنب ليس ذنبنا أو ذنبهم، ذلك أن الأوضاع الإقتصادية هي السبب الرئيسي الذي تمنع عودتهم وليس أي أسباب أخرى.

- ماذا عن المهرجانات؟
المهرجانات هذه السنة كانت أكثر من ناجحة وقد شارك فيها ابن البلدة الفنان هاني العُمري إضافة إلى نشاطات شعرية زجلية ثقافية وغيرها. السنة الماضية أقامت البلدة مهرجاناً صيفياً، وكانت ليلته الأولى ثقافية، بحيث ألقى محاضرون من قرى الشوف محاضرات حول أهميّة الإلفة والتنوع والعيش المشترك ومن بين هؤلاء المحاضرين مراجع دينية بارزة نفتخر بها، الليلة الثانية كانت عبارة عن سهرة زجلية تراثية بامتياز، فيما الثالثة كانت فنية والرابعة مخصصة للأطفال مع ألعاب ومسرحيّات، وعادةً ما تحدث فعاليات هذا المهرجان خلال أوائل أيّام شهر آب.

- ماذا عن إنجازاتكم البلدية؟
نحن عملنا على وضع إشارات السير لتنظيم الحركة المرورية، كذلك قمنا بتشييد معلبٍ لكرة السلة، بالإضافة إلى مركزٍ للبلدية سننتقل إليه في وقت قريب. كذلك نحن نعمل على تطوير شبكات البنى التحتيّة وأهمّها مشروع تحديث شبكة الصرف الصحي الذي نعتبره الأهمّ ومن المقرر أن يبدأ العمل به مطلع الشهر المقبل، هذا طبعاً إلى جانب تزفيت طرقات. على خطٍّ موازٍ لقد تمكّنا وبفضل موّلدات الكهرباء الخاصة بالبلديّة من تأمين كهرباء 24/24 مقابل تكلفة مقبولة جدّاً لدرجة أن أحداً لا يشعر أنه يدفع فاتورتين. وبالنسبة لموضوع المياه نحن نلجأ إلى بئرٍ ارتوازيٍ لتلبية إحتياجات أهل البلدة أي لدينا نوعاً من الإكتفاء الذاتي.

- كيف تعاملتم مع مشكلة النفايات؟
لقد بذلنا جهدنا وتمكّنا من حلّ هذه الأزمة بالتعاون مع بلديّة بعقلين ومعمل سويجاني في بقعاتا، بحيث يتمّ جمع النفايات ونقلها إلى المعمل من أجل الفرز وإعادة التدوير.

- ريس ما هو موقفكم من اللامركزية الإدارية؟
نحن بالتأكيد نؤيّد اللامركزيّة، فهي تجنّبنا هدر الوقت خلال إنجاز المعاملات الإدارية الروتينية. وهنا نسأل على سبيل المثال لا الحصر عن سبب عدم تفويض البلديّات إنجاز المعاملات العقارية، فلماذا لا تكون البلديّة هي المرجع المسؤول عندما تتعلق المعاملة بمنطقة عقارية تقع ضمن نطاقها؟ والسؤال نفسه نطرحه بالنسبة إلى رخص البناء، فهل يوجد من هو أخبر من رئيس البلديّة وفريقه الهندسي للبتّ في طلبات من هذا النوع، فليتركوا لنا مساحة للعمل ويوفرّوا لنا ميزانيّات محددة حتى نستطيع العمل كما يجب.

- كيف تقيمون عمل مجلسكم البلدي بعد مرور سنتين تقريباً على تسلّمكم هذه المهمة؟
في الحقيقة خلال سنتين من العمل البلدي أي ما يعادل 48 إجتماع للمجلس، لم أضطر مرّة واحدة إلى تأجيل جلسة لعدم توّفر النصاب. وهذا دليل على نيّة جديّة بالعمل وروح مسؤولية يتحلى بها جميع أعضاء المجلس. نحن نعمل تحت راية التوافق علماً ان النقاش قائمٌ باستمرار.

صورة editor12

editor12