لا يهتم كُثر للقضيّة الإنسانيّة في المطلق، في العالم أجمع، أحياناً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن نتلمس التقاعس، وأحياناً كثيرة في الدول التي قامت على أباء مؤسّسين رفعوا الإنسان كقيمة إلهيّة، فكيف في لبنان؟!
قلّة في العالم فعلوا. غاندي منهم. مارتن لوثر كينغ. نلسون مانديلا...وفي لبنان، يترجم المهندس نعمة افرام مساراً طويلاً من حمل هذه القضيّة في مجتمعه الصناعيّ وفي فلسفة ومبادئ العمل، وفي إطاره العام.
افرام المُرشح الجديد عن دائرة كسروان – الفتوح وجبيل اختار طوعاً وطبيعيّاً «الإنسان أولاً» عنواناً لمشروعه، وبنى عقيدة إنسانيّة لبنانيّة أملاً منه بارتقاء لبنان من خلال إرتقاء الإنسان فيه.
هو صاحب السيرة الطيّبة، الرئيس والمدير التنفيذيّ لمجموعة شركات اندفكو في لبنان والعالم العربي والعالم. رئيس المؤسسة المارونيّة للانتشار، والمُهندس الذي يرى أن الإنسان يرقى بالعلم والمعرفة. هو رئيس أصدقاء المدرسة الرسميّة التي تهتم بتطوير القطاع التعليمي الرسميّ، ورئيس لجمعيّة «أصدقاء المدينة» PHELLIPOLIS وهي جمعيّة غير حكوميّة صُلب عملها تطوير عمل البلديّات والسعي لتحقيق التنميّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة البيئيّة والسياحيّة وإقامة المهرجانات كمهرجانات جونيّة الدوليّة. ولأنه مؤمن بالنموذج الحضاريّ للشرق والعالم في التفاعل بين الحضارات انطلاقاً من لبنان، انضمّ إلى مجلس أُمناء تجمع الصداقة اللبنانيّة للحوار المسيحيّ - الإسلامي GLADIC. وهو المهندس الشاب الذي يحمل سيرة ذاتيّة تزخر بإنجازات ومبادرات، هي بالنتيجة بشارة أمل سارّة لرجل حقيقي ينتظره لبنان الذي أخذ يذبل يوماً بعد يوم. وهذا ما دفعنا إلى محاورته كمُرشح عن المقعد الماروني لدائرة كسروان – جبيل.
- إلى جانب من ستقفون في الإستحقاق الإنتخابي المقبل؟
لا أتصور ان صورة التحالفات ستتبلور قريباً. ليس من إكتمال لصورة المرشّحين بعد، هذا من ناحية، والتحالفات من ناحية ثانية عادة ما تتم قبل شهرين أو ثلاثة من الإستحقاق الإنتخابيّ.
- هل تعتقد أن الثقل الإنتخابيّ في كسروان يتركّز على الأفراد أو الأحزاب؟
أعتقد بأن التصويت سيكون شخصيّ فرديّ رغم ثنائية الدور التي تلعبها اللائحة الانتخابيّة. مع إمكانية تغيير هذا الإعتقاد، في حال ولادة أحداث سياسية مُهمّة وكبيرة. لكن لليوم النَفس الإنتخابي شخصيّ فرديّ بحكم القانون الجديد، وقد بدأت أضع الخطوط العريضة للائحة مبدئيّة والتحالفات السياسيّة. لكن ما أجزم به، هو أنه لن يكون هنالك تحالفات مع أطراف لديها مشاريع سياسيّة كبيرة بحتة، فهدفي الأساسيّ هو المشاريع الإنمائيّة الخاصة بكسروان وجبيل، وأيضاً المشاريع الاقتصاديّة – الاجتماعيّة العامة التي تطال الحالة الكبرى للوطن والإنسان بشكل خاص. ومن هنا، التحالف مع تكتلات لها وجود فاعل على الساحة الوطنيّة ضروريّ لإحداث الثقل لتمرير مثل هذه المشاريع.
- في حال وصولك إلى البرلمان، كيف ترتب أولوياتك؟
الأولويّة القصوى للبنيّة التحتيّة، والتركيز على معيشة المواطن وخلق فرص العمل وتدبير حياة الإنسان في كسروان. لأننا منذ أيام الحرب وحتى يومنا هذا نلمس تراجعاً ملحوظاً في البُنى التحتيّة ومستوى معيشة المواطن، إلى أن وصل الحال بكسروان إلى الحرمان، وهذا الواقع غير مقبول. أقول ذلك، رغم فخري بالنائب الكسروانيّ الذي أصبح رئيساً للجمهوريّة فخامة الرئيس ميشال عون الذي أَكُنُّ له كل الإحترام والمودّة، ورغم تقديري للعديد من الشخصيات المحليًة. لكن واقع حرمان كسروان له الأولوية في وضع المشاريع الإنمائية.
- ما أبرز المشكلات التي ستسعى إلى حلّها؟
حقيقةً هنالك الكثير من المشكلات التي تطال الإنسان مباشرة والتي لها كما ذكرت الأولوية في وضع الحلول. مثل طريق الموت «الزوق – عجلتون – أعالي كسروان». وبما أن رسالتي الأسمى هي الإنسان، فلن أسمح بموت ما يُقارب الخمسين شخص كل عام بسبب حوادث السير على هذا الطريق.
إضافةً، هناك أزمة السير على اوتستراد جونيًة – بيروت، وتنقية المياه الجوفيًة واحداث المجارير الصحيًة، وإيقاف هدر ثروة محاصيل التفاح بسبب غياب حُسن التصرّف والتدبير. ومشاكل الطرق المؤدية إلى الجبال وموضوع الثلج وما يقدر أن يدره على خزينة الدولة السياحيًة، والمرافئ السياحيًة في ساحل كسروان وأزمة النفايات في المنطقة، وغيرها الكثير من المشكلات.
- كيف تسخرّون علاقاتكم الخارجية مع الفاتيكان وغيره خدمة للبنان؟
الفاتيكان هو العين المعنويّة الساهرة على العالم وعلى لبنان. رسالته هو السلام وإحياء النموذج اللبنانيّ. مع العالم العربيّ، أسعى إلى توطيد أفضل العلاقات لتنشيط التبادل التجاريّ وفتح الأبواب أمام الصناعة الوطنيّة والإنتاج اللبنانيّ، وطبعاً تنشيط السياحة. مع العالم الغربي، هناك بالطبع الأمور التي ذكرت والملفًات الضاغطة ومنها أزمة النزوح.
أنا مؤمن بتحييد لبنان عن سياسة المحاور الإقليميّة والدوليّة من ناحية، كما أنا مع العلاقات المفتوحة شرط ألاّ تأتي على حساب الصالح اللبنانيّ. ان الواجب الوطنيّ يدعو إلى تسخير العلاقات الخارجيّة السياسيّة والإقتصادية لخدمة لبنان وليس العكس.
- ماذا تخبرنا عن المهرجان الضخم الذي أقمته مؤخراً لتكريم الجيش اللبناني؟
انطلاقاً من محبّتنا لجيشنا الباسل وفخرنا بإنتصاراته المُدوّية وتقديرنا لتضحياته ودماء شُهدائه التي روت أرض الوطن، كان إحتفال التكريم لجنود الأرز. وهو ردّ جميل بسيط من المجتمع الأهلي مقابل تضحياتهم العظيمة وحمايتهم أسوار لبنان.