نشر معهد واشنطن تقريرا تناول فيه تبعات الحرب الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.
وحذّر المعهد من أنّ العراق يواجه تحدياً كبيراً اليوم بعد اغتيال سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في الثاني من كانون الثاني، قائلاً: "استيعاب البدائل المحتملة للتصعيد بين إيران وأميركا مهم لمستقبل استقرار العراق".
وبحسب المعهد فإنه فى حالة فشل المسار الدبلوماسي، هنالك أربعة سيناريوهات من المحتمل أن تحصل حتى تضمن إيران حماية مصالحها في العراق.
في ما يتعلق بالسيناريو الأول، كتب المعهد قائلاً إنّه ينطوي على قيام الحكومة الإيرانية بالانتقام من خلال الضغط المتصاعد بشكل كبير على التواجد الأميركي في العراق، وقال المعهد: "قد تتضمن هذه الجهود استخدام صواريخ أكثر تطوراُ ومميتة ضد القواعد الاميركية. وحتى محاولات لاجتياح هذه القواعد والسفارة الاميركية في البلد".
في ما يتعلق بالسيناريو الثاني، فهو يشمل أن تقوم المجموعات الشيعية الموالية لإيران في العراق بتحركات للانتقام من القوات الاميركية في البلاد من دون تصعيد حقيقي، معلقاً بالقول: "سوف يتحقق هذا التأثير من خلال مواصلة هجمات صواريخ الكاتيوشا قليلة الأضرار نسبياُ التي استخدمتها المجموعات المسلحة في الأشهر الماضية، وذلك تماشيا مع الضربة الإيرانية غير المميتة التي حدثت في السابع من كانون الأول".
وأوضح المعهد أن السيناريو الثالث هو ملء المساحة المشتركة بين الاستراتيجيتين السابقتين: فهو قد يشتمل على هجمات صواريخ متطورة ومميتة على قواعد القوات الاميركية في العراق من دون بذل جهود لاجتياح القواعد الاميركية. كما يتضمن خليطاً من الهجمات الإيرانية بأشكال مختلفة على المصالح الاميركية خارج العراق.
على صعيد السيناريو الرابع، قال المعهد إنّه يُحتمل أن تختار إيران تجنب الرد العسكري تماماً والاعتماد على الضغط السياسي فقط. ووفقاً لهذا السيناريو الرابع فسيتم استثمار حلفاء إيران السياسيين الأكثر قوة في البلاد كما يتضمن مزيجاً من التهديدات والوعود التي تستهدف السياسيين العراقيين لإجبارهم على إخراج القوات الاميركية من البلاد.
وختم المعهد بالقول: "لا تريد الحكومة الاميركية ولا الحكومة الإيرانية حرباً شاملة بين بلديهما. وقد وعدت إدارة ترامب بإخراج الولايات المتحدة من الحروب في الشرق الأوسط وأي مكان آخر كما أن الحكومة الإيرانية لا تستطيع تحمل مزيداً من الضائقة الاقتصادية بسهولة. إن مثل هكذا صراع سيكون مكلفاً للغاية لكلا الدولتين، ومن غير المرجح لأي طرف تحقيق نصر سريع وحاسم".
وبين قائلاً: "وفى نهاية المطاف، يشير ذلك إلى أنه من صالح الدولتين الجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل لاتفاق. وحتى يتم التوصل لهذا الاتفاق، فسوف يستمر العراق بالمعاناة من القوى الخارجة عن سيطرته. هذه الفترة هي من اشد الفترات خطورة التي شهدها العراق منذ غزو عام 2003، وتواجه حكومة تصريف الأعمال تحدي حاجة البلد إلى قيادة ثابتة ومقتدرة تستطيع قيادة العراق".
المصدر: عربي 21