نظم المركز الدولي لعلوم الانسان - اليونيسكو في مركزه في جبيل، حلقة حوار لمناقشة التحديات القائمة وبلورة استراتيجية للقطاع التعليمي، في حضور المدير العام لوزارة التربية الدكتور فادي يرق ممثلا الوزير الدكتور طارق المجذوب، مديرة المركز الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد، وبمشاركة عدد من مديري ومسؤولي المدارس الرسمية والخاصة من مناطق عدة ولجان اهل ومهتمين.
بعد النشيد الوطني، ألقت صليبا كلمة لفتت فيها الى أنه "في زمن الاوبئة تتأهب قيم الانسانية لتكون درع الوقاية وإكسير الحياة، وفي البدء كانت الوقاية وكان شعار خليك بالبيت لنجنب الكبار خطر الإصابة ونحمي الشباب والأطفال، فنحفظ بالتالي الحاضر والمستقبل"، مشيرة الى ان "فيروس كورونا اذهل جميع الدول بحضاراتها وإرثها وعلومها، وتحدى تقنيات العالم المتطورة".
وقالت: "هذا الفيروس قهر أيضا اقتصادات العالم وأتعب شعوب الأرض، وحير العلماء وأهل الطب، لكنه عجز أمام إنسانية الشعوب التي تعاونت وتساعدت فحققت".
ووجهت تحية للجسم الطبي والمؤسسات الانسانية، وعامل النظافة، والشرطي، و"لكل من كان في خطوط المواجهة مع هذا العدو المجهري، واذا نجحت الكورونا في البدء بإقفال المدارس، فكل التقدير لتصميم الإدارات والإرادات التي انتزعت زمام المبادرة بإطلاق التعليم عن بعد، ورفعت التحديات، تحديات القدرة على إطلاق هذه الوسيلة التعليمية، تحديات استمرارية المدارس وقدرتها على التوفيق بين حقوق الاساتذة والطلاب، قدرة هذه المدارس على الاستمرار في هذه الأزمة الاقتصادية حول العالم وخاصة في وطننا لبنان، بعد أن تراكمت الكوارث وقدرة الأهل على تسديد مستحقات المدارس، وقدرةالدولة على استيعاب طلاب جدد في المدارس الرسمية والتي يجب تأهيلها. ومن باب حرص منظمة اليونيسكو العالمية ومن خلال هذا الصرح، صرح علوم الانسان، نلتقي اليوم، عائلات ثقافية من وزارة الثقافة والتربية، وإدارات وأساتذة ولجان أهل، لنتشارك الهواجس ونبحث عن الحلول".
وختمت: "لقد نجحنا باعتراف منظمة الصحة العالمية في حصرانتشار الفيروس، فلن نعجز عن حماية حضارتنا الثقافية، ونحن على يقين أن بناة هذه الحضارة لن تهزمهم لا المكائد ولا الأوبئة".
يرق
ونوه يرق في كلمته بما قامت به الاسرة التربوية في المدارس الخاصة والرسمية في مرحلة التعبئة العامة لجهة مساعدة الطلاب على استكمال العام الدراسي، مشيرا الى ان "التحديات كبيرة لجهة التحضير للعودة الى العام الدراسي 2020-2021"، معتبرا انه "بالرغم من واقع لبنان كانت تجربة التعلم عن بعد رائعة نفتخر بها، بالرغم من بعض التحديات والصعاب التي رافقت الطلاب والاهالي في استعمال المنصة الالكترونية".
وأشار الى أن "هناك اقتراح قانون مقدم من عدد من النواب لتنظيم التعليم عن بعد وافقت عليه لجنة التربية النيابية ونأمل ان يقر في اول جلسة تشريعية".
وتحدث عن التواصل القائم بين وزارة التربية والمجلس النيابي وبعض الخبراء في العديد من المواضيع التي تحترم جودة التعليم ومراقبة ومتابعة النوعية.
ورأى أن "التعليم عن بعد الذي حصل في الفترة الماضية ليس بديلا عن التعليم الحضوري بل كان اجراء مرحليا للفترة التي مر بها لبنان"، معلنا أن "وزارة التربية جهزت خطة العودة الى المدرسة ومن ضمنها خطة التعليم الممزوج بين الحضوري والتعليم عن بعد، اذا ما اخذنا في الاعتبار الواقع الصحي او أي تحديات يمكن ان نواجهها في المرحلة المقبلة"، ومؤكدا أن "هدف الوزارة الوصول الى استقرار في العام الدراسي المقبل".
وتناول في مداخلته مساهمة الدولة في التعليم الخاص من خلال المساعدات التي تدفع لموظفي القطاع العام والقطاع العسكري والتي وصلت في العام 2017 الى 550 مليار ليرة لبنانية، آملا أن "يتم العمل على تأمين ال 300 مليار ليرة التي جرى الحديث عنها في المجلس النيابي في جلسته الاخيرة".
وأكد أن "هناك حاجة الى 6 أسابيع مع بداية العام الدراسي المقبل بين المدارس والطلاب لمعرفة النواقص والاحتياجات لدى الطلاب لكي يستطيعوا الانطلاق بالسنة الجديدة"، مشيرا الى أننا "نمر في لبنان على الصعيد التربوي بفترة استثنائية نأمل الخروج منها"، لافتا إلى "أهمية استشراف المستقبل مع بعضنا البعض لايجاد الحلول وتخطي المرحلة الصعبة".
وتحدث عن الخطة والخيارات الموضوعة من قبل وزارة التربية للعام 2020-2021، مشيرا الى أن "التعامل سيكون بطريقة مختلفة خصوصا لجهة الفائض والنواقص بالنسبة لموضوع الاساتذة بين مدرسة واخرى".
وختم يرق: "نحن جميعا بأمس الحاجة اليوم الى ضرورة التفكير بعقد اجتماعي مختلف على صعيد التربية من أجل المستقبل".
وتخلل اللقاء مداخلات لعدد من الاختصاصيين ومديري المدارس ولجان الاهل والحاضرين.