أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريح، إن "تصميمات الملاعب لاستضافة فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022 اكتملت بنسبة 90 في المئة تقريبا، وستستجيب لأي تغييرات تتعلق بإرشادات الصحة والسلامة نتيجة لفيروس كورونا المستجد، وأن المشاورات جارية مع اللجنة المنظمة.
وقال: "نعتقد أن قطر تعمل عن كثب وبقوة مع مختلف مؤسسات الرعاية الصحية للتأكد من تقديم كأس عالم يتسم بالصحة والأمان، ونعتقد أن هذا جزء من العلاج للعالم ليعود الى اللحمة، مرة أخرى، بطريقة سعيدة".
ولفت الى ان "هناك ممارسات مستمرة مع اللجنة المنظمة، ومع مختلف أصحاب المصلحة، للتأكد من تطبيق جميع معايير الصحة والسلامة في جميع ملاعبنا، ولا يزال هذا الأمر مستمرا".
وأضاف: "بمجرد أن تتضح الأمور لنا جميعا، أنا متأكد من أننا سننشرها للجمهور.
وقد عانت قطر عددا كبيرا غير معتاد من الإصابات بالفيروسات التاجية نظرا إلى قلة عدد سكانها لكنها تمكنت من إبقاء معدل الوفيات منخفضا".
وسجلت الدولة الخليجية، التي يبلغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة، 65 ألف حالة إصابة حتى الآن لكن عدد الوفيات بلغ 49 حالة وفاة فقط.
وقد وضعت نظاما صارما للفحص والتتبع، انتقده البعض بأنه يشكل تعديا على خصوصيتهم بدرجة كبيرة.
وكشف أن "أمير قطر شارك في مؤتمر اللقاحات الذي عقد الخميس واستضافه بوريس جونسون، بحيث تعهدت قطر مبلغ 20 مليون دولار (15,5 مليون جنيه استرليني) لتحالف اللقاحات (جافي).
وهل ان غياب استراتيجية عالمية لمواجهة فيروس كورونا يمثل فشلا عالميا، قال وزير الخارجية: "إن التعاون الأفضل هو المفتاح. ومن دون التعاون وتبادل الخبرات والحوار نعتقد أنه لا يمكننا التعلم والاعتماد على بعضنا البعض.
لذا، نعتقد أنه على الرغم من المناقشة التي نراها حول النهج القومي، فإنه ينبغي أن يمثل هذا الأمر حافزا بالنسبة الينا من أجل تعزيز وتحسين تعاوننا الدولي والعمل المشترك.
اختارت الولايات المتحدة اخيرا قطع التمويل عن منظمة الصحةالعالمية مستشهدة بإخفاقات هذه المنظمة في التعامل مع الفيروس في شكل مناسب".
وأضاف: "نعتقد أن مؤتمر الخميس يمثل أيضا إظهارا لمدى التزام مختلف الدول تعددية الأطراف. ونعتقد أن من المهم النظر في إصلاح هذه المنظمات.
ولكن الأهم من ذلك هو المحافظة عليها والتأكد من أنها تعمل بفاعلية وتستجيب للتحديات التي تواجهها دولنا".
وقال: "بعيدا من فيروس كورونا المستجد COVID-19، يصادف هذاالأسبوع الذكرى السنوية الثالثة للحصار المفروض على قطر بقيادة السعودية، بحيث قادت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر في حزيران 2017 حصارا إقليميا عبر قطع العلاقات الديبلوماسية مع قطر.
قطعت دول الحصار التجارة والسفر والديبلوماسية مع الدولةالخليجية، متهمة قطر بأنها قد أصبحت قريبة جدا من إيران وأنها تدعم الإرهاب بسبب علاقاتها الأيديولوجية مع جماعة الإخوان المسلمين الإسلامية.
ودعا الرباعي المناهض لقطر، كما يسمون، إلى إغلاق قناة "الجزيرة" القطرية".
وقال " لقد صنعت هذه الأزمة منذ البداية ولا نزال لا نرى أي اعتراف لدول الحصار بأن هذه الازمة مصطنعة".
وأمل أن "يلاحظ الجميع يوما ما أن هناك الكثير من التحديات الإقليمية والعالمية التي نواجهها معا التي تجعلنا في حاجة الى التحدث مع بعضنا البعض وأن ندعم بعضنا البعض وأن نقف مع بعضنا البعض".
ولاحظ أن "كوفيد 19 يمثل واحدة من التغيرات التي تواجهها بلادنا، ولكن أيضا العالم بأكمله يواجهها".
وركز على "الامن في منطقة تسودها توترات عديدة"، وكشف الآتي:
- الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء حصار قطر الذي تقوده السعودية كانت مفيدة، ولكن لا بد من التوصل إلى إيجاد قرار.
- إيران دولة صديقة لقطر وأن حكومته يمكن أن تتوسط لعقد صفقة بين طهران وواشنطن إذا كان هناك استعداد لدى الطرفين.
- تم التحدث الى ايران بواسطة قطر لإنهاء أي دعم للرئيس الأسد في سوريا.
- خطة إسرائيل لاحتلال جزء من الضفة الغربية وتطبيق السيادة الإسرائيلية بمجرد حلول شهر تموز ستكون الطلقة الأخيرة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
- في عدد من المناطق وضعت قطر نفسها وسيطا إقليميا محتملا.
فهي تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في العديد، ومع ذلك تحتفظ بعلاقات قوية مع إيران.
- اختيرت العاصمة القطرية الدوحة مقرا لمكتب مسؤولي طالبان في محاولة للتوسط في عملية السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية والولايات المتحدة.
- على رغم تقديمها دعما ايديولوجيا وسياسيا وماليا للفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية فإن قطر تحافظ على روابط تجارية مع إسرائيل".
وفي تحذير مباشر الى اسرائيل في شأن خطط الضم في الضفة الغربية، قال: "نأمل ألا تكون هذه التهديدات باتخاذ قرار الضم غير حقيقية لأننا نعتقد أنها ستمثل آخر رصاصة في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ونريدهم أن يعودوا إلى الطاولة والانخراط في المفاوضات وجها لوجه".
وأضاف: "للأسف ، أظهر لنا السلوك الإسرائيلي عاما بعد عام أنهم لم يكونوا جادين في شأن السلام لكنهم يحاولون فقط إقامة علاقات مع الدول العربية ، متجاهلين حقوق الشعب الفلسطيني".
وعن التوترات الإقليمية مع إيران قال إن الموقف يبقى "خطير جدا" في أعقاب اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني بواسطة طائرة مسيرة أمركية".
وقال " لقد كانت فترة حرجة وقد عبرناها بسلام ولكن نحن لا نزال في موقف خطير ونريد أن نرى قرارا نهائيا بين إيران والولايات المتحدة وإيران ودول الخليج الأخرى.
إذا طب منا وقبل كلا الطرفين، فسنكون مستعدين للمساعدة، وأننا مستعدون، في الوقت عينه، للعمل مع دول أخرى ومساعدتهما بغرض تخفيف تصعيد الموقف وتهدئة الوضع".
وعن العلاقة بين قطر وإيران، قال: "في وقت الحاجة، تحتاج الى أصدقائك ليقفوا معك وإيران اثبتت أنها تقف معنا ومع الشعب القطري - خلال الحصار الذي قادته السعودية.
على رغم الخلافات في السياسات مع إيران ولدينا خلافات منذ فترة طويلة: في سوريا والعراق واليمن.
إذا نظرت الى سياسات إيران وقطر فهي مختلفة تماما.
في الشهر الماضي، ادعت مصادر في إسرائيل أن إيران تخفض حاليا قواتها في سوريا وتخلي القواعد وتقلص من نفوذها في البلاد ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد.
وعندما تم التركيز على هذا الادعاء، لمح الشيخ محمد الى تغيرات على الأرض: "لقد تحدثنا إليهم (إيران) للتأكد من أنهم لا يدعمونه (الرئيس السوري) ونأمل أن يساعد هذا التقدم وهذه الخطوات على أرض الواقع، في تحقيق العدالة للشعب السوري ومحاكمة المجرم الحقيقي الذي يقف وراء ذلك ".