اجتمعت الهيئات الروحية والإجتماعية والرعائية والتربوية والأكاديمية ومختلف اللجان العاملة في أبرشية بيروت المارونية حول رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، احتفاء بمرور 21 عاما على تسلمه مقاليد الأبرشية في جامعة الحكمة في الأشرفية.
وألقى المحامي رشيد الجلخ كلمة تحدث فيها عن المناسبة وقال: "في هذا اللقاء العائلي المميز، وفي هذه المناسبة الميمونة ذكرى تسلمكم مقاليد أبرشية بيروت المارونية، كهنة ورهبان وراهبات وهيئات علمانية، يلتفون حولكم ليقاسموكم موائد المحبة. ولا يمكن إلا أن يكون للهيئات العلمانية في هذا اللقاء سوى كلمة محبة، يلقيها باسمنا جميعا رئيس المجلس العام الماروني، الشيخ وديع الخازن".
الخازن
وألقى رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن كلمة تحدث فيها عن مطر "الأسقف والإنسان ورجل الوطنية والحوار والانفتاح والمحبة"، وقال: "نحن العلمانيين في أبرشية بيروت وفي الكنيسة نفتخر بأننا تعرفنا إلى مطران ملأ الأبرشية والكنيسة والوطن بثقافته ومحبته وعاطفته وإنسانيته ولاهوته. وفي هذه الذكرى العزيزة على قلبنا جميعا نجدد القول أن على رأس أبرشية بيروت قائدا روحيا نشعر معه بالاطمئنان، ولك سيدنا نقول: شكرا لك على كل ما قمت وتقوم به في لبنان العزيز إلى قلبك وفي الكنيسة التي نذرت لها حياتك وفي الأبرشية التي فيها بنيت ورممت الكنائس والمؤسسات التي تعني الإنسان في لبنان".
وختم: "لك الشكر لأنك حرصت وما زلت تحرص على وحدة لبنان وسلامته واستقراره وعلى وحدة اللبنانيين وعيشهم الكريم رغم كل التحديات، التي يعيشها لبنان، آملين أن برجال مخلصين كالمطران مطر نستطيع أن نتخطاها في عهد الرئيس العماد ميشال عون فنؤكد أن لبنان دولة سيدة، حرة ومستقلة تفرض احترامها لدى الأشقاء والأصدقاء".
مطر
ورد مطر بكلمة شكر فيها لكل المشاركين في هذه الذكرى عاطفتهم ومحبتهم وتعاونهم في كل ما يتعلق في أمور الأبرشية، وقال: "أشكر الشيخ وديع الذي ألقى كلمة محبة وعاطفة باسمكم جميعا، تعرب عن محبتكم وعن محبتي لكم والتي عشناها معا منذ 21 سنة. بعد سيامتي الكهنوتية خدمت الحكمة في بيروت على مدى 21 سنة وخدمت الأبرشية 21 سنة. 3 سنوات رئيسا لكاريتاس و5 سنوات نائبا بطريركيا تعلمت خلالها الكثير و3 سنوات في فرنسا. 53 سنة وأنا في خدمة الكنيسة".
أضاف: "نجتمع اليوم، كهنة الأبرشية الأعزاء والأحباء الذي أتوجه إليهم بتحية المحبة فردا فردا، أحيي نضالهم وجهادهم في سبيل الرب والكنيسة والأبرشية. نحن يد واحدة، والجندي بجنوده مثل ما يقول المثل. وأنا أشكر ربنا عليكم جميعا وعلى الصداقة والمحبة التي عشناها بعضنا مع بعض منذ 53 سنة. السنوات هذه مرت كلها بمحبة واخوة. أشكر المجلس الأبرشي ولجنة الدعوات الكهنوتية واللجان العاملة في الأبرشية، لجان الشبيبة والعائلة والمرأة وهي تعمل لخدمة شعبنا. لقاؤنا اليوم يعطينا القوة، لنتابع معا جهادنا وعملنا بقدر ما يريده الرب. ونحن دائما مستعدون لكل عمل صالح. ومنذ الأول لبداية حياتي الكهنوتية سلمت نفسي للرب. ونحن خاضعون لكلمة ربنا وسلطة كنيستنا. هذه هي روحنا في الأبرشية وفي الكنيسة المارونية. وحتى الرمق الأخير على كل إنسان منا أن يتحمل مسؤولياته كاملة لتبقى الكنيسة ونحن كلنا خدام لها ونسلم الخدمة لمن يأتي بعدنا. هذه هي سنة الحياة. نطلب صلاتكم ومحبتكم والله يبني أبرشيتنا التي فرحتنا كثيرا".
وتابع: "قرأت رسالة للمثلث الرحمة سلفنا الصالح المطران إغناطيوس مبارك يوم تسلم مقاليد الأبرشية عام 1919، مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى. عام 1920 كتب رسالة لأبناء الأبرشية وبناتها، أنه ليس بحجم وقدرة أسلافه، وقال: "بمحبتي سنعيد بناء الأبرشية وإعادة إعمار الكنائس التي تهدمت بسبب الحرب يدا واحدة". رسالة رائعة وفيها كل أمل ومحبة. وعندما تسلمت مقاليد الأبرشية منذ 21 سنة قلت الشيء ذاته. سيدنا المثلث الرحمة المطران خليل أبي نادر كان قد بدأ إعادة إعمار وترميم الكنائس وعلى رأسها كاتدرائية مار جرجس. والرب دبر كل شيء، وليس بقوتنا نحن، بل بقوة شعبنا الجميل. 75 كنيسة دمرتها الحرب في لبنان. كل هذه الكنائس عادت لتقرع أجراسها ولتستقبل المؤمنين بها. وأضفنا 25 كنيسة جديدة، والكثير من شعبنا رفض العودة إلى بلدته من دون إعادة إعمار كنيسة البلدة. إنها فرحة كبيرة وقوة. ويمكن القول إن شعبنا متمسك بوطنه وأرضه وإيمانه بالله وبكنيسته. وأبرشيتنا، التي تضم نصف سكان لبنان، 400 ألف سني في بيروت رممنا الجسور فيما بيننا و400 ألف شيعي في الضاحية الجنوبية و100 ألف درزي في الجبل من الشويفات إلى بيصور وعاليه، بنينا صداقات مع كل الطوائف . وجامعة الحكمة اليوم تضم كل الطوائف، ونحيي المونسنيور جوزيف مرهج الذي كان له الفضل الكبير في تأسيسها والمونسنيور كميل مبارك أكمل والخوري خليل شلفون يتابع. وطلابنا من الطوائف الشيعية والسنية والدرزية يأتون إلى جامعة الحكمة وهم يشعرون بأنهم في بيتهم. أهمية الحكمة هي أنها تجمع مذ تأسست منذ 142 سنة طلابا من كل الطوائف".
وختم: "نشكر لربنا كل ما تحقق وحققناه في الأبرشية. الرب أراد لوطننا، أن يكون دائما المشروع الكبير في المنطقة. مشروع الأخوة والحوار والتعايش الآمن والصفاء وقبول الآخر، رغم كل الاختلافات. وعلى الكنيسة كما احتضنت لبنان منذ ولادته، أن تتابع احتضانها له".