التبويبات الأساسية

أوحى البيان الذي أصدره "المجلس الاسلامي العلوي" إثر إجتماعه الدوري أمس، والذي تضمّن إشادة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبنهجه المؤثر والقوي، وبمواقفه الوطنية والدولية، أنّ التباينات التي حصلت في أعقاب زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل إلى جبل محسن وإفتتاحه مكتباً لـ"التيار" فيه بالرغم من الاستقالات الجماعية منه ومقاطعة "المجلس الاسلامي العلوي" و"الحزب العربي الديمقراطي"، قد طويت، وأنّ الحلحلة بين الطرفين تتجه نحو الخواتيم.

العتب كان كبيراً في جبل محسن على جبران باسيل الذي تشير المعلومات إلى أنّه تلقى نصائح عدة من مقربين بتأجيل الزيارة إلى حين معالجة أزمة إستقالة المنتسبين وتسليمهم "البطاقات البرتقالية" إلى "الحزب العربي الديمقراطي"، ووقوف "الحزب" و"المجلس الإسلامي العلوي" على خاطر المستقيلين، لكن باسيل أصرّ على هذه الزيارة التي ترى مصادر في جبل محسن أنّها كانت إستفزازية ما أدّى إلى فشلها.

وترى هذه المصادر أنّ باسيل لم يدخل إلى جبل محسن من الباب الشرعي، ما أدّى إلى هذه المقاطعة السياسية والدينية، لافتة الانتباه الى أن لـ"التيار الوطني الحر" مكتباً في طرابلس وهو لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن جبل محسن، فلماذا يصر باسيل على إفتتاح مكتب في الجبل؟ ولماذا يسعى الى الفصل بين الجبل وبين طرابلس؟ ولماذا حاول مقربون منه إستمالة أبناء الجبل للانتساب إلى "التيار" من خلال ترغيبهم بالحصول على وظائف؟ علماً أنّ السواد الأعظم في جبل محسن يعتبرون أنهم و"التيار" في خط سياسي واحد.

أما "التيار الوطني الحر"، فقد كان لديه عتب مماثل على القيادات في جبل محسن، لجهة مقاطعة زيارة الوزير باسيل، بينما سبق أن استقبلوا وزير "القوات اللبنانية" غسان حاصباني بحفاوة كبيرة، فضلاً عن تزامن زيارة باسيل مع عقد مؤتمر صحافي لقيادة "الحزب العربي الديمقراطي" تم خلاله عرض "البطاقات البرتقالية" التي قام المستقيلون من "التيار" بتسليمها إليها، فضلاً عن الرد العنيف لمصادر "الحزب العربي" على قيادات في "التيار"، بأنه في حال وُضعنا أمام الاختيار بين "التيار الوطني" وبين "تيار المردة"، فإنّنا حتماً سنكون إلى جانب "المردة" وزعيمه النائب سليمان فرنجية.

أمام هذا العتب ترد مصادر في "الحزب العربي الديمقراطي"، بأنّ زيارة الوزير غسان حاصباني لم تكن بصفته الحزبية كممثل لـ"القوات اللبنانية"، وإنّما جاءت كنائب لرئيس الحكومة ووزير للصحة، حيث تفقد مستوصف "الزهراء" الذي يتبع لوزارته واعداً بتفعيله، في حين أنّ باسيل لم يزر جبل محسن بصفته وزيراً للخارجية، بل كرئيس لـ"التيار الوطني الحر" يسعى إلى ضم عدد من أبناء الجبل الى تياره، وهذا أمر مرفوض، علماً أن قيادة الحزب أشادت بباسيل كوزير للخارجية وأكّدت أنّ أبواب الجبل مفتوحة أمامه بصفته الرسمية، مثنية على مواقفه الوطنية والقومية.

تشير المعلومات إلى أنّ كلّ هذا العتب جاء خلال سلسلة إتصالات جرت بين "التيار" وبين "الحزب العربي" و"المجلس العلوي" بعد الزيارة، وذلك في محاولة لرأب الصدع الذي حصل، حيث سمعت قيادات من "التيار" مقربة من باسيل، كلاماً واضحاً بأنّه ليس هناك من داع لفتح مكتب في جبل محسن، ومن أراد من أبنائه الانتساب فمكتب طرابلس ليس بعيداً عنهم، مؤكّدين أنّ أبناء جبل محسن هم في تحالف إستراتيجي مع "التيار الوطني الحر" لكنّهم يرفضون في الوقت نفسه إستفرادهم أو إستضعافهم، كما أنّهم يرفضون تخييرهم بين "الوطني الحر" وبين "المردة" الذي تربطهم به وبزعيمه سليمان فرنجية علاقات تاريخية لا يمكن أن يتخلوا عنها تحت أيّ ظرف من الظروف.

وتؤكّد المعلومات أنّ الاتصالات كانت إيجابية، وأنّ الطرفين تفاهما على تجاوز التباينات، وإعتبارها سحابة صيف، لكن ثمّة سؤال يفرض نفسه في هذا الاطار، هل سيبادر "التيار الوطني الحر" إلى إقفال مكتبه في جبل محسن إرضاء لـ"المجلس الاسلامي العلوي" و"الحزب العربي الديمقراطي"؟

( سفير الشمال)

صورة editor11

editor11