يحتفل المسلمون هذا العام بشهر رمضان في ظل الإغلاق ومخاوف من فيروس كورونا، وبما أن الصيام يقضي بالامتناع عن الطعام والشراب منذ طلوع الشمس وحتى غروبها، فقد برزت تساؤلات كثيرة حول تأثير الصيام على ضعف مناعة الجسم، وبالتالي زيادة احتمال الإصابة بفيروس كورونا.
على الرغم من بعض المطالبات التي انتشرت مؤخراً بالامتناع عن الصيام للوقاية من فيروس كورونا، إلا أن الكثير من الخبراء وممثلو منظمة الصحة العالمية الذين عقدوا اجتماعاً خاصاً للنظر في هذه المسألة أكدوا على عدم وجود علاقة بين الصيام واحتمال الإصابة بفيروس كورونا.
الصيام يعزز أجهزة المناعة
بحسب المحاضر الجامعي الدكتور أمير خان، فإن الباحثين لاحظوا أن الصيام يمكن أن يفيد الجسم بعدة طرق، بما في ذلك تأثيره على تعزيز أجهزة مناعة الجسم. وأشار خان إلى أن أسلافنا القدماء ربما أدركوا فوائد الصيام، فبالإضافة إلى صوم المسلمين خلال شهر رمضان، يقوم المسيحيون بالصيام في الفترة التي تسبق عيد الفصح، وأشار إلى وجود أدلة على أن المصريين القدمائ صاموا لفترات طويلة لتطهير أجسادهم من الأمراض.
الصيام يضع الجسم في "وضع الحفاظ على الطاقة"
وكشف الدكتور خان في مقاله أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الصيام يمكن أن يكون له في الواقع آثار مفيدة على الجهاز المناعي عن طريق تقليل كمية الالتهابات العامة التي يمكن أن تحدث في الخلايا حول الجسم. وأكد أنه بسبب نقص المواد الغذائية الواردة إلى الجسم، يعتقد أن الصيام يضع الجسم في "وضع الحفاظ على الطاقة"، ويقوم الجسم بإعادة تدوير العديد من الخلايا المناعية القديمة أو التالفة، والتي تعزز لاحقاً تكوين خلايا مناعية جديدة وأكثر صحة عندما تنتهي فترة الصيام. هذه الخلايا الجديدة أسرع وأكثر كفاءة في مكافحة الالتهابات حتى تتحسن المناعة الشاملة.
الامتناع عن شرب الماء هو العامل الرئيسي
وأوضح الدكتور خان كيف أن الامتناع عن شرب الماء هو العامل الرئيسي الذي يميز صيام رمضان عن الحميات الغذائية المعتادة التي تعزز فقدان الوزن من خلال أنظمة الصيام المتقطعة.
ووفقاً لإحدى الدراسات، على الرغم من أن الصوم الطويل لمدة تزيد عن 12 إلى 24 ساعة يمكن أن يكون له تأثير ضار طفيف على جهاز المناعة، مما يضع الشخص في خطر متزايد قليلاً للإصابة بأي نوع من العدوى، إلا أنه أظهر أيضاً أن المناعة عادت إلى حالة أفضل بعد وقت قصير من تناول الطعام والشراب.