التبويبات الأساسية

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن كيفية انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد عبر الهواء، وهي فرضية علمية تبنتها غالبية المؤسسات الصحية في العديد من دول العالم.

ولأن الإنفلونزا تعتبر أيضا من الفيروسات، فكيف تنتقل من الشخص المصاب وهل يمكن اعتبارها من الفيروسات "المحمولة جوا"؟
ولفهم ذلك ينبغي معرفة ما يعنيه الانتقال عبر الهواء عند الحديث عن الأمراض المعدية، وتلخيص ذلك هو أنه كلما زاد حجم الرذاذ الذي يخرج من الجهاز التنفسي للشخص المصاب بالفيروس، زادت سرعة سقوطه على الأرض، ومع ملامسة شخص ما السطح الذي سقط عليه، ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه، فإنه يلتقط العدوى.
لكن كلما صغر حجم هذا الرذاذ، فإن التيارات الهوائية تحمله لفترة أطول في الهواء، قد تستمر لعدة ساعات، وبهذه الطريقة تنتقل العدوى بواسطة الهواء.
والحصبة من أهم الأمثلة على الفيروسات التي تنتشر بالهواء. وتقول "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأميركية، CDC، إن الحصبة فيروس صغير جدا لدرجة أنه يمكن أن يظل في الهواء لمدة تصل إلى ساعتين، وهذا هو سبب انتشاره بسرعة كبيرة عند تفشي المرض.
وبالنسبة للإنفلونزا، تقول "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، إنها تنتشر في المقام الأول من خلال قطرات تنفسية كبيرة الحجم، تنبعث عندما يعطس الشخص أو يسعل.
ومن الناحية الفنية، فإن هذه القطرات تنتشر في الهواء لكنها لا تظل معلقة لفترة طويلة، لذلك لا يعتبر الأطباء أنها من الفيروسات المحمولة جوا.
لكن قد يحدث أيضا أن تنتقل العدوى عبر "جزيئات الهباء الجوي الصغيرة في المنطقة المجاورة للفرد المصاب"، بحسب الوكالة الصحية الأميركية.
ووجدت دراسة أجريت في الأكاديمية الوطنية للعلوم، عام 2018، أن فيروس الإنفلونزا يمكن أن ينتقل عبر "جزيئات الهباء الجوي الصغيرة التي يمكن أن تظل معلقة في الهواء".
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الإنفلونزا تنتقل عندما يسعل الشخص المصاب بالعدوى أو يعطس، فينتشر الرذاذ الحاوي للفيروسات في الهواء وفيما بين الأشخاص شديدي التقارب الذين يستنشقونه، ويمكن للفيروس كذلك الانتشار عن طريق الأيدي الملوثة به.
ونظرا لأن الإنفلونزا تنتقل عبر قطرات الجهاز التنفسي، فيجب، من أجل تجنبها، الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، مثلما يـٌنصح للوقاية من فيروس كورونا.

صورة editor3

editor3