يدأب بائعو السوس والعصائر على مواصلة عملهم كل يوم قبل موعد الافطار، نظراً لاهمية المشروبات من توت وجلاب وليمون بالنسبة للفطور.
من الكورة الى طرابلس توقفنا بسبب زحمة السير زهاء ساعة، ضمن مسافة لا تتخطى الـ200 متر، والناس تتوافد مسرعة وتتدافع الى داخل السوبرماركت لتأمين مستلزمات الافطار لعائلاتهم. ولكن ما يطمئن، هو إلزام كل الداخلين الى السوبرماركت بارتداء الكمامة قبل الدخول. والمشهد يتكرّر في الافران وفي سوق العطارين وطلعة الرفاعية والتبانة، حيث المئات، نسوة ورجال واطفال، وسط اسواق لا يتعدّى عرضها الثلاثة امتار، وغالبيتهم دون اي تدابير وقائية، فلا كمامات ولا قفازات.
حسن قالوش قال لـ «الجمهورية»: «تزاحم الناس اليوم على السوبرماركت والطرقات بسبب قرار التعبئة. وانا اؤكّد انّ الكورونا اليوم ستصيب 70 بالمئة من الشعب اللبناني لكثرة الضغط، في حين لم نشهد هذه الزحمة سابقاً. لا نعلم ما جدوى القرارات التي تُتخذ، يوم مفرد ويوم مجوز، يوم اقفال ويوم فتح، وكأنّ ما من كورونا، بل هي قصة إبريق الزيت لإلهاء الناس عن الارتفاع الحاد في اسعار السلع الغذائية».
وحيد حمد قال، وهو يسدّد قيمة الفاتورة: «ماذا تريد الدولة منا؟ هل هي تدعم التجار؟ كل يوم نتوجه لشراء اي غرض نجد انّ سعره قد ارتفع اقله 5 او 7 بالمئة.ما يعني انه خلال اربعة ايام ستزيد الاسعار بنسبة لا تقلّ عن 20 بالمئة. لذلك يتخوف الناس وتتزاحم لتأمين قوت عيالها في ظلّ هذه الظروف الصعبة لمدة اربعة ايام. واستغرب مضمون القرار، فكيف يسمح لمحلات بيع المواد الغذائية والسوبرماركت ويحظّر على الناس الخروج من المنازل؟ فمن سيشتري وكيف يصل الموظفون فيها الى عملهم»؟
مارغريتا البض، التي زارت مع زوجها وطفليهما اكثر من محل، اشارت الى الازدحام الكبير على الطرقات، من ضهر العين الى البحصاص. وقالت: «امام هذا السوبرماركت يوجد موقف يمكن ركن السيارة فيه. اما في اماكن اخرى فلا توجد مواقف، مما تسبّب بزحمة سير كبيرة نتيجة حاجة الناس كما نحن، لتأمين حاجياتنا وطعام اطفالنا. ونحن نتخذ الاجراءات الوقائية، في حين نرى العديد من الناس غير مهتمين». واضافت: «من المفترض اتخاذ هذا القرار، ولكن كان من الافضل لو يحجرون ويتشدّدون مع جميع الوافدين من الخارج كي لا تقع الكارثة، كما حصل منذ ايام. وكان من المفترض اعطاء فرصة للناس كي تتمكن من تأمين حاجاتها اليومية، وخصوصاً اننا في منتصف الشهر والمعاشات لا تكفي بعد استفحال الغلاء» .
أنطوان عامرية
المصدر: الجمهورية