علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة في العاصمة الأميركية أن لقاءات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الأسبوع الماضي في واشنطن، تمحورت حول التسويق لنفسه "وريثاً طبيعياً" للرئيس ميشال عون.
وقبل وصوله إلى العاصمة الأميركية للمشاركة في مؤتمر تعزيز الحرية الدينية، الذي عُقد في وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الفائت، كان باسيل يعرف أن مهمته على هامش المؤتمر صعبة.
وأجرى باسيل اجتماعات في واشنطن مع مسؤولين أميركيين أبرزهم نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، ونائب وزير الخزانة مارشال بيلنغسليا.
ما تسرب عن اللقاءات تمحور حول نقطة واحدة حاول باسيل تمريرها بأساليب مختلفة وهي التسويق لنفسه رئيساً للجمهورية خلفاً لوالد زوجته الرئيس ميشال عون.
وبحسب مصادر مطلعة في واشنطن، نقل باسيل للأميركيين رسالة إيرانية شبه رمزية، من دون أن يفصحوا عن مضمونها، وسعى إلى تقديم نفسه وريثاً طبيعياً للعماد عون، باعتباره قيادياً قادراً على التوسط في الحوار بين "حزب الله" وواشنطن وبين هذه الأخيرة وواشنطن، وبدا أنه بهذه الصفة يلتف على التوصيف الأميركي له بأنه حليف لحزب الله مع كل ما يترتب على ذلك من موقف سلبي أميركي حيال حظوظه الرئاسية.
ولفتت المصادر إلى أن باسيل كرر أكثر من مرة أن "حزب الله" غير مهتم بفتح جبهة مع إسرائيل الا في حالات الدفاع عن النفس، مؤكداً أن الحزب يتعاطى بليونة لافتة مع مسألتي ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وتوزيع الحقوق النفطية بين البلدين، كما أنه منفتح على مسألة ترسيم الحدود في منطقة مزارع شبعا خلافاً لموقفه السابق الذي كان يتمسك بأن مزارع شبعا أرض سورية محتلة خاضعة لمندرجات القرار الأممي 242 وليس للقرار425 أو ما تلاه من قرارات وصولاً إلى القرار 1701 .
اللافت، بحسب المعطيات المتوفرة في واشنطن، أن باسيل قلل من شأن الخلاف حول تشكيل الحكومة، معتبراً إياه تمريناً على الإدارة التوافقية للنظام السياسي في لبنان في ظل رئاسة جديدة مختلفة عن كل الرئاسات التي سبقت.
(الجريدة)