التبويبات الأساسية

"نور".... فيلم لبناني يتصدى لقضية زواج القاصرات

اختار المخرج اللبناني خليل دريفوس زعرور أن يعالج موضوع زواج القاصرات في فيلمه الروائي الأخير "نور" بأسلوب بعيد عن الكآبة والميلودراما، فجاء زاخرا بالمواقف الإنسانية وقصة حب تكسوها مسحة من المرح.
يستعرض الفيلم قصة فتاة في الخامسة عشر من عمرها تدعى نور تجبرها أسرتها على الزواج من رجل يكبرها سنا فتتحول بهجة أيام الصيف ووعود الحب الذي تتقاسمه وفتى من عمرها إلى سجن خانق وأعمال منزلية لا تنتهي، وتجد الشابة نفسها محرومة من طفولتها وأحلامها التي لا تزال في المهد.
القصة في حلتها النهائية مبنية بحسب ما يؤكد زعرور على خلاصة مجموعة قصص حقيقية لا على قصة واحدة، بحيث أجرى بحوثا مكثفة استغرقت الكثير من الوقت حول موضوع زواج القاصرات رغبة منهما في كتابة سيناريو يعكس الواقع ولا يتخطاه ليجعل القصة أكثر تشويقا.
في هذا السياق، يقول زعرور في حديث لوكالة رويترز، أنه "ينبغي أن ينجذب الجمهور إلى الفيلم لكي تصل إليه رسالته والكآبة لا توصل الرسالة".
ولعبت الممثلة اللبنانية جوليا قصار دور والدة نور التي تتعامل مع موضوع زواج ابنتها المبكر بواقعية مقلقة بعض الشيء ولا تجد مشكلة في حقيقة أن العريس الذي تقدم لابنتها كبير في السن انطلاقا من رغبتها أن تعيش نور حياة مادية ميسورة.

وعن مشاركتها في الفيلم تقول قصار ان "القصة بمثابة توعية للأهل الذين يعتقدون بأنهم يتصرفون على نحو أو آخر لصالح أولادهم لكن النتيجة تكون العكس تماما"، مضيفة ان "الزواج المبكر يضر المجتمع بأكمله ولا يقتصر ضرره على الفتاة المعنية فقط. الفيلم اجتماعي بامتياز وقصة الحب حلوة بين مراهقين لا يريدان أكثر من أن يعيشا عمرهما".

وعن دور "نور" وهو دورها السينمائي الأول تقول الممثلة الشابة فانيسا أيوب "التجربة كانت جميلة جدا. وأشعر أن ثمة نقاط تشابه عدة بيني وبين شخصية نور فهي مثلي تحب الحياة ولا تستسلم بسهولة"، وأضافت قائلة "تستفزني قضية زواج القاصرات ومشاركتي في الفيلم مكنتني من مواجهة هذه المشكلة. أعيش في منطقة تحصل فيها مثل هذه الأمور وخصوصا أن عددا كبيرا من النازحين موجود فيها وهذه الظاهرة رائجة بينهم".

صورة editor8

editor8