التبويبات الأساسية

بقلم: الدكتور حسين يتيم

"نعمتان مجهولتان، الصحة والأمان". هو قولٌ لإمام البلغاء "عليّ".
حكمة ٌ ذهبت مثلاً لكل زمانٍ ومكان. وتنطبق علينا اليوم في لبنان.
وما يعنينا الآن في هذا الكلام هو "الأمان". والأمان هو أمن المواطن على حياته والمجتمع على استقراه وسلامه. وإذا كان الأمان مفقوداً في دول الجوار، بسبب "ربيع الحروب" بين الأشقَّاء الألدَّاء، فإنَّ الأمن في لبنان ممسوكٌ والحمدلله بقبضة فولاذ. ذلك لأنَّ أجهزة الأمن اللبنانية لها عيونٌ ترى وآذان تسمع، وعقولٌ تتَّسع، وقلوبٌ لا تهاب. فبقاء الوطن قائماً مرهون بقدرتها على ضرب الإرهاب والإمساك بخناقه، وقطع أنفاسه. والعجب العجاب، أن دولة صغيرة مثل لبنان بزَّت الدول، كبراها وصغراها، في قدرتها على الإمساك بقرون الثور، وأرواح الأشباح، وذلك بفضل مؤسساتها الأمنية الساهرة القادرة، بينما مؤسساتها الإدارية والسياسية والصحيَّة والرقابية، تسير كبطةٍ عرجاء، مقطوعة الحَوْل، يُعَشْعِش فيها الترهُل والفساد.
تحيةً وسلاماً لأجهزة الأمن كلها في لبنان، من مقهى "الكوستا" في الحمراء، إلى "دير الأحمر" في البقاع، مروراً بمجازر الضاحية الجنوبية.
فيا أمراء السياسة والطوائف اتقوا الله، وخذوا العبرة من قياداتكم ومؤسساتكم الأمنية.

الدكتور حسين يتيم
نائب بيروت السابق
رئيس مؤسسات المعهد العربي التربوية

صورة editor6

editor6