التبويبات الأساسية

شدّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله على "أهمية تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات"، مؤكّداً رفض حكومة اللون الواحد. وأشار إلى أنّه "حتى اللحظة لم يتم التوافق على أي اسم"، آملا أن "يحصل تكليف يوم الإثنين المقبل لأيّ شخصية تحصل على الأصوات اللازمة، وبعد التكليف، نتحدث عن التأليف ونتفاوض مع الرئيس المكلف ونتعاون لتشكيل الحكومة، فهذا المطروح امامنا حتى اللحظة".

وقال نصرالله في كلمة متلفزة: "رأيت أنّ من واجبي أن أتحدّث اليوم بعد غياب شهر، نظراً للتطوّرات الحاصلة ونظراً للحظة الحساسة التي نعيشها خصوصاً في مسألة تاليف الحكومة. حديثي اليوم مخصص للوضع اللبناني فقط ، سأتحدث في 4 مقاطع، الأوّل في التعاطي الأميركي والتصريحات الأميركية الأخيرة، الثاني الملف الحكومي وما توصلنا اليه، العنوان الثالث له علاقة بالوضع الأمني، العنوان الرابع له غلاقة بالوضع المعيشي".

وأضاف: "الأميركيون يتدخلون بأيّ تحرك يحصل في العالم، هم يسارعون الى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم مصالح المحتجين. الاميركيون يركبون موجة التظاهرات في العالم ويعلنون دعمهم لهذه الاحتجاجات، ولكن في الحقيقة تقديم العون يكون بما يخدم مصالح اميركا، وهذه قاعدة عامة ورأينا ذلك في الربيع العربي واميركا اللاتينية وشرق آسيا، وهذا سلوك اميركي عام".

وتابع نصرالله: "في لبنان، بعد 17 تشرين عندما حصلت التظاهرات في عدد من الميادين إنطلاقاً من القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة في ما يتعلق بالرسوم والضرائب، قدّم فيلتمان مطالعات واستدعي لبنانيين وقدم شرحاً يعبر عن آرائهم ، وسمعنا أعضاء في الكونغرس وبومبيو وكلهم تدخلوا، وكل ذلك كان يقابل بالسكوت وصولا الى ما قالته مندوبة اميركا في الامم المتحدة وما قاله بومبيو. في الحقيقة اريد ان اقف بشكل مباشر امام الكلامين الاخيرين، ما قالته المندوبة كرافت بان التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي اي مكان توجد فيه ايران، وليس في اي مكان يوجد فيه فساد، واعتبرت أنّ الإضرابات ستستمر اذا لم تؤدي ادوات الضغط إلى أيّ نتيجة، الاميركيون ينظرون للتظاهرات على انها ادوات للضعط على ايران".

وأردف: "افترض الأميركيون بان التظاهرات التي خرجت في لبنان هي ضد ايران، مع العلم بانه لم يطرح في التظاهرات في لبنان شيء له علاقة بايران ، كانت الشعارات تتعلق بقضايا اقتصادية ومطلبية، هم افترضوا منذ اليوم الاول ان هذه التظاهرات هي ثورة الشعب في لبنان ضد حزب الله. بعض وسائل الاعلام العربية والخارجية ساعدت الاميركيين بتصوير ان التظاهرات هي ضدّ حزب الله". وقال: "في لبنان الاميركي يريد توظيف التحركات وكأن مشكلة اللبنانين هي حزب الله، وان المأزق في لبنان هو حزب الله. بحسب بومبيو على اللبنانين ان يتخلصوا من هذه المشكلة التي اسمها حزب الله وان اميركا حاضرة لمساعدة اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر".

وأشار نصرالله إلى أنّ "هناك تصريحاً مضحكاً لبومبيو يتحدث عن مساعدة اللبنانيين لاخراج حزب الله من نظامهم وبلادهم . كيف يستطيع اخراج حزب الله من لبنان، هذا يدل على التفاهة والسخافة الاميركية في مقاربة هذا الموضوع". وأضاف: "وإذا توقفنا عند التصريحات الاسرائيلية ، رأينا تصريحات من نتانياهو ومسؤولين آخرين بان هذه الفرصة تاريخية لاضعاف حزب الله، او لنأخذ امتيازا من لبنان بشأن اتفاقية حول النفط والغاز" .

وتابع: "تعليقاً على كلام بومبيو الذي قال إنّ المسؤولية تعق على الشعب اللبناني في تشكيل الحكومة وان لدى اميركا منظمة مصنفة ارهابية: من اين اتى بومبيو بان الشعب اللبناني يعتبر ان حزب الله يشكل خطرا على لبنان؟ الانتخابات التي جرت بنزاهة قبل عامين هل عبرت عنما قاله بومبيو.؟ هذا دجل وخداع اميركي. وتعليقي على كلام بومبيو: حزب الله خطر على اسرائيل واطماعها ومشروعها وهيمنتها، وكلنا نعرف اطماعها في الارض والمياه واخيرا النفط والغاز. حزب الله خطر كبير على اسرائيل، صحيح، على الحدود يبني الاسرائيلي جدارا ولا يكترث لان المقاومة تركت هذا الامر على عاتق الدولة".

ولفت نصرالله الى ان "حضور حزب الله في العديد من الميادين نفتخر به رغم انه موضع خلاف في لبنان، حزب الله ليس خطرا على الشعب اللبناني بل خطر على مشاريع اميركا في المنطقة". وأشار إلى أنّ "الأميركيين يستغلون الوضع المعيشي في لبنان ليعالجوا الخطر الذي يشكله حزب الله عليهم، فيقولون للبنانيين إذا تريدون المساعدة، فعليكم معالجة مشكلة اسرائيل"، وقال: "كل ما يستخدم في مواجهة المقاومة للتخلص منها عجزوا عن فعله، هم يبتزون الشعب اللبناني ولا يحرصون عليه".

واعتبر أنّ "الادارة الاميركية، والحكومة الاسرائيلية من خلفها، تمارسان ابتزازا بحق الشعب اللبناني، والمعادلة واضحة بالتخلي عن قوة لبنان"، وقال: "لقد قد وضعنا بين خيارين بين الجوع الاكيد والنهوض المحتمل".

وأشار إلى أن "لبنان في هذه المشكلة بسبب التشتت والعصبيات الطائفية والحسابات الحزبية"، داعياً اللبنانيين الى "الوعي وعدم التأثر بالتحريض الأميركي للدفع باتجاه الفتنة والفوضى"، وقال: "إذا تعاون اللبنانيون في ما يملكون من مقدرات فهم قادرون على الخروج من المأزق القائم".

وأضاف: "المطلوب أن نتخلى عن قوتنا ونذهب إلى الوصاية ونتخلى أيضا عن استقلال قرارنا السيادي. اتعظوا من الدول التي سلمت بالدور الاميركي كيف اصبحت دولا عادية، بعد ان كانت صاحبة دور، وهي في الوقت نفسه لم يتحسن وضعها. وإني ادعوكم الى عدم الثقة بالوعود الأميركية، فانظروا كيف تركت أميركا حلفاءها في وسط الصحراء".

وأشار إلى أن "ما حصل هو جزء من الحرب الاعلامية القائمة، وعلى الجميع التثبت من التصريحات قبل اتخاذ موقف"، وقال: "عندما قرأت تصريحا لأحد المسؤولين اللبنانيين تأكدت أنه غير صحيح. وشخصيا، قرأت النص الفارسي ولم اجد كلمة لبنان في تصريحه، فاتصلت بالاخوة في ايران ونفوا الامر كليا".

ولفت إلى أنّ "التصريحات التي تنسب الى مسؤولين ايرانيين هي مخالفة للمنهجية المعتدمة في إيران"، وقال: "إن البعض يتصور أنه إذا اعتدي على ايران، فإن ايران ستعتمد على حلفائها لترد. أريد تقديم معلومة دقيقة، فمن يعتدي على ايران، فإن ايران نفسها سترد عليه، وهي لا تقبل بأن تسكت وتعتمد على حلفائها. واذا اعتدت اسرائيل على ايران فسترد بنفسها".

ورأى أن "هناك جهات خارجية، وبعضها خليجية، تعمل على فبركة وتحريف تصريحات لمسؤولين ايرانيين، بهدف استفزاز وتحريض بعض اللبنانيين"، وقال: "إن البعض لا تستفزه تصريحات الاميركيين. واذا وجد تصريحا على احد المواقع لمسؤول ايراني يستنفر ويطالب رئيس الجمهورية والمسؤولين باتخاذ الموقف". وأضاف: "إذا ترفعنا عن المشاكل، وضممنا سواعدنا الى بعضنا البعض، فنحن قادرون لبنانياً على إنقاذ بلدنا من المأزق المالي والإقتصادي".

وعن الشأن الحكومي، قال نصر الله: "منذ الايام الاولى، قلت كلاما واضحا أننا لا نوافق على استقالة الحكومة، وذكرت الأسباب، ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وأن ذلك ليس في مصلحة لبنان، نتيجة الوضع المعيشي والمالي، ولا يحتمل الفراغ. ولفت إلى أن "كل من لديه مشكلة ما ويتظاهر ويحتج، عليه ألا يسمح للاميركي بأن يستغل تحركاته"، وقال: "بعد ايام من كلمتي استقال رئيس الحكومة، وبعد شهرين نرى ان هناك مشكلة تكليف وتأليف وهذا واقع الحال اليوم ، نأمل ان تحصل الاستشارات يوم الاثنين ونأمل ان يحصل تكليف من تختاره اكثر الاصوات، ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة، وكل الوقت الذي ضاع ذهب من طريق اللبنانيين. كان من الافضل ان تبقى الحكومة وان تبقى التظاهرات، وهذه الوضعية الافضل، لان كان سيشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم باجراءات اصلاحية ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني".

وأضاف: "لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع، لما وصلنا الى كل ما وصلنا اليه اليوم. عندما استقالت الحكومة لم يعد الحديث الاول في لبنان عن الجوع، بل تحول الحديث الى الحكومة وشكلها واسم رئيسها ومطالب القوى المختلفة وذهب البلد الى مكان آخر لا صلة له بأسباب نزول الناس إلى الشارع. ومن يومها إلى الآن، بدأ غلاء الاسعار وتهديد الناس في الدواء والاستشفاء وازمة الودائع والسرقات والصدامات وإلقاء نفايات على ابواب المسؤولين وضرب موسم الاعياد، وتراجعت الثقة في البلاد".

وتابع: "مع استقالة الحكومة، لم يعد هناك من يستجيب للمطالب ومن يستطيع اتخاذ الاجراءات. بعد استقالة رئيس الحكومة، اعتبر البعض في الحراك أنه إنجاز لهم، لكن ذلك كان ضياعا للوقت، فتم تعطيل المؤسسات التي يجب ان تقوم بالاصلاحات".

وأردف: "إنّ البلد يريد حكومة. وأمام الأكثرية النيابية، ونحن جزء منها، مسؤولية كبيرة، إضافة الى أنّ رئيس الجمهورية والعهد أساس في هذه الاكثرية. لقد أصبحنا أمام خيارات، وكانت لدينا خيارات عدة وحصلت حولها نقاشات: الخيار الاول الذهاب الى تشكيل حكومة من لون واحد، والاكثرية قادرة على منحها الثقة في مجلس النواب، ففي الفريق الاخر، هناك من كان يدعو الى هذا الخيار ويحرض عليه. أما في فريقنا السياسي فهناك رأيان، الأول يخالف والآخر يؤيده، خيار حكومة اللون الواحد يتطلب شجاعة وفريقنا السياسي شجاع، لكن الموضوع يرتبط بتشخيص المخاطر على البلد. نحن موقفنا في حزب الله وحركة امل مخالف لتشكيل حكومة لون واحد".

وقال: "لا أريد النقاش في الميثاقية، بل أريد النقاش في مصلحة البلد، فالاغلبية النيابية في السابق كانت للفريق الآخر، وكنا نحن نطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعندما كانوا هم اغلبية، كنا لا نقبل بحكومة من لون واحد. وعندما اصبحنا نحن اغلبية، لا يجوز الذهاب الى حكومة لون واحد، انسجاما مع مواقفنا. حكومة اللون الواحد ليست من مصلحة لبنان".

وأشار إلى أن "أي حكومة كي تعالج الوضع تحتاج الى الاستقرار الداخلي، فكيف لحكومة اللون الواحد ان تعالج أزمة بهذه الخطورة، لافتا إلى أن "الازمة في حاجة الى تكاتف الجميع، وهذا لا ينسجم مع حكومة اللون الواحد"، وقال: "إن حكومة اللون الواحد من فريقنا او الفريق الاخر هي خيار غير مناسب ولا تساعد على انقاذ البلد". واعتبر أن "هناك مخاطر خارجية ايضا لحكومة اللون الواحد".

وأضاف: "الخياران الثالث والرابع يقومان على حكومة الشراكة الوطنية، وهناك من طرح ان يشارك الحراك في الحكومة، فلا مشكلة لنا في ذلك. النقطة المشتركة بين الخيارين الثالث والرابع، هي حكومة الشراكة وتنسجم مع تحمل الجميع للمسؤولية وتهدئة الشارع. والخيار الثالث: حكومة شراكة يرأسها الحريري، والقول اننا متمسكون بهذا الخيار غير صحيح والدليل ان الخيار الرابع هو حكومة برئاسة شخص غير الحريري.الخيار الثالث لم يتحقق لان الحريري طرح شروطا وجدها فريقنا السياسي غير صحيحة، وهي في بعضها شروطها الغائية ولهذا انتقلنا الى الخيار الرابع.

وعن اقتراح اسم سمير الخطيب، قال: "اتفق على الاسم والمبادىء الاساسية للحكومة، لكن الموضوع انتهى في الساعات الأخيرة، وتم تأجيل الاستشارات، بناء على رغبة الكتل النيابية بغالبيتها".

وشدّد على أهمية "تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات"، وقال: "كما رفضنا حكومة اللون الواحد وأصررنا على مشاركة تيار المستقبل، نصر على مشاركة التيار الوطني الحر". وأكد أن "حتى اللحظة لم يتم التوافق على أي اسم، فكتلة الوفاء للمقاومة ستعبر عن موقفها، آملا في "أن يحصل تكليف يوم الاثنين لأي شخصية تحصل على الأصوات اللازمة"، وقال: "بعد التكليف، نتحدث عن التأليف ونتفاوض مع الرئيس المكلف ونتعاون لتشكيل الحكومة، فهذا المطروح امامنا حتى اللحظة".

صورة editor14

editor14