دعا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى "عدم إلغاء أحد في أي طائفة كانت"، معتبراً أنّ "الصدام ليس لمصلحة البلد". وقال: "ندعو الآخرين إلى عدم إلغاء من في طوائفهم وفي مناطقهم وعدم التكبر عليهم والتعاطي معهم على أساس الأحجام الحقيقية".
وفي كلمة له خلال مهرجان "نصر وكرامة" في الذكرى الـ13 لعدوان تموز200، حضره موفد من قبل رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط أمين السر العام للحزب ظافر ناصر، قال: "نحن في الداخل اللبناني، لا نتصرف من موقع المنتصر ولا من موقع فائض القوّة، نحن في الداخل نريد أن يحضر ويتعاون الجميع، ولم نكن نوافق على إلغاء وشطب أحد". وسأل: "لو انتصر المحور الآخر، فكيف كان سيتصرف البعض في لبنان مع حزب الله وحركة أمل والقوى الوطنية وقوى 8 آذار"؟
وأضاف: "في الوقت الذي ندعو فيه إلى التعاون بمختلف الملفات، ولا نريد إلغاء أحد، نحن لا نقبل بأن يقوم أحد بإلغاء أحد في بعض الطوائف أو المناطق، بل ندعو إلى احترام الأحجام التي أفرزتها نتائج الإنتخابات النيابية، المطلوب في لبنان ألّا يلغي أحد أحداً، وعلينا العمل على رفع شأن بلدنا".
عن حرب تموز
وفي سياق حديثه عن حرب تموز، قال نصرالله إنّ "لبنان يعيش اليوم حالة أمن وأمان، والبلدات الجنوبية الحدودية أحيت عيد الأضحى بأمان من دون أي قلق"، مشدداً على أنّ "اللبنانيين هم الذين صنعوا أمنهم في لبنان وأمانهم في الجنوب بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة".
وأوضح أنّ "هناك من يسهر ويعمل ويتعب على مدار الساعة لنكون في أقوى جهوزية لردع العدو"، وقال: "الحرب التي شنت على لبنان عام 2006 كانت بقرار أميركي لإقامة شرق أوسط جديد بتنفيذ اسرائيلي، ولو نجح المشروع الأميركي، فإنه كان سيؤدي إلى هيمنة أميركية على منطقتنا وكانت البداية من حرب تموز 2006".
وقال: "المندوب الأميركي جون بولتون قال لمسؤول عربي لا تتعبوا أنفسكم لأن الحرب لن تتوقف إلا بسحق حزب الله وتسليمه سلاحه، ولكن على مشارف نهاية الحرب، جاء المندوب الإسرائيلي يطلب وقف الحرب بأي ثمن ونفس الطلب عاد وطلبه بولتون للمسؤول نفسه".
واعتبر نصرالله أنّ "إسرائيل لو واصلت الحرب نتيجة ما واجهته فيها لكانت تتجه إلى كارثة كبيرة عليها". وأضاف: "بعض القادة في حزب الله طالبوا باستمرار الحرب لأسابيع لما كانت ستحلّ على إسرائيل من خسائر. لقد توقفت الحرب على لبنان لان اسرائيل فشلت وعجزت والذي أوقف الحرب قوة لبنان وقوة المقاومة وصمود شعبه. لو كان لدينا انسجام كامل كنا في موقع ليس من يرفض الشروط، بل كان لبنان في موقع من يفرض الشروط في ذلك الوقت".
وأثنى نصرالله على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ذكرى حرب تموز، واصفاً إياه بـ"القوي ويشكل أساساً لفشل العدو في إلحاق هزيمة بلبنان". وقال: "العدو الإسرائيلي اختار المعركة في بنت جبيل لرمزيتها ليحقق إنجازاً عسكرياً يؤسس عليه لكن الله انزل نصره على المقاومين. لقد أسقطت معركة بنت جبيل أي مشروع لانتصار عسكري اسرائيلي ومربع الصمود منع اي انتصار له في اي منطقة".
وتابع: "بنت جبيل كانت محطة حاسمة واستطاع اهالي المنطقة والمقاومة تثبيت هذه المنطقة في مقابل الحديث الدائم في اسرائيل عن بيت العنكبوت. إذا دخلتم إلى ارضنا في كل بقعة في لبنان ستكون كمربع الصمود الذي نحتفل به اليوم وأكثر مئات المرات".
ولفت نصرالله إلى أن "حزب الله الذي أردوا سحقه تحول إلى قوة ذات حضور إقليمي، وقد كشفت حرب تموز حقيقة اسرائيل، والمسؤولين هناك غير متيقنين من تحقيق أي نصر على لبنان".
وقال: "نفاخر بأننا جزء من محور المقاومة الذي يمكن أن يستند إليه لمنع الحروب، والإستناد إلى محور المقاومة سيمنع أي استنهاض للإرهاب في سوريا أو حرب كونية جديدة في سوريا. إن كلفة المقاومة والصمود أقل بكثير من كلفة الخضوع والمساومة والإستسلام".