التبويبات الأساسية

على قاعدة "الفرص موجودة في كل مكان للجميع، وعلى المرء فقط معرفة اغتنامها" بدأ رجل الاعمال نبيل شرتوني مسيرة الالف ميل في عالم التجارة والاستثمار.

امتلك شرتوني صفات المستثمر الناجح، إذ أدرك أهمية الوقت في معادلة النجاح منذ السنوات الأولى من مراهقته حين لمع نجمه على مقاعد الدراسة في مسقط رأسه في زحلة حيث أظهر تفوّقا كبيرا، حاصدا منحة دراسية لمدة عام واحد للدراسة في الولايات المتحدة ليعود بعهدها ويكمل دراسته الجامعية في إدارة الفنادق.

حبّ التعلّم أوصل إبن العائلة المتواضعة في زحلة ليصبح أصغر رجل أعمال ونائب رئيس لشركة هوليداي إن و، وهو في سن الـ 28، كما نجح في إنشاء سلسلة من الفنادق للشركة في الشرق الأوسط.

وفي سن الـ35 عاما دخل شرتوني عالم الاستثمار من بابه العريض، منشئا مع شركاء له شركة خاصة للتطوير العقاري الدولي، لتكرّ بعدها سبحة المشاريع من دولة الى أخرى حيث أسس منتجعا سياحيا في إسبانيا وامتلك عددا من المصارف وسلسلة مطاعم وفنادق في لندن.

كذلك، لم يبخل شرتوني على بلده، بل وضع صلب عينيه العودة اليه والاستثمار فيه، فأبصرت شركة "Faqra Catering" النور. وفي لغة الاستثمار، كانت المخاطرة والتنوّع، عنوان هذه المرحلة، إذ ورغم إدراك الشرتوني للأوضاع الامنية والإقتصادية للبلد الخارج من آتون الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1979 الا أنه قبل الرّهان، وعمل جاهدا في سبيل إنجاح هذه الشركة التي نمت وأصبحت رائدة في تقديم خدمات لحفلات الزفاف والمناسبات في لبنان، فضلا عن عمليات التموين الصناعية. واليوم تمتلك أكبر مطبخ في لبنان وثاني أكبر مطبخ في الشرق الأوسط بعد المطبخ الذي تم بناؤه في قطر لكأس العالم.

والمفارقة، أن "Faqra Catering" لم تكن مكسبا للشرتوني فقط، إذ كان لها فضل كبير على أجيال عديدة من الطهاة اللبنانيين الذين أعطيت لهم الفرصة لإتقان الحرفة في مطابخ الشركة، حتى أصبحت أسماء البعض منهم مرتبطة بأكبر الأحداث والمطابخ في جميع أنحاء العالم.

حنكة شرتوني الاستثمارية لم تقف عند هذا الحد، إذ إنه لم يكتف بتمكين موظفيه والعمل على ثقل مهاراتهم، بل ذهب أبعد بكثير مستندا الى النموذج الذي أنشأه مع فقرا "Faqra Catering"، لإنشاء مدرسة في مجال التموين بالشراكة مع وزارة التربية من أجل إعطاء فرصة إضافية للشباب اللبناني ليتمكنوا من الاستفادة من كل خبرات فريق فقرا للتموين "Faqra Catering" ودفعهم إلى المقدمة.

تميّز شرتوني لم يقتصر على أعماله الإستثمارية، فقد آثر المشاركة في دعم الكثير من الأشخاص والمؤسسات وخصوصا المسنين وتلاميذ المدارس عبر جمعية إميل وإلان شرتوني، بالإضافة الى مساعدة طلاب الجامعات لتأمين الأقساط الجامعية لهم كما أسّس منظمة غير حكومية "المحبة" في زحلة ويضاف الى ذلك مؤسسة نبيل شرتوني للنهوض والسعادة في لبنان لتطوير الفكر البشري واحترام الإرث الثقافي. هو عضو في مؤسسة ملطا وتبرّع لهذه المؤسسة لتقديم المساعدات خارج بيروت، حيث استثمر أيضا مع صالة "AVA" في الأشرفية لدعم الاحتفالات في العاصمة.

هذه الإعمال الخيرية تظهر حب شرتوني لتقديم المساعدات من دون مقابل للجميع من دون أي تمييز طائفي كما أنه لا يملك أي هدف سياسي بل ما يقوم به نتاج لحنيته المستمرة تجاه لبنان.

تقدير الوقت، حب العلم والمعرفة، المخاطرة، التنوّع، وتمكين الموظفين، هي صفات المستثمر الناجح التي يختصرها شرتوني بشخصه، مؤكدا أن تربّع شركة فقرا "Faqra Catering" على عرش عالم الطهو في لبنان والمنطقة، ليس وليد صدفة.

تجربة شرتوني أظهرت أن لبنان أرض خصبة للنجاح تعتمد على شبابها الذين يشكّلون الضمانة الأولى لصمود هذا البلد مهما اشتدّت رياح الأزمات عليه.
نجاحات هذه الشركة كانت محطّ تقدير كبير من مؤسس "أرض المبدعين" كمال بكاسيني الذي نوّه بعمل شرتوني والسيد إيلي أعرج القائمين على هذا المشروع الذي يجسّد وجه لبنان الجميل والمتألّق ويستحق التكريم عن جدارة

صورة editor2

editor2