عيد العمال العالمي: نستلهم من هذه الذكرى روح النضال النقابي العمالي والإنساني
في ندوة صحافية شاملة تناول النقابي حسن فقيه نائب رئيس الإتحاد العمالي العام بمناسبة الأول من أيار -عيد العمال العالمي جملةً من الأمور والقضايا المحلية والعربية بحضور حشد من المزارعين و العمال و تمّ إثارة عدد من المواضيع أبرزها النقاط التالية :
- أولاً: تحية إلى كل عامل وعاملة أو موظف أو موظفة في القطاعين الخاص والعام وكل مزارع صغير و سائق عمومي وعاطل عن العمل في هذه الذكرى الخالدة التي كرّسها شهداء "شيكاغو" قبل ما يقارب قرنين من الزمن.
- وإذ تاتي هذه الذكرى الأليمة ولكن المجيدة التي فتحت آفاق النضال أمام العمال لإقتحام آفاق جديده في نضالهم من أجل حياةٍ أفضل في ظروف وشروط العمل فانها كانت مقدمة للخلاص من عبودية المزارعين من أنظمه الإقطاع والمحاصصة ومن كل بقايا أشكال العبودية.
- و يهمني من موقعي كرئيس لإتحاد العاملين في زراعة التبغ والتنباك في لبنان أن أذكّر بالتحولات الكبرى التي حصلت على مدى السنوات الماضية لصالح المزارعين وخصوصاً منهم مزارعي التبغ والتنباك لجهة إعادة توزيع وتقليص الترخيص اول لجهة تعديل الأسعار وإن كنا نعمل لزيادتها بشكل مستمر مع الجهات المعنية.
- إنّ مسألة الزراعة والأرض ترتبط تاريخيا ًوعالمياً بالإنتماء الوطني الحقيقي ليس فقط كمورد للرزق بل بالثقافه والوجود و بناء الأوطان والدفاع عنها، وهذا ما عبّر عنه أبناء الجنوب اللبناني من مزارعين و عمّال و غيرهم في مواجهة الكيان و الإحتلال الإسرائيلي في مختلف المراحل حتى اليوم.
- إنّ هذا الصمود وبدعم سياسي مستمر وثابت من المرجعيات السياسية الرسمية في جنوب لبنان خاصةً وبقاعه وشماله ساهم في إذكاء الروح الوطنية لمئات الآلاف من المزارعين وتمسكهم في أرضهم وأرزاقهم.
- كان لمساهمة المرأة اللبنانية في النقابات والسياسة والحياة العامة وفي دورها الذي يزداد تقدماً، دوراً بارزاً في إعلاء شأن الممارسة السياسية و خصوصاً في إحتضانها لزراعة شتلة التبغ دوراً مميزاً.
- أما في موضوع الدفاع عن العمال والموظفين في القطاعين الخاص والعام، فلم يألو جهداً الإتحاد العمالي العام رغم كل الظروف القائمة والمعقدة من النزول معهم إلى الشارع ومساندتهم بجميع الأشكال الممكنة، وقد تمكن من خلال مثابرتهم من إنتزاع حدّاً أدنى رسمي للأجور في القطاع الخاص هو تسعه ملايين ليره مع رفع البدل اليومي للنقل إلى 250 ألف ليرة مع السعي لرفعه إلى 450 الف ليرة وساهم مساهمةً جدية في رفع رواتب الموظفين بمختلف تسمياتهم الى 7 رواتب اضافية.
وادارة حوار مسؤول وجدّي مع الهيئات الاقتصادية وجمعيّة الصناعيين أدّى الى نتائج معقولة .
• في موضوع الوحدة النقابية:
أناشد كافة النقابيين أياً تكن مسمياتهم و إتحاداتهم التوحّد و التعاضد تحت سقف الإتحاد العمالي العام لمصلحة العمال و الفلاحين في مواجهة أسوء حصار يتعرّض له الوطن بهدف خنقه و فرض المشاريع الإمبريالية من توطين و إفقار و تهجير على شعبه.
• في قضية النازحين السوريين:
بعيداً عن كل ما يمتّ بصلة إلى المواقف العنصرية و تمادي البعض على مواقع التواصل الإجتماعي، فإنّ أواصر الأخوة بين الشعبين السوري واللبناني فإنها قديمة ومتأصلة ويمكن حلّ نتائج و تأثيرات النزوح إلى لبنان بروح إيجابية وبتنسيق بين الدولتين والحكومتين السورية واللبنانية على قاعدة الأخوة والتفاهم لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
• إنّ عيد العمال العالمي يمرّ على الدول المستقرة بإحتفالات و تظاهرات مطلبية و إجتماعية و أحياناً بمباهج من الفرح لما تحقق من إنجازات.
لكننا في لبنان، نحن نحزن أشدّ الحزن لما يحدث في الشقيقة السودان و الشقيقة ليبيا، و نأمل أن يستكمل الحلّ في اليمن و إعادة إعمار سوريا و الإستقرار في العراق.
وفي عيد العمال، التحية كل التحية لعمال فلسطين و معاناتهم اليومية من ضغط و إرهاب و أسر و إحتلال و عمالنا في الجولان المحتل و مزارع شبعا رمز الكفاح اليومي في سبيل لقمة عيشٍ كريمة مجبولة بعرق النضال و المقاومة.
و أولاً و أخيراً بوصلتنا لبناننا الحبيب حيث يجب أن نستكمل إعادة إنتاج سلطة وطنية قادرة على إنقاذ لبنان من المحنة التي يمرّ بها بأسرع وقتٍ ممكن.
و كل أول أيار و أنتم بخير