برعاية وزير السياحة أواديس كيدانيان أضيئت أعمدة قلعة بزيزا الأثرية الرومانية خلال المهرجان السنوي الذي نظمته بلدية بزيزا على مدى ثلاثة أيام متتالية تضمنت كافة الفنون الفولكلورية والدينية وإحتفالات الأطفال. بحضور سياسي لافت لكافة الأطياف السياسية والأمنية والإجتماعية.
بعد إحتفالات الأطفال التي شارك فيها مئات الأطفال من بزيزا وكافة القرى المجاورة، رقصوا وغنوا وتلقوا الهدايا من رئيس وأعضاء المجلس البلدي، أحيت الفنانة ليال عبود أمسية رائعة قدمت خلالها الأغاني المتنوعة. وغص المكان بالحشود التي توافدت للاستمتاع بسهرة فنية رائعة، ورافقت ليال فرقتها الإستعراضية لأكثر من ساعتين. وغنّت وسط تقنيات ضوئية عالية الجودة وقدمت باقة من أجمل أغانيها “مغنج” و”شد الجاروفة” و”خشخش حديد المهرة” و”خليها بقلبي تجرح” و”دنيا عجايب” وغيرها من الأعمال وسط فرح وإنسجام الحضور.
وقد أعربت الفنانة عبود عن إمتنانها للمحبة التي غمرها بها أبناء بزيزا وأشارت الى أن أهم انجاز ممكن ان يحققه الفنان في حياته هو الوصول الى ثقة الجمهور التي لا تقدر بثمن. واصفةً أبناء بزيزا بالمحبين والمعطائين والشفافين في التعاطي مع الآخرين.
وفي ختام الأمسية قدم رئيس البلدية بيار عبود درعاً تكريمية للفنانة كعربون تقدير ومحبة.
أما الأمسية الثالثة فقد شهدت القلعة ريسيتالاً تراثياً وطنياً بعنوان القلعة تغني قدمته جوقة خوابي النغم بقيادة الأب حنا عيد وبحضور نواب الكورة مكاري، وكرم وغصن، والقائمقام كفوري، وقائمام جبيل نجوى فرح وممثلين عن كافة الأحزاب والقوى السياسية ورؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات إجتمعوا كلهم أمام مسرح المعبد الروماني ليؤكدوا أن العراقة والتاريخ لا يختزلان.
وقد إستهلت الأمسية بالنسيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيب لأسامة نقولا شكر فيها كل من ساهم بإنجاح المهرجان دعماً وحضوراً.
وألقى رئيس البلدية بيار عبيد كلمة أكد فيها على عراقة بزيزا وموقعها الجغرافي الذي يربط الساحل بالجبل مما يحعلها نقطة إلتقاء وإعتبر أن وجود خان بزيزا بقربها يؤكد عراقتها وبأنها كانت محطة لقاء وتبادل تجاري. ولفت الى أن المعبد الروماني الذي يعود لأكثر من الفي سنة وقد جمع تاريخاً كبيراً وحضارة عريقة لشعب ترك بصمة مميزة في تاريخ لبنان، مشدداً على أن القلعة مميزة رسمها الفنان الكبير لابورد وعاش فيها ستة أشهر الفنان الفرنسي أرنست رينان وهو من أشهر علماء الآثار، ولوحة القلعة موجودة بقصر بكنغهام في لندن، والقلعة مبنية على آثار معبد فينيقي بيزنطي وتحتوي على أربع عواميد ضخمة يفوق إرتفاع الواحد منها الخمسة أمتار وعليها نقوش مسيحية. وعلى جدران القلعة نقوش وقد تحولت الى المسيحية في القرن الثاني ميلادي وسكنها مارسمعان العامودي بالقرن السادس ميلادي وترك على عواميدها نقوشاً ومن ثم تكرست القلعة على إسم القديس تيودوس الألماني الشهير، مضيفاً تم ترميم القلعة من قبل بعثة فرنسية عام 1967 وهي من حينها على شكلها الحالي.
وختم: إن كثرة النواويس والنقوش الدينية المنتشرة على أطراف البلدة والمتشابهة مع نقوش وتصاميم قلعة بعلبك أثبتت تواصلاً تاريخياً مع قلعة عين عكرين التي تبعد حوالى ستة كلم عنها ما يدل على أهمية الحضارة الرومانية التي تربط البلدات بعضها ببعض عمرانياً وتراثياً وثقافياً وإجتماعياً.
وقدمت الجوقة ألحاناً وأغاني تراثية فولكلورية منوعة تفاعل معها الحضور. وتخلل المهرجان عرض فيلم وثائقي عن بزيزا وأهم نشاطات البلدية وأطلقت الأسهم النارية التي زينت سماء بزيزا والكورة وشكلت تيجاناً بالألوان الزاهية فوق أعمدة القلعة. لتختتم الأمسية بتكريم الجوقة حيث سلم رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي درعاً تكريمية لقائد الفرقة الأب عيد والأعضاء.