التبويبات الأساسية

يوسف حسن- منذ بداية عملية 7 أكتوبر (طوفان الاقصى)، تتكشف كل يوم أبعاد جديدة للحرب. وبينما أفضت الهجمات المستمرة على الضاحية وغزة والضفة الغربية وارتكاب المجازر بحق المدنيين إلى تصعيد قوى المقاومة لردها على العدو، إلا أن هناك مؤشرات على أن حزب الله لا يريد توسيع دائرة الحرب.
وما اتضح من تصرفات حزب الله حتى الآن هو أنه يدعم جبهة غزة بشكل جدي، ولن يتوقف عن هذا الدعم حتى تهدأ النيران في غزة.
وذات الوقت فإن الوضع على الجبهة المقابلة لا يحسد عليه العدو. ورغم أن إسرائيل سعت إلى فرض هزيمة استراتيجية أمام حزب الله من خلال استخدام ضغوط الرأي العام والاقتصاد والعقوبات المختلفة، لكن الآن رغم دعم الشعب اللبناني للمقاومة ضد إسرائيل، يبدو أن إسرائيل نفسها هي من تعرضت للهزيمة الاستراتيجية.
تظن إسرائيل ان حزب الله هو نفسه ذلك الفصيل الذي كان عليه قبل 40 عاما، لم يكن لديه ما يكفي من القوة والموارد ولم يستخدم سوى العمليات الاستشهادية للقتال. وبينما تغير الوضع اليوم ومع تزايد قوة حزب الله، فإنه لم يعد يرى ضرورة لمثل هذه العمليات الاستشهادية، لأنه يعرف متى وبأي قوة وأين يجب أن يهاجم ويوجه ضربته.
علاوة على ذلك، إن تزايد القوة المالية والعسكرية للشيعة يظهر فعالية المقاومة، وقد بات واضحاً لشعب لبنان أنه لا حدود واضحة للتراجع ضد إسرائيل.
ومن جانب آخر، لدى إسرائيل عدو أهم هو إيران، التي أظهرت أنها تحاول إدانة إسرائيل باستخدام الأدوات الدبلوماسية. ومن بين القضايا التي شهدناها من إيران اللقاءات المختلفة للمسؤولين الإيرانيين مع نظرائهم والتأكيد على انتهاك إسرائيل للاتفاقيات الدولية وإدانة اغتيال هنية في إيران.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد نتنياهو على الخروج من هذا المأزق الاستراتيجي هو نظرية مخلب القط. وعلى إسرائيل أن تنفذ عمليات هجومية ضد إيران إلى الحد الذي يؤدي إلى تصعيد التوتر وإجبار إيران على خوض الحرب، التي ستكون نتيجتها اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وعلى الرغم أن الخبراء الاستراتيجيين الأميركيين لم يعطوا نتنياهو الضوء الأخضر للحرب، فمن الواضح أن إسرائيل تبذل جهوداً كثيرة لإقناع رعاتها بهذه الحرب.
في جانب آخر مما يحدث، يكشف رد فعل الدول العربية على الأحداث المؤلمة في غزة والتعبير عن التعاطف بشتى الطرق يظهر اختلاف الرأي بين الحكومات والدول، وهذا الاختلاف يمكن أن يشعل حنق الشعوب وحكوماتها تجاه تصرفات إسرائيل.

صورة editor17

editor17