رحبت "منصة الحوار والتعاون بين المؤسسات والقيادات الدينية المتنوعة في العالم العربي" بزيارة البابا فرنسيس للعراق"، وقالت في بيان: "يترقب العالم بأسره، وبخاصة في المنطقة العربية، باهتمام كبير الزيارة التاريخية المرتقبة للبابا فرنسيس للعراق في الفترة اللمتدة من 5 حتى 8 مارس المقبل".
وإذ ثمنت "هذه الزيارة الاستراتيجية والتاريخية للعراق"، رأت "أنها مهمة وحيوية ويجب أن تكون لها انعكاسات مهمة على مستقبل التعايش السلمي في العراق والمنطقة وذلك للأسباب الآتية:
- إنها أول رحلة بابوية على الإطلاق إلى العراق، حيث أن البابا يوحنا بولس الثاني قد قام بزيارة روحية للعراق عام 2000. وهذه الزيارة الفعلية لتعكس وتؤكد أهمية العراق موطن الأديان والأنبياء وأتباعهم، ومكانته الاستراتيجية، وهي تمثل أيضا رسالة قوية لدعوة المجتمع الدولي إلى دعم استقرار العراق وإعادة إعمار هذا البلد الذي عانى من حروب ودمار ومآس أثقلت كاهل المجتمع العراقي بكل أديانه وطوائفه وقومياته، وأن يرسخ العراق دوره كمركز انفتاح وصون للمواطنة المشتركة الحاضنة للتنوع.
- إن الزيارة لمدينة أور التاريخية واللقاء بممثلين عن مختلف أديان وطوائف العراق يعدان حدثا رمزيا ذات أهمية كبرى، وهو حدث سيعمق الوحدة بين العراقيين على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم الدينية، وبخاصة أن العراق يعد مهدا لحضارات وثقافات متنوعة تركت أثرا كبيرا في حياة البشرية جمعاء.
- إن الزيارة المقررة للنجف الأشرف واللقاء مع سماحة السيد السيستاني يعدان مؤشرا إيجابيا كبيرا ومهما، خصوصا لاستنهاض الدور المشترك بين القيادات الدينية العالمية لمواجهة خطاب الكراهية وتعزيز الحوار والتسامح وقبول الآخر وإشاعة قيم العدالة والسلام".
وأملت في "أن تسهم هذه اللقاءات التاريخية، التي تأتي استكمالا للقاءات أخرى مهمة قام بها البابا الحالي وأسلافه للعالمين العربي والإسلامي، في تقوية النسيج الاجتماعي في العراق وفتح آفاق جديدة في تعزيز مبدأ العيش المشترك، وترسيخ علاقات الثقة المتبادلة بين كل المكونات، وتعزيز الأخوة الإنسانية التي تسهم في مواجهة خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا".
ولفتت إلى أن "زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية للعراق تمثل بادرة خير تبعث الأمل في نفوس المسيحيين في العراق والمنطقة العربية، وتعزز الثقة لديهم بالتشبث والبقاء في أرضهم ومناطقهم ودولتهم وأراضيهم، والحيلولة دون رحيلهم الى خارج مواطنهم الأصلية، لأن المسيحيين جزء أصيل من مكونات المجتمع العراقي، ويشكلون عاملا حيويا في نسيج مجتمعه المتنوع. وإلى جانب هويتهم المسيحية، لهم خصوصيتهم الإثنية والقومية".
وقالت: "نتطلع إلى أن تعزز هذه الزيارة ثقافة الحوار والعيش المشترك وبناء التماسك الاجتماعي في العراق والمنطقة، انطلاقا من أسس المواطنة المشتركة".
وثمنت "كل اللقاءات والزيارات التي سيعقدها البابا فرنسيس في كل من بغداد وأربيل ومناطق أخرى من العراق"، وقالت: "نتطلع أن تسهم المحادثات مع القيادات الدينية المتنوعة وصانعي السياسات في مزيد من دعم الاستقرار وبناء التماسك الاجتماعي بين مختلف الأطياف الدينية والقومية والإثنية في العراق".
وختمت: "نتطلع أن تعزز هذه الزيارة وتدعم جهود صناع السلام ومراكز الحوار والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية والمختصين في الحوار بين أتباع الأديان والعاملين في برامج الحوار بين أتباع الأديان".