"التدخين ضار، إنه إدمان": بهذا التصريح، استهل منتدى "Open Science" الذي أقيم بعد منتصف شباط الماضي، والذي تضمن عدة جلسات حوارية افتراضية، بدأت بجلسة عنوانها: "كيف يمكن للمنتجات البديلة للسجائر التقليدية أن تساهم في نتائج إيجابية على الصحة العامة؟" والتي ألقاها كبير المستشارين العلميين العالميين، والمستشار العلمي في شركة فيليب موريس إنترناشيونال على مدى السنوات الخمس الماضية، الدكتور ميكائيل فرانزون، الذي عمل سابقاً في صناعة الأدوية لمدة 25 عاماً.
وفي إطار الجلسة، شدد على اقتناعه بأن المنتجات البديلة للسجائر التقليدية يمكن أن تساهم إيجاباً في الحد من الأضرار الصحية، الأمر الذي كان السبب الأساسي لانضمامه لفريق عمل شركة فيليب موريس.
وتطرق فرانزون لسرد المخاطر الصحية للتدخين التقليدي، والتي تلخصت في مكونين اثنين هما النيكوتين والقطران، مقدماً نظرة فاحصة على كيفية ارتباطهما بالمخاطر؛ فالنيكوتين يسبب الإدمان ولا يخلو من المخاطر، ولكن تتفق السلطات والجهات الرائدة المعنية، بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) والكلية الملكية البريطانية للأطباء، على أن النيكوتين، وعلى الرغم من كونه يؤدي إلى الإدمان، إلا أنه ليس السبب الرئيس للأمراض المرتبطة بالتدخين. أمّا القطران فهو ببساطة الوزن الإجمالي للمخلفات الصلبة والسائلة في دخان السجائر بعد طرح وزن النيكوتين والماء، التي يسميها العلماء مادة الجسيمات الجافة الخالية من النيكوتين (NFDPM)، والتي لا تأخذ (أي القطران) في الاعتبار ما هو موجود في البقايا ولا تشير لعدد المواد الكيميائية الضارة التي هي في الواقع جزء منها.
وأوضح فرانزون أنه عند حرق التبغ، تحدث تفاعلات فيزيائية وكيميائية تؤدي إلى انبعاث أكثر من 6 آلاف مادة كيميائية ضارة، يرتبط حوالي 100 منها بأمراض ذات علاقة بالتدخين، وهي التي يتم استنشاقها عند ممارسة عادة التدخين من السيجارة. وكلما زاد معدل التدخين، فإن التعرض لهذه المواد الكيميائية يزيد، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الآليات البيولوجية، وبالتالي حدوث تغيرات على مستوى الخلايا والأنسجة.
واختتم فرانزون جلسته مؤكداً بأن الصحة العامة تتأثر سلباً بزيادة أعداد الأشخاص المدخنين الذين يصابون بأمراض مرتبطة بالتدخين. ونظراً لأن السجائر التقليدية لا يزال يتم إنتاجها وبيعها واستهلاكها بشكل قانوني، فبرأيه، فإن المنهجية الأكفأ لتحسين الصحة العامة تكمن في تقليل عدد الأشخاص الذين يستهلكون هذه السجائر، وهو الأمر يعد هو محور تركيز معظم الاستراتيجيات الحالية لمكافحة التدخين من خلال تشجيع المدخنين الحاليين على الإقلاع عن التدخين، وحث غير المدخنين على عدم الانخراط في هذه العادة من الأساس. وفيما يتعلق بالتشجيع على الإقلاع عن التدخين من أجل تقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين، فإنه ينصح بالتحول لاستخدام بدائل معدلة المخاطر من تلك التي تقصي الحرق وتعمل على تسخين التبغ، ومن المحتمل أن تكون أقل ضرراً، من شأنها تحسين الصحة الفردية والعامة، نظراً لتقليصها لحجم انبعاثات المواد السامة مقارنة مع المنتجات التقليدية.
وشدّد فرانزون على أهمية التغلب على تحديين أساسيين، يتمثل الأول في الحد من مخاطر المنتج البديل، والذي يشكل التحدي التكنولوجي، من خلال تطوير منتجات تقلل من التعرض للمكونات الضارة أو التي من المحتمل أن تكون ضارة، وبالتالي توفير إمكانية تقليل المخاطر والأضرار. أما التحدي الثاني، فيتمثل بنسبة تحوّل المدخنين لاستخدام منتجات بديلة للتبغ، والذي يشكل بدوره تحدياً سلوكياً يرتبط بمدى قبول المنتج البديل، فكلما زاد عدد المدخنين الذين تحولوا، زادت الفائدة وانعكست على الصحة العامة، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية تقليل الاستخدام غير المقصود لدى غير المدخنين، والمدخنين السابقين، والشباب.
ومن جانبه، أوضح رئيس الرؤى العالمية للبحوث السلوكية، والذي يقود عملية تطوير وتنفيذ الدراسات البحثية للمستهلكين في شركة فيليب موريس حول المنتجات الخالية من الدخان، ستيف روليت، خلال جلسته التي كانت تحت عنوان "قبول المنتج واستخدامه" بأنه وبأقل من 6 سنوات منذ طرح منتج الشركة في السوق، تم استخدام المنتجات القائمة على نظام تسخين التبغ من قبل أكثر من 17 مليون شخص بالغ في نهاية عام 2020، في الوقت الذي توقف أكثر من 70% منهم عن التدخين التقليدي وتحولوا إلى المنتجات البديلة القائمة على نظام تسخين التبغ.
وأنهى روليت جلسته، مؤكداً الدور المهم الذي تلعبه المنتجات البديلة القائمة على تسخين التبغ في إقلاع المدخنين البالغين من تدخين السجائر التقليدية والتحول لاستخدام المنتجات البديلة للسجائر التقليدية، كما بيّن بأن نسبة غير المدخنين الذين يستخدمون المنتجات البديلة القائمة على تسخين التبغ منخفضة جداً.
ومن جهتها قدمت أندريا كوستانتيني، طبيبة متخصصة في علم العقاقير الإكلينيكي تعمل في شركة فيليب موريس إنترناشيونال كرئيسة المشاركة العلمية لأمريكا اللاتينية ومنطقة كندا، نظرة عن كثب عن أهمية إقصاء الاحتراق في المنتجات البديلة للسجائر التقليدية، مبينة كيفية حدوث عملية الاحتراق من خلال الجمع بين العناصر الثلاثة الرئيسة: الوقود والحرارة والأكسجين. عند إزالة عنصر واحد، لا يمكن أن يحدث الاحتراق، وبوضعه في سياق السجائر، وعلى وجه التحديد احتراق السجائر، فإن التبغ هو الوقود فمن خلال دمجها مع الأكسجين وإشعال السيجارة، فإنها تولد الطاقة والدخان والرماد.
وقدمت كوستانتيني لمحة تفصيلية على ما يحدث في السيجارة المشتعلة؛ يشتعل التبغ عند درجات حرارة تزيد على 400 درجة مئوية، وتصل إلى درجات حرارة أعلى من 800 درجة مئوية أثناء النفث، حيث يتم إحضار الأكسجين لتغذية النار أثناء الاستنشاق. أما عند تسخين التبغ في نظام تسخين التبغ، تكون درجة الحرارة القصوى التي يصل إليها التبغ أقل من 350 درجة مئوية، وتنخفض درجة حرارته مع كل عملية نفث، على عكس ما يحدث في السجائر، حيث يتم سحب الهواء البارد النقي بنظام تسخين التبغ. وبمجرد إيقاف تشغيل نظام التسخين، تنخفض درجة حرارة التبغ على الفور نظراً لعدم وجود مصدر تسخين. وأخيراً، تمّ تقييم أداء نظام التسخين الموجود في منتج IQOS، والقائم على تسخين التبغ بدلاً عن حرقه، في أجواء مختلفة مع وبدون أكسجين، ووجد أن تكوين الهباء الجوي المتولد عند تشغيل نظام التسخين الموجود في IQOS في جو بدون أكسجين مشابه جداً لتلك التي يتم تكوينها مع وجود أكسجين، ما يدل على أن الاحتراق لا يحدث في نظام تسخين التبغ.
هذا وقام العديد من الخبراء المعترف بهم دولياً بفحص البيانات التي تمّ توصل إليها وأكدوا عدم وجود احتراق في نظام تسخين التبغ في IQOS، المحتوي على النيكوتين لكن بنسبة أقل بكثير من النسبة التي تحتويها السجائر التقليدية، ما يعني غياب القطران الناتج عن الاحتراق، ومستويات أقل بكثير من أول أكسيد الكربون. وتشير مجمل الأدلة المتاحة اليوم بقوة إلى أن التحول إلى نظام التبغ المسخن، على الرغم من أنه ليس خالياً تماماً من المخاطر، فإنه يعد بديلاً أفضل بكثير من الاستمرار في تدخين السجائر التقليدية بالنسبة للمدخنين البالغين الذين لولا توفر المنتجات البديلة كانوا سيواصلون التدخين، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الصحة العامة.