* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"
استقال الرئيس سعد الحريري... فماذا بعد؟
رئيس الجمهورية قد يقبل غدا الإستقالة وستجري مشاورات فهل سيعاد تكليف الرئيس الحريري تأليف حكومة جديدة؟
أم يبقى البلد في ظل حكومة تصريف أعمال، أم سيتم تجاوز المحظور وولوج لعبة الكسر في تكليف شخص من قوى الثامن من آذار وتأليف حكومة من اللون نفسه؟
ماذا عن الإستقرار الأمني وماذا عن دور الجيش؟
وماذا عن الوضعين المالي والإقتصادي وسط كلام على تراجع قيمة السندات رغم إقفال المصارف؟
السؤال الكبير هو من يلجم أسعار المواد الغذائية والسلع؟
أكثر من ذلك ينبغي القول : حمى الله لبنان.
أما لماذا استقال الرئيس الحريري فهو يعطي الأسباب.
الرئيس الحريري توجه الى القصر الجمهوري وسلم الرئيس عون كتاب استقالته
من بيت الوسط رئيس الحكومة سعد الحريري أعلن استقالة الحكومة تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين والتزاما بتأمين شبكة أمان تحمي البلد.
==================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"
هل ستولد إستقالة الحريري صدمة إيجابية وفق ما تضمن كتاب إسقالته إلى رئيس الجمهورية أم أنها ستشكل عناصر تعقيد تضاف إلى المشهد المعقد أصلا؟
اللافت لم يكن فعل الإستقالة فحسب بل رد فعل أنصار الحريري الذين عمدوا إلى قطع الطرقات إحتجاجا على إستقالته، الامر الذي دفع تيار المستقبل بتوجيه من رئيس الحكومة المستقيل إلى التمني على جميع المناصرين الإمتناع عن أي تحرك إعتراضي في الشارع والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لتسهيل تنقل المواطنين.
هذا في وقت إعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري للـNBN أن ما يجري يتطلب تهدئة فورية وحوارا بين المكونات اللبنانية وما يحصل ليس موضوعا طائفيا وهو غير مذهبي بالمطلق.
هذا الموقف لم يكن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بعيدا عنه عندما دعا للهدوء والحوار.
وفي اليوم الثالث عشر... انفجر غضب تراكم وكبر ككرة ثلج حتى وصلت الأمور غلى ما وصلت إليه في ظل مضي قطاع الطرق في ثورتهم ضد اللبنانيين والاستمرار في إهانة الناس وابتزازهم على الطرقات ومنعهم من الوصول إلى أعمالهم ومنازلهم.
أوتستراد الجنوب في الأولي ومفرق برجا والناعمة حاله حال اتوسترادات البقاع والشمال جسر الرينغ والشفروليه وجل الديب، باتت مرتعا ومراكز للعابثين والزعران والفوضويين.
تعيش الثورة ثورة اندس فيها الانتهازيون واللصوص والزعران وباتوا ملهميها وقادتها ومحركيها.
وتعيش الثورة التي تستغل أوجاع الناس ومعاناتهم ثورة أوصلتنا إلى حافة الانهيار المالي فأشغال الناس معطلة والطلاب في الشوارع والمصارف مقفلة والناس تعاني وتكابد وتسأل من المعني؟.
تعيش الثورة التي ترفع شعار اسقاط الدولة كلها وتترجم شعاراتها بالسب والشتم والتحريض والتشهير بالكرامات.
======================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"
"لا ما خلصت الحكاية".
كثيرون يذكرون هذه الأغنية الشهيرة، التي طبعت الأيام الأولى للانتفاضة الشعبية التي تلت استشهاد الرئيس رفيق الحريري عام 2005.
واليوم أيضا، "لا ما خلصت الحكاية".
فاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ليست النهاية، ولعلها قد تكون بداية مرحلة جديدة، طالما الميثاق مكرس بروحه، والدستور محترم بآلياته...
تلك كانت النظرة الإيجابية لما جرى. أما النظرة الواقعية، فقد تفضي إلى اعتبار أن خطوة الحريري أتت لترمي البلد في المجهول في ظل وضع اقتصادي ومالي صعب جدا، لا يحتمل فراغا حكوميا وبحثا قد يطول في التأليف، خصوصا أن الاتفاق كان ممكنا على حكومة جديدة قبل الاستقالة... هذا مع الاشارة الى ان معلومات الـ OTV تؤكد أن التيار الوطني الحر، وعلى عكس ما يشارع، أبدى الاستعداد للبحث في كل الأمور، من دون إغلاق الباب على أي موضوع، كما يحاول البعض الإيحاء...
من الطرافة بمكان، أن يتلو فؤاد السنيورة بيان الانتصار على الحريري في ثورة الأيام الاخيرة على الفساد. هكذا علق أحد الظرفاء على مشهد ما بعد الاستقالة.
أما أحد الوزراء المعنيين مباشرة بتطورات الايام الاخيرة، فرأى عبر الـ OTV ان الانقلاب على العهد قائم بأشكال مختلفة، مؤكدا ان الأدوات الخارجية والداخلية ظاهرة، ومشددا على العمل لإفشال المخطط، قائلا: نريد للحراك ان يستمر ليساعدنا بالمحاسبة، وليس لمساعدة المرتكبين على الإفلات منها، بأخذ البلد إلى المجهول.
وتابع الوزير عينه قائلا: الاهم الآن، منع الانجراف نحو الأسوأ، وتلبية طلبات الناس في محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وهذا ما يجب ان يكون الاساس في تأليف الحكومة الجديدة، بمعاييرها الوطنية والميثاقية وعدم الإتيان بالفاسدين اليها، رئيسا وأعضاء.
وفي ردود الفعل الأولية، رئيس مجلس النواب يدعو إلى التهدئة والحوار بين المكونات، وووليد جنبلاط يشدد في اتصال مع الـ OTV على الحوار، وسمير جعجع يؤكد مطلب حكومة التكنوقراط.
اما في الشارع، فتفاوت بين مطالب بوقع التحركات، ومتمسك باستمرارها، لكن المطلوب في كل الحالات فتح الطرق اعتبارا من صباح الغد، قطعا لدابر الفتنة التي أطلت برأسها من وسط بيروت اليوم، وتسييرا لشؤون الناس الحياتية، التي لم تعد تحتمل عرقلة الحواجز، ووقاحة طلب الهويات، وقرف الاحتجاز ساعات وساعات جراء زحمة السير.
وفي كل الأحوال، أيها اللبنانيون: "لا ما خلصت الحكاية"... ورح نبقى سوا.
=====================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"
هل هو الوصول الى طريق مسدود، ام انه رمي البلاد في المجهول؟ وهل هي الاستجابة للمطالب الشعبية، ام انه الهروب من المسؤولية؟
استقال رئيس الحكومة سعد الحريري بعد ثلاثة عشر يوما من التظاهرات لاحداث صدمة ايجابية كما قال، فصدم مناصريه الذين زادوا عدد الشوارع المقطعة اصلا. فمن يوصل البلد وشوارعه السياسية والشعبية؟ واي خيارات مطروحة؟.
رئيس الجمهورية لم يجب على رسالة الاستقالة الى الآن، ورئيس مجلس النواب اعتبر ان ما يجري ليس موضوعا طائفيا، ويتطلب تهدئة فورية وحوارا بين المكونات، فيما اعتبر نائبه ايلي الفرزلي ان استقالة الحريري قد تكون مدخلا لحل الازمة..
ولانها ازمة تنمو سريعا وتتكشف جذورها ومراميها، فان الرامي في قلب الوطن فوضى سياسية او شعبية هو واهم.
فالبلاد فيها دستور وانتظام مؤسسات، ورئيس للجمهورية هو رأس السلطة التنفيذية والقائد الاعلى للقوات المسلحة.
اما من يتسلح بالشارع لاذلال الناس ممن تظاهروا بالوقوف الى جانب المتظاهرين لغاياتهم المعروفة، وتولوا او اوكلوا لآخرين قطع الطرقات، فلم يحتملهم الفقراء الحقيقيون المرميون بعيدا عن فوعة الاعلام والشاشات، فخرجوا اليوم يحملون اوجاعهم بوجه قطاع الطرق، متحدثين عن مصالحهم المعطلة وهم المياومون الكادحون المنهوبون من السلطة وفاسديها، لا كقطاع الطرق الذين اما هم تابعون سياسيون، او ابناء الرفاه الاجتماعي المدفوعون كواجهات لمهمات خبيثة..
ما جرى على جسر الرينغ في بيروت صرخة وجع حقيقية ممن يعانون كما السالكين طريق الناعمة وخلدة وضهر البيدر وغيرها.. فهل من يتحمل المسؤولية لا سيما القوى الامنية التي طمأنت اليوم ان لديها رصاصا مطاطيا وقنابل مسيلة للدموع، ام ان هناك من يريد ان يضع اللبنانيين ، وجها لوجه؟
=================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"
من إقالة على أبواب البيت الأبيض إلى استقالة جبرية مخطوفة في الرياض، واليوم يغادر سعد الحريري الحكومة بإرادة الشعب الأقوى من كل المعادلات الإقليمية والدولية، وضع الحريري ورقة الاستقالة في عهدة رئيس الجمهورية الذي ما عليه قانونا سوى قبولها، لكنه استمهل الإجراءات المرافقة وإصدار المراسيم الى حين فتح الطرقات.
استقال الحريري لكن لا غنى عن سعد، وإذا ما دعا رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة إلى استشارات نيابية ملزمة فإن المستقيل سيعاد تكليفه وبرضى الأطراف المؤسسة للحكومات، لأن أي طرف لن يكون مستعدا لتحمل تعبات إخراجه من السرايا، وسيتراءى لحزب الله وحركة أمل وبقية المكونات مشهد اصطف فيه رؤساء الحكومات السابقون: نجيب ميقاتي تمام سلام وفؤاد السنيورة، معلنين بيانا مشتركا يثني على الخيار ويقول شكلا: نحن هنا.
وفيما قدم الحريري ما سماه الصدمة كان التيار الوطني أكثر المصدومين لكون الاستقالة لم تنسق مسبقا مع الوزير جبران باسيل، في وقت رأى فيه وزير الدفاع الياس بوصعب أن الاستقالة خطأ وخطوة في المجهول في هذا الظرف الدقيق، وهي استقالة بررها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لأن الحريري كان قد وصل إلى أفق مسدود لكن جنبلاط قال إن إسقاط السلطة أمر مستحيل وإن التفكير في عزل حزب الله غباء.
وخطوة الحريري على جبهة القوات كانت أمرا مرحبا به، حيث رسم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المرحلة التالية وحددها بتأليف حكومة جديدة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة الكف والاستقامة والنجاح، والأهم أن يكونوا اختصاصيين مستقلين تماما عن القوى السياسية، أعطى جعجع مواصفات وتمهل رئيس الجمهورية وصمت حزب الله وصدم التيار وفتح الحريري ديوانية لاستقبال الداعمين وفي طليعتهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، غير أن الحصانة الأفعل لسعد الحريري هي الناس الذين استقال تلبية لصوتهم وسيعود بصوتهم إذا ما تحصن بهم، فبقاء الشعب في الشارع سيشكل ذريعة للحريري للضغط على السياسيين والإتيان بحكومة الأوادم أصحاب الكف النظيفة.
هذه المقادير السياسية لن تنطبق على وزراء رفضهم الشعب وتظاهر ضدهم فـ"بأي عين" سيعود الحريري لطرح اسمين متفجرين، هما محمد شقير وجمال الجراح؟ وهل من مقامر في تسمية جبران باسيل؟ وإذا طار باسيل ماذا عن وزير المال علي حسن خليل أو الأشغال يوسف فنيانوس؟ فلم يعد لرئيس السلطة الحاكمة أن يستمر في قهر الناس وتسمية شخصيات عليها مئة ألف علامة استفهام مع علامة تعجب هي حكومة نظيفة وأيضا محتم عليها أن تكون سريعة إلا إذا واجهها تنكيل من النظام نفسه كحال غزوات اليوم من الرينغ الى ساحة الشهداء، حيث لم يتردد مناصرو أمل وحزب الله في ضرب تظاهر سلمي بصمت مبارك من المرجعيات الحزبية المختصة، تنكيل وهجوم وتكسير وإزالة خيم وفوضى وجرحى وتفلت على مرأى القوى الأمنية ثلاثة عشر يوما من التظاهر السلمي خربته في ساعات مجموعات تناصر أمل وحزب الله، وذلك على صورة وصفتها وكالة رويترز العالمية بالغوغائية، وبعد ذلك يخرج الرئيس نبيه بري ليتلو تعويذة التهدئة والحوار بين المكونات اللبنانية، فيما مؤيدوه يمارسون كل انواع العنف ويفرغون غضبهم من "فج وغميق" على متظاهرين لا يملكون سوى صوت وخيمة.
==================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"
استقال الرئيس سعد الحريري... بعد ثلاثة عشر يوما على "لبنان_ينتفض"، سقطت حكومة الرئيس الحريري ... جاء سقوطها بعد عشرة أشهر على تشكيلها، وهي الحكومة الثانية في العهد، على رغم أن رئيس الجمهورية كان سماها حكومة العهد الأولى، لأنها انبثقت بعد الانتخابات النيابية وأطلق عليها رئيسها حكومة "إلى العمل" ... لكنها سقطت قبل ان تنجز العمل، ومن أبرز ما كان مطلوبا منها: مفاعيل مقررات "سيدر" ...
لكن في مساء 17 آب حصل ما لم يكن في الحسبان: بدأ الإعتصام في رياض الصلح وتمدد تباعا إلى وسط بيروت وجل الديب والذوق وغزير، وصولا إلى طرابلس وصعودا إلى البقاع وجنوبا إلى صيدا وصور والنبطيه ...
استشعر الحريري بهول ما يحدث، قدم ورقة إصلاحية وأعطى لنفسه إثنتين وسبعين ساعة ليأخذ موافقة جميع الأطراف للمباشرة بالتنفيذ ... حاز موافقة الجميع لكن الشارع لم يتفاعل إيجابا ... كانت الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية الخميس الفائت والتي دعا فيها إلى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي وفق الآليات الدستورية ... دعوة الرئيس عون قوبلت بترحيب فوري من الرئيس الحريري ... في اليوم التالي ألقى السيد حسن نصرالله كلمة أعلن فيها لاءاته الثلاث :
لا نقبل بتقصير الولاية الرئاسية ... لا نوافق على استقالة الحكومة ... لا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة ...
بدأ وضع السيناريوهات: السيناريو الأول استقالة ثمانية وزراء يضافون إلى وزراء القوات الاربعة ... سقط هذا السيناريو لأن الوزير جبران باسيل رفض الإستقالة ما لم يخرج والرئيس الحريري معا من الحكومة ...
طرح السيناريو الثاني الذي تمثل بحكومة تكنوقراط ... فجاء رد باسيل ان حكومة التكنوقراط تكون كذلك بمن فيها رئيسها ... استشعر الرئيس الحريري بأن هناك محاولات لوضع العصي في دواليب المخرج ... أمس الإثنين اتخذ قرار الإستقالة ... اليوم استقبل اللواء عباس ابراهيم وطلب اليه إبلاغ قيادة حزب الله بقرار الإستقالة ... رفض الحزب القرار وحمل اللواء ابراهيم رسالة الرفض ... لكن لاحقا لين موقفه وأبلغ إليه أنه قد يوافق على إعادة تسميته لرئاسة الحكومة ... ايضا صباحا اتصل بالرئيس نبيه بري وأبلغ إليه قراره... رئيس المجلس رأى ان الإستقالة تدخل البلاد في المصير المجهول ... أعد كتاب الإستقالة ... وعند الرابعة تم استدعاء الإعلاميين إلى بيت الوسط وتلا كتاب الإستقالة وتوجه الى قصر بعبدا حاملا الاستقالة وسلّمها الى رئيس الجمهورية وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح ...
اللافت في البيان الذي صدر عن القصر الجمهوري انه لم يتضمن الطلب بتصريف الأعمال الى حين تأليف حكومة جديدة ...
السؤال هنا: هل تحمل استشارات التكليف، عندما تحصل، الرئيس الحريري مجددا إلى ان يشكل حكومة جديدة؟ في حال لم يكن هو الرئيس المكلف، فمن يكون؟ وتاليا ما هو مصير التسوية الرئاسية التي حملته إلى السرايا الحكومية؟
واستطرادا، ما هو مصير الضلع الثاني في التسوية الرئاسية الوزير جبران باسيل في حال جاءت الحكومة من التكنوقراط؟
في الذكرى الثالثة لانتخاب الرئيس عون، التي تصادف بعد غد، هل يمكن القول إن التسوية الرئاسية خدمت ثلاث سنوات؟ ماذا عن السنوات الثلاث المتبقية؟ ما هي التسوية المقبلة؟ والاهم من كل ذلك، ما هو مصير الوضع المالي والنقدي الذي بات مرتبطا بالاستقرار واستعادة الثقة وتطبيق مقررات سيدر؟
في المحصلة ما بعد 17 تشرين الاول غير ما قبله، وإذا كان ما قبله قد أصبح معلوما، فمتى سيكون معلوما ما بعده؟
وكذلك ما هو وضع الطرقات بعد استقالة الحريري؟ هل يكون اليوم الرابع عشر هو يوم فتح الطرقات؟
=================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"
أثبت الشعب اللبناني أنه لم يجمع مرة على أمر إلا وانتصر، فبعد ضغط متصاعد تمكنت الانتفاضة المثخنة ظلما وقهرا وحرمانا أن تحول هذه العوامل الى قوة دافعة للتغيير، لم تستخدم الحقد ولا التخريب وسيلة للتغيير ، بل تحركت ضمن ما تقول به كتب الديموقراطية.
وما أعطى حركتها هذا البعد الناصع هو ما سبق استقالة الرئيس الحريري من أعمال عنف وحشية حولت ساحتي الشهداء ورياض الصلح، برمزيتهما المغمسة بالشهادة، الى ساحتي غزو ونهب وشتيمة، الأخطر فيها أنها كانت مبرمجة ومليئة بالرسائل الخطرة غير المشفرة.
والمقارنة بين الحركتين إذا جازت المقارنة، أن الحركة الحضارية التي دامت ثلاثة عشر يوما عززت اللحمة بين الناس وغسلت جباههم من دنس الطائفية وأمنت نصرا نظيفا للنموذج اللبناني. فيما الحركة الثانية التي دامت دقائق معدودة عادت بالمهانة على منفذيها ورعاتها وانحسرت لا أسف عليها.
الى أين من هنا؟ الجواب عن هذا السؤال يفترض أسئلة كثيرة: أولا، هل يبقى الحراك في الشارع أم ينسحب الى الساحات مبقيا الطبقة الحاكمة تحت ضغط معنوي ومادي تؤلف في ظله الحكومة المنشودة، أي حكومة اختصاصيين مستقلة؟. ثانيا، الى المعتصمين، كما فاجأتم أنفسكم واللبنانيين بانتفاضتكم المجيدة، هل ستفاجئون اللبنانيين بلائحة قيادات تشكل منها الحكومة مزودين ببرنامج حكم عصري؟. ثالثا، الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وحلفائهما: هل ستشكلون الحكومة التي طالب بها ملايين اللبنانيين،أم ستؤلفون حكومة كيدية لا تأخذ بما يحلم به الشعب الواعي، فتعتمد نموذج الخط الواحد وتلغي التنوع وتدخل لبنان في متاهات خطيرة ليس أقلها إيلاما فصله عن الأسرتين العربية والدولية وإغراقه في أزمة اقتصادية مالية بعد تجريده من ديموقراطيته ؟. كل هذا تحت عنوان خادع: فلتحكم الأكثرية ولتعارض المعارضة.
أخيرا، تحية الى سعد الحريري، لا لم تهزم، لقد خرجت من الحكم كبيرا منتصرا لإرثك التاريخي ولاقتناعك الراسخ بالديموقراطية وحرصك على المؤسسات والسلم الأهلي.