التبويبات الأساسية

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

انفرجت أزمة البنزين والمازوت، والتوزيع عاد منذ منتصف ليل الجمعة- السبت، فيما أزمة الدولار ينتظر مقاربتها إيجابا، بعد صدور التعميم المرتقب من مصرف لبنان أول الأسبوع، ضمن ترجمة ما تم التداول به في اجتماع قصر بعبدا أمس.

وأما في الإطار الأوسع لمعالجة الوضع وخرق الأزمة، فإن المطلوب، بحسب مواقف مجمل الأفرقاء، هو تأليف حكومة أولا، وإن كان لكل فريق رأي في نوعها وفي الشخص الذي يسمى للتأليف.

حتى الآن، لا استشارات وإن كانت مرتقبة افتراضيا في بحر الأسبوع المقبل. وحتى هذه الساعة لا من حكومة "ولا من يحزنون"، أو عفوا هناك على الأقل تسعون في المئة من اللبنانيين "يحزنون"، وكذلك هم موجوعون حياتيا ومعيشيا، واستطرادا من حيث الكرامة: وطنيا.

في الموازاة، نقل عن أوساط رئاسية فرنسية، أن باريس تسعى إلى عقد مؤتمر لمجموعة الدعم الدولية للبنان قبل حلول النصف الأول من كانون الأول- الشهر المقبل، من أجل حض السلطات اللبنانية على الإسراع في تأليف حكومة جديدة وفق المعايير الدولية وأبرزها: أن تكون حكومة اختصاصيين أكفاء، وان يشارك فيها الحراك الشعبي، وأن تلتزم الاصلاحات ومحاربة الفساد، مع الاشارة إلى توفير الدعم والمساعدات المالية التي يحتاجها لبنان بإلحاح.

أوساط أخرى محلية، وفي ما يشبه الحذر النسبي، اعتبرت أن أفكارا أميركية تظلل حركة المبادرة الفرنسية- الأوروبية.

في الغضون، لمحت أوساط مراقبة إلى بعض التشابه بين الأوضاع اللبنانية وما يحصل في العراق. وبلغت حدَّ الغمز من باب اشتداد المنازلة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران التي خسرت إحدى النقاط على الساحة العراقية، بحسب المراقبين الذين أشاروا إلى استقالة عادل عبد المهدي.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مشهد الغضبة الشعبية التي أججها إضراب محطات المحروقات بالأمس، غاب عن الشوارع اليوم، لكن "فوبيا" البنزين ظلت تعبث بالمواطنين، وعبرت عن نفسها في الطوابير المتراصفة أمام المحطات منذ الاعلان عن تعليق الإضراب. وربما كان هؤلاء الخائفون على حق، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

وهم على حق أيضا في قلقهم على ليرتهم، التي تبدو فريسة لجشع الدولار الذي لم يستقر اليوم على بر، فتذبذب سعره بين ألفين وألفين وخمسين ليرة صباحا، ليهوي بعيد الظهر الى ألف وثمانمئة ليرة. فهل تنجح الإجراءات والتدابير التي تمخض عنها اجتماع بعبدا المالي الثاني، في لجم هيجان الدولار؟.

على أي حال، أظهرت المعلومات المتوفرة غداة الاجتماع، أن المشاركين فيه أكدوا على زيادة رأسمال المصارف بمعدل ملياري دولار هذه السنة والسنة المقبلة. ومن القرارات أيضا، خفض معدلات الفوائد الدائنة والمدينة بما يوازي خمسين بالمئة، وهو الأمر الذي يعكف مصرف لبنان على وضع آلية له.

في موازاة هذا المسار المالي والاقتصادي، ثمة غياب لملامح أي اختراق جدي في الملف الحكومي، في حمأة بورصة التوقعات صعودا في بعض الأحيان، وهبوطا في أحيان أخرى. وعليه لا حسم لموعد الاستشارات النيابية الملزمة.

في المقابل، حسم أهلي للمصالحة والوئام بين اللبنانيين، انعكس في وقفة محبة لأمهات الخندق- التباريس انطلاقا من جسر الرينغ. هناك علت صيحات نبذ الطائفية والعودة للماضي الأسود، والتمسك بالسلم الأهلي. وصدحت الحناجر بصوت عال: "واحد واحد واحد... الشعب اللبناني واحد".

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

رموا ورقة البنزين لتسعير الحريق، فأحرقوا أصابعهم، وأطفئت نيرانهم أو تكاد، بحكمة بعض المحطات وشركاتها، ووزيرة الطاقة ندى البستاني التي تمضي بمشروعها متحملة مسؤولية تنظيم ما أمكن من قطاع استيراد النفط عبر اشراك الدولة، والتأكيد أنه ما زال في حكومة تصريف الأعمال من يريد تحمل المسؤولية الوطنية، بعد أن استقال منها كثيرون.

سحبت ورقة البنزين من الشارع إلى حين، على أمل أن يبطل مفعول تأثيرها عبر المتحكمين بها في الاقتصاد والسياسة قريبا، بعد أن كادت أن تتحول ليل أمس من مصدر للطاقة والعجلة الاقتصادية إلى مصدر انفجار.

في العجلة السياسية ذات المؤشرات الحكومية، استقرار في المشاورات الباحثة عن حكومة فيها من القوة والمنعة ما يقدرها على الحد من الانهيار، كما رآها رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد.

وثابتة المشاورات التي لم تتغير إلى الآن، كما رأت مصادر متابعة، هي اسم سمير الخطيب الذي يكمل تواصله مع الأفرقاء السياسيين، فيما حسم النقاش طبيعة الحكومة كتكنو- سياسية، وبات في نوعية الأسماء السياسية المشاركة، كما أسماء الوزراء الاختصاصيين. نقاش يسير بالاتجاه الصحيح، ما لم يطرأ أي جديد عودنا عليه رئيس الحكومة المستقيل.

في العراق، قدم رئيس الحكومة عادل عبد المهدي استقالته رسميا إلى البرلمان، استجابة لدعوة المرجعية الدينية وحقنا للدماء، كما قال، داعيا البرلمان إلى قبولها والتحرك سريعا لتأليف حكومة جديدة، لأن البلاد لا تحتمل أي فراغ.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

آخر المعلومات الحكومية، حديث عن تمسك المعنيين برئيس حكومة بالتوافق مع الرئيس سعد الحريري، طالما يتمسك هو برفض تولي المسؤولية في هذه المرحلة. المعلومات عينها تشير إلى أن الاسم الصامد حتى الآن هو المهندس سمير الخطيب، الذي يقوم بمجموعة من الاتصالات والمشاورات ليعلن موقفه النهائي بعدها.

وفي حال أعلن الخطيب استعداده للسير بالمهمة من ضمن اتفاق شامل، وهو أمر مرجح وفق بعض المصادر، يبقى للأطراف أن تحدد مواقفها. وعلم في هذا الاطار أن الساعات الاربع والعشرين المقبلة قد تكون مفصلية، مع الاشارة إلى أن النقاش العام وصل حتى إلى موضوع الحقائب، ولاسيما السيادية منها، ليبقى القرار الفصل في موضوع التكليف للاستشارات النيابية الملزمة، وللمشاورات النيابية لاحقا في موضوع التأليف.

وفي غضون ذلك، توقفت أوساط سياسية عبر الـ OTV، عند الملاحظات الآتية:

أولا: تماما كما منذ اليوم الأول للأزمة، لا يزال رئيس الجمهورية في موقع المبادر، سواء إلى طرح الحلول، أو الدعوة إلى الحوار، أو عقد الاجتماعات المناسبة لمعالجة المشكلات المستجدة.

ثانيا: يسود انطباع لدى الرأي العام، بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال لا يعمل ولا يبادر ولا يعلن عن نواياه الحقيقية، فهو تغيب أمس عن اجتماع بعبدا المالي، تماما كما يغيب عن معالجة المشكلات الاقتصادية والمالية. أما في الموضوع الحكومي، فيبدو للرأي العام أن الحريري يطرح المعادلة التالية: إما أن أترأس الحكومة الجديدة على قاعدة إبعاد كل السياسيين عنها، بما يجعل مني المنتصر الوحيد سياسيا وشعبيا، ويجعل من السياسيين الآخرين مهزومين ومتهمين بنظر الناس، أو لا أشارك وأبقى خارجا على قاعدة: "تحملوا أنتم مسؤولية الانهيار ونحن نتفرج"، كما يحصل حاليا.

ثالثا: لا تزال الفرصة متاحة لمرشح توافقي لرئاسة الحكومة، لكن يبدو أن "التيار الوطني الحر" يقترب أكثر فأكثر من الساعة الصفر التي حددها لنفسه، فالمهلة لن تبقى مفتوحة أمام المعرقلين والمتهربين من تحمل المسؤولية، و"التيار" لن يكون شريكا ولا شاهد زور على تسريع الانهيار وسد أبواب الحل، والخيارات أمامه مفتوحة، تتابع الأوساط، لتختم بالقول: أكثر من أي وقت مضى، ثبت في الساعات الأخيرة أن شعار "كلن يعني كلن" هو اللامنطق بعينه. فوحدها وزيرة الطاقة مثلا، فضحت لعبة مستوردي المحروقات، بالاعلان عن اجراء مناقصة استيراد لحساب الدولة، تماما كما عرت الشائعات عن زيارتها لسوريا.

تبقى الاشارة إلى موضوعين أساسيين، محورهما حرية الاعلام. الموضوع الأول، اعتداء تعرضت له استوديوهات الـ OTV في المونتيفردي، وهو ما تضعه المحطة في عهدة الأجهزة الامنية والقضائية المعنية، لكشف الجناة ومنع التكرار.

أما الموضوع الثاني، فادعاء النائب السابق وليد جنبلاط على الزميلة جوزفين ديب والخبير الاقتصادي حسن مقلد، على خلفية الحديث عن محاولة تهريب ثلاثمئة مليون دولار إلى الخارج.

******************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يمكن اختصار واقع ما يجري منذ خمسة وأربعين يوما بحقيقتين: الأولى أن الأزمة التي دفعت الناس إلى الثورة لا تزال أسبابها قائمة، إذ أن أهل السلطة لا يزالون يعالجونها بوسائل وعقلية ما قبل الثورة، أي على قاعدة "شو بيطلعلك وشو بيطلعلي، وهذه الحقيبة مكرسة لهذه المرجعية ولهذه الطائفة، وهذه حقيبة مدهنة وهذه خدماتية دسمة وهذه سيادية". في اختصار، البحث يدور حول كل شيء إلا في صلب القضايا الاشكالية موضع غضب الناس، وإن لم يخرج من هذه الأنانيات إلى العلن إلا القليل بعد، خشية إغضاب الناس أكثر.

الحقيقة الثانية، أن ما يجري السعي إلى علاجه، وبالمسكنات، هي الملفات التي سبقت الانتفاضة وكانت أحد مسبباتها الرئيسة: انقطاع الدولار واشتعال السوق السوداء الموازية، شح الدولار لتأمين المواد الأساسية، الطبية والغذائية والمستلزمات والمواد الضرورية للصناعة. والانفجار الأخير تسبب به قطاع النفط، وأدى إلى "ميني" ثورة شعبية، إثر توقف محطات المحروقات عن توزيع البنزين بالتكافل مع مستوردي المادة، في رد على قرار وزيرة الطاقة الاستيراد المباشر، لكن الوزيرة البستاني لم تتراجع، وفض عروض الاستيراد سيتم الاثنين.

وبالنسبة إلى الاجتماع المالي الذي جرى أمس في بعبدا، فقد أكدت مصادر مطلعة شاركت في الاجتماع، أن أي قرارات تتعلق بتخفيض الفوائد وسقوف السيولة والتحويلات لم تتخذ، إنما اقتصر الأمر على مناقشة الأفكار المذكورة، ولم يتخذ بشأنها أي قرار، وهي ستكون موضع بحث بين حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف.

إذا، مرتا الرسمية لا تزال تهتم بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد: حكومة اختصاصيين حياديين تلبي طموحات الناس. في السياق، آخر أخبار مطابخ السلطة المولجة مبدئيا تأليف الحكومة، لا تزال هبة باردة وهبة أقل برودة، ففيما تسوق أروقة بعبدا والضاحية وعين التينة، أنباء توحي وكأن الخيار وقع ولو خجولا على سمير الخطيب لتكليفه مهمة تأليف الحكومة، معللة تفاؤلها بجملة اعتبارات دولية واقليمية مساعدة، وبالوضع الاقتصادي المعيشي الضاغط، وبقبول ضمني من الرئيس الحريري، وقد ضخ وزير "حزب الله" محمود قماطي جرعة إيجابية ترفع منسوب الأمل، علما بأن القماطي لم يخف تفضيل الحزب تسمية الرئيس الحريري، ولمح إلى ليونة في موقف الأخير لجهة إمكان قبوله بحكومة تكنو- سياسية.

أما المعني الأول بالقضية، الرئيس سعد الحريري، فلا يزال يتحصن بالكتمان، ويحيل سائليه عن رأيه بالتطورات المسوقة إلى موقفه الثابت: إما أن أدخل السراي على رأس حكومة تكنوقراط أم أنا خارج السباق. تزامنا، سرت معلومات قريبة من بعبدا، لم تستبعد تحديد موعد الاستشارات الملزمة مطلع الأسبوع.

في يوميات الثورة، صفعة جديدة سددتها أمهات خطوط التماس السابقة إلى مسوقي الفتنة، إذ التقين وتعانقن على جسر فؤاد شهاب- الرينغ، وأعدنه جسر وصل لا جسر فصل بين اللبنانيين.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لو كان هادي زبليط هذا الأسبوع في طرابلس، لكان جالسا في سيارته منتظرا أمام محطة محروقات سعيا لملء خزان سيارته، لكن هادي زبليط، ابن طرابلس، وهو في فرنسا، عين هذا الأسبوع أمينا عاما لتحالف "رينو" و"نيسان" و"ميتسوبيتشي"، بعد اجتماع أول من أمس الخميس، وهو أعلى منصب في هذا التحالف، وسبق أن تولاه كارلوس غصن.

هادي زبليط اللبناني- الفرنسي، ابن التسعة والأربعين عاما، لو كان في لبنان، هل كان "يصلح" ليكون وزير تكنوقراط في حكومة تكنوقراط، أو كان يتوجب عليه أن يجتاز "معمودية المباركة والموافقة" من هذا الزعيم او ذاك، ليدخل جنة الحكومة الجديدة؟.

ثورة 17 تشرين الأول قائمة ليصل إلى الحكم في لبنان أمثال هادي زبليط، وهم كثر، سواء في داخل لبنان وهم لا يأخذون فرصهم في الوصول، أو في خارج لبنان، وهم يأخذون فرصهم، إنما في الخارج، أما إذا فكروا في الوصول إلى المواقع القيادية في لبنان، فإن علمهم وشهاداتهم حيث يعملون، لا تكفي ليتأهلوا إلى المواقع القيادية. فهذه المواقع، في معظمها، محجوزة حتى إشعار آخر لأهل الولاء "لا لأهل الأداء".

وبعد، هل من يسأل لماذا انفجرت ثورة 17 تشرين. ثورة 17 تشرين يفترض ألا تهدأ إلا بعد أن يكون في امكان أمثال هادي زبليط تبوء مسؤوليات في لبنان.

هل هو "حلم ليلة خريف"؟، ربما. ولكن ما يجري منذ خمسة وأربعين يوما، يؤشر إلى أن تغييرا ما بدأ يشهده البلد، لكنه تغيير قاس ومؤلم لأنه يجري ببطء وتحت ضربات الدولار وصفيحة البنزين ولا مبالاة السلطة في إعادة تكوين نفسها. فالحكومة مستقيلة، وقد دخلت اليوم شهرها الثاني على الاستقالة، وليس في الأفق ما يشير إلى ان استشارات التكليف ستحدد قريبا، علما أن هذه الاستشارات كان يفترض أن تجري أول من أمس أو أمس، بعدما أصدر الرئيس الحريري مطلع الأسبوع بيانا أعلن فيه عزوفه عن التكليف فالتأليف.

لكن المشاورات التي عادة ما تسبق الاستشارات، لم تفض إلى خروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا وتحديد موعد استشارات التأليف، ما يعني أن الدخول في الشهر الثاني من دون تكليف، من شأنه أن يعيد الكرة إلى ملعب الرئيس المستقيل لتفعيل مرحلة تصريف الأعمال لحكومته، خصوصا أن الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية لم تعد تحتمل ترف الانتظار، بدليل الاجتماع الذي جرى في قصر بعبدا للاحاطة بالوضع المالي وإيجاد المعالجات الممكنة.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو السبت الأبيض الذي تعلوه نون النسوة مرة جديدة، وبجارتين ووردة كانت مناطق الأشرفية- التباريس- برج الغزال، تلتقي تظاهرات جاءت من الخندق الغميق، لتصبح الحرب تحت أقدام الأمهات. ورودهن، سلامهن وصرخاتهن، فرشت الدنيا لهن طريقا ستظل سالكة إلى شوارع لبنانية ترفض ترسيمها بالطائفية.. وهي رسالة إلى أولاد الأمهات اللواتي ربين أبناءهن على إزالة الحواجز وأن الجار قبل الدار.

وبعبور آمن في اليوم الخامس والأربعين، كانت الأشرفية تصافح سلام الخندق، وفردان تقود كرامة بيروت إلى رياض الصلح وساحة الشهداء، وتتوقف لإطلالة على محيط "بيت الوسط"، متوجهة إلى المصرف المركزي. وشعارات المتظاهرين حددت أهدافها بالإفراج عن الاستشارات النيابية وتأليف حكومة خبراء.

لكن سبت الناس الوردي، كان يواجه بأشواك سياسية، ويوم آخر من صقيع المبادرات والحلول، ولا يتعامل مع أزمة الشهر ونصف الشهر، إلا على قاعدة تثبيت زعامات. ولا تزال المعادلة قائمة ومحورها: إما جبران مقابل سعد وإما يخرج الاثنان معا. وهذا ما لمسته شخصيات شاركت أمس في اجتماع بعبدا المالي، وقالت مصادرها إن الاجتماع كان في إطار تفعيل العمل الحكومي لمرحلة تصريف الأعمال، وليس ضمن تأليف حكومة جديدة أو لوضع خطة انقاذية وإجراءات طارئة للحل.

وفي توصيف إحدى الشخصيات المشاركة في الاجتماع المالي، فإن ما اتخذ من إجراءات لا يتعدى حبة "بانادول" لمرض مزمن، فالمشكلة كبيرة ولا يمكن حلها بتدابير صغيرة. وفصلت المصادر أن المشكلة اليوم، هي أزمة سيولة، وستصبح غدا أزمة انتاج واستيراد وبطالة. وأن كل ذلك لن يتم حله إلا بحكومة تحمل صفة الصدقية في الداخل والخارج، غير أن هذه الصفات لا تزال مفقودة، ولم تسجل اليوم أي تحركات على المستوى الحكومي، فيما حافظ المهندس سمير الخطيب على صمود ما قبل التكليف، وسط أجواء عن عراقيل قد ترديه مرشحا متقاعدا، إذ ان العقد التي واجهت بهيج طبارة تعترض طريقه.

وما دام مفتي الجمهورية لم يظهر إلى الآن، لمباركة الرجل ومنحه سماحة التكليف، فسيبقى الخطيب سميرا ل"بيت الوسط"، يتأمل فيه الرئيس الحريري ويرى من خلفه المستقبل.

وإذا كان الحريري ينتظر سقوط المرشح تلو الآخر، فإن "حزب الله" أفرج اليوم عن سلسلة مواقف دفعة واحدة، للنواب رعد وفنيش وفضل الله والسيد هاشم صفي الدين. وبمجموع المواقف أن الظرف الآن لا يحتمل التفرد ولا العزل ولا الإنصات الى الإملاءات والشروط الخارجية. فيما ذهب صفي الدين إلى رفض بيع اللبنانيين أوهاما وأحلاما وخيالات، مطالبا الجميع بايجاد مخرج قبل أن نصل إلى حيث لا ينفع الندم.

ويؤكد الحزب بهذه اللاءات، أنه داخل أي معادلة حكومية جديدة، لاسيما باشارة فضل الله عن رفض العزل.

صورة editor14

editor14