التبويبات الأساسية

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اليوم الحادي عشر لأزمة الشارع، سجل أسئلة وأجوبة صريحة:

- الأول: أين اصبحت الاحتجاجات؟. الجواب على ذلك هو امتلاء الساحات بالمحتجين، الذين شكلوا أيضا سلسلة بشرية على طول الساحل اللبناني.

- الثاني: ما هي الخطوات التالية للاحتجاجات؟. الجواب على ذلك أعطاه المحتجون وكوادرهم، بالاستمرار أكثر في الاحتجاجات وصولا إلى العصيان المدني.

- الثالث: هل من حلول مرتقبة وفق المشاورات الجارية؟. الجواب أتى من أوساط مراجع مسؤولة، بأن هناك تغييرا للحكومة أو تعديلا وزاريا في اليومين المقبلين.

- الرابع: هل يكتفي المحتجون بتغيير الحكومة وما هي مطالبهم؟. الجواب أتى على لسان أكثر من مسؤول في الحراك، بأن هناك جلسات حوارية تتم في خيم منتشرة في الساحات، وتتماهى مع بعضها البعض، ووصلت إلى مطلب موحد وهو إستقالة الحكومة وتشكيل حكومة خبراء غير حزيين، يعطيها البرلمان الثقة وصلاحيات استثنائية، على أن تتم انتخابات نيابية مبكرة بعد ستة أشهر أو سنة، وفق قانون عادل يوصل المرشحين الذين يختارهم الشعب بحرية.

وفي وقت حث البابا فرنسيس الجميع، على البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار، أشارت المعلومات إلى أن لبنان، في رأي خبراء اقتصاديين، يخسر يومياً من جراء أزمة الشارع 170 مليون دولار، في وقت يستمر إقفال المصارف والكثير من المتاجر والأسواق وكل المدارس والجامعات.

في القضاء، أمر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بمنع عمليات إخراج الدولارت النقدية دفعة واحدة في حقائب صيارفة وتجار، عبر مطار بيروت الدولي والمعابر الحدودية، والتي تتم بتصريح عادي معتمد لدى الجمارك اللبنانية، وقد تم التنسيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بحيث ستعمد مديرية الجمارك إلى إخضاع عمليات نقل الأموال هذه، إلى أنظمة يعمد مصرف لبنان المركزي إلى تحديدها.

إذن، تحرك سياسي على خطين، الأول يسعى لانضاج تعديل أو تغيير حكومي، وآخر يفتح حوارا بين السلطة والحراك المدني.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الحراك الاحتجاجي تواصلت فصوله لليوم الحادي عشر، لكن منسوب زخمه انخفض بعض الشيء، وانعكس الأمر تجمعات متواضعة في هذه الساحة أو تلك، يأمل منظموها اتساع رقعتها في الساعات المقبلة.

أما ظاهرة قطع الطرقات فلم تكن واسعة اليوم، وخصوصا أن القوى الأمنية تسارع إلى إعادة فتح الطرقات، ولكنها تحاذر استخدام القوة والإصطدام مع المحتجين.

وقد برزت في هذا الشأن، رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى المتظاهرين: سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع، فتجاوبوا مع الجيش والقوى الأمنية.

البطريرك طالب في المقابل، السلطة بعدم تجاهل صرخة الشعب، وعدم إهمال الانتفاضة الوطنية، لئلا تخرج عن مسارها.

في الميدان السياسي لم ترصد خطوط مباشرة بين السلطة والحراك الاحتجاجي، الذي يبدو أنه لم ينجح حتى الآن في تشكيل مجموعات قيادية تنطق باسمه.

على أن المستوى الرسمي، يشهد نقاشا مستمرا حول مصير الحكومة، بعيدا من الأضواء، رغم وجود ممانعة واسعة لأي تعديل أو تغيير حكومي من شأنه إلقاء البلاد في هوة الفراغ، وهو الأمر الذي أكدته اليوم مصادر رئيس الحكومة، موضحة أنه لا يوجد حتى اللحظة أي قرار يتعلق بتعديل وزاري أو استقالة للحكومة.

وفي إجراء قضائي- مالي متقدم، أمر النائب العام التمييزي بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية، عبر المطار والمعابر الحدودية، والتي تتم بتصريح عادي معتمد لدى الجمارك، في ما يبدو انه قرار نابع من الخشية من حصول خروج منظم للأموال من لبنان، كشف "المركزي" عن محاولة ثلاثة صيارفة تهريب كمية من الدولارات إلى تركيا.

أما جمعية المصارف فقد أعلنت بقاء البنوك مقفلة غدا، في ظل استمرار التحركات الشعبية، وبانتظار استقرار الأوضاع العامة في البلاد.

ومن داخل لبنان إلى خارجه، حيث خطف الأضواء مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، في عملية أميركية استهدفت مكان تواجده في إدلب السورية.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من يمثل المتظاهرين: من يريد أن يوصل الوطن بسلسلة بشرية، أو من يقطع أوصاله بحواجز ميليشياوية؟. ومن يرسم الأهداف والشعارات: امعاؤهم الخاوية وأحلامهم الخالية من أي أحقاد، أم رسالات السفارات التي تجلت بتعليمات مدير الجامعة الأميركية، الذي لا يعرف من مطالب المحرومين شيئا، ولا عن الديمقراطية إلا اسما، وبات يحاضر وأساتذته أمام التظاهرات؟.

كلهم موجودون، وعلى الموجوعين الصادقين أن يلتفتوا، وهي تخطف احلامهم وتضحياتهم.

أما "حزب الله"، فمنذ بداية التحرك الشعبي العفوي، دعم المطالب لأنه من هؤلاء الناس، والأعرف بأوجاعهم وآلامهم، قال رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين. نحن لسنا في خصومة مع المتظاهرين، فالمقاومة انطلقت من هذه البيوت الفقيرة والمتواضعة، أضاف السيد صفي الدين، وحينما حذرنا من استغلال البعض لهذا الحراك، إنما أردنا حفظه وصيانته، ودعونا إلى أن يكون بمنأى عن الأحزاب والسياسيين لئلا يستغل من بعض الجهات التي لا يليق بها أن تتكلم باسم أوجاع الناس.، فما هو أسوأ من الجوع أن يعمد من جوع الناس إلى استغلال جوعهم لمآرب سياسية.

أما للمسؤولين، فتحذير من رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله"، من التلكؤ بتنفيذ الورقة الاصلاحية، وتوعدهم بموقف واضح وحاسم.

الواقع الذي فصله السيد صفي الدين، أضاف إليه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي نصيحة للمتظاهرين: حافظوا على خلقية انتفاضتكم، ولا تسقطوا في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية، سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع. أما نصيحة البطريرك للسياسيين والمتظاهرين، فأن لا يدخل إلينا "شتاء" ذاك "الربيع العربي" الهدام، إذا تصرفنا جميعنا بوعي وحكمة، كما قال.

أما العبرة، فكانت اليوم من الشمال السوري، مع اعلان الرئيس الأميركي تصفية زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم الذي أعلن ترامب نفسه أن الادارة الأميريكية السابقة هي من صنعته ومولته وسلحته. وبعد طول استثمار خبأته ادارة ترامب، وعادت اليوم لتقدمه كبش فداء عن الرئيس، كإنجاز له أمام الاجراءات الجادة لعزله، بل ليستثمر دمه على أبواب الحملات الانتخابية.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بمعزل عن المطالب المحقة، وصرخات الالم الصادقة من أناس لدغوا أكثر من مرتين من جحر أفاعي الفساد وأسياط الجلاد، فإن ما حصل ويحصل وقد يحصل، يسقط مقولات ويطيح بمعادلات: أولى المقولات هي الحرص على استقرار لبنان، التي لا يفتأ المجتمع الدولي يرددها نهارا جهارا. هذا المجتمع الذي يتبنى قادته الحقيقيون وأسياده الفعليون في الكيانات العميقة والمؤسسات الموازية، تعاليم مذهب النيوليبرالية التي تقوم على تشجيع الفساد والهدر واستنزاف ثروات المجتمعات والتفلت الأخلاقي والأمني والمجتمعي، والتدمير البيئي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث أنظمة الحزب الواحد والحاكم الواحد والرأي الواحد تحت شعار: الثورة لكم- أي للناس- والثروة لنا- أي لسماسرة النيوليبرالية.

هذا المذهب الذي لم يعد يهمه أسواق المال ولا النفط ولا القروض ولا الديون، بل تدمير المجتمعات، وخصوصا تلك التي تستبطن أرضها ومياهها الثروات الطبيعية والتوقعات الاقتصادية والعوائد المستقبلية. يدمرون هذه البلدان ومن ثم يأتون لاعادة اعمارها واستنزاف أموالها. هذا ما حصل في دول التشنيع العربي- الربيع العربي سابقا- ألم يتساءل أحد لماذا اندلع "الربيع العربي" فجأة في السودان، بعد زيارة عمر حسن البشير إلى دمشق، طار البشير وحط التغيير؟. ألم يسال أحد لماذا انفجر الشارع المصري منذ فترة، عندما تحدث الوزير سامح شكري عن ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية؟. ألم يستغرب أحد كيف انفجر الوضع في العراق، عندما أعيد فتح معبر البوكمال بين سوريا والعراق، وعاد التواصل التجاري والاقتصادي بين البلدين الشقيقين بعد طول انقطاع واصطراع؟.

ألا نسأل اليوم لماذا تحرك اليوم في لبنان- لاستغلال هذا الحراك النبيل ومنبعه الأصيل أي الناس الطيبين- بعد كلام رئيس الجمهورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ شهر في نيويورك، عن إمكانية فتح خطوط تواصل مع دمشق لحل أزمة اللاجئين المستفحلة على أرض لبنان، في وقت تتهافت أوروبا لارضاء اردوغان واسترضائه بالمال والتغطية لعمليته العسكرية في شمال سوريا، مقابل إبقاء اللاجئين في تركيا؟.

وأيضا وأيضا يطرح السؤال: لماذا وبعد 8 سنوات على انفجار الشارع في تونس ومصر وليبيا، بقيت الجزائر البلد النفطي والغازي الكبير، بمنأى عن "الربيع العربي"، إلى أن بدأ الحراك السلبي فيها بعد توسع الدور الروسي والحضور الروسي الاقتصادي في بلد ثورة المليون شهيد؟.

هذه التساؤلات ليست تهربا من المسؤوليات، أو هروبا إلى الأمام من القضية الأكبر والهم الأكبر لا بل الشيطان الأكبر في لبنان، ألا وهو الفساد. وهنا يأتي دور المقولة الثانية أو العامل الثاني: الفساد هو علة العلل وهو الخطب الجلل. الفاسد في هذا البلد إما سارق من الداخل أو مرتش من الخارج، والاثنان متساويان في العار والخزي.

تجمع الفاسدون كما يتجمع الذئاب حول وليمة الدم. حتى الساعة هم خاسرون، لكن إذا بدأت مكافحة الفساد جديا فهم مهزومون. لكن إذا سقط العهد والحكومة والحكم فهم منتصرون. وسيطرحون أنفسهم منقذين ومخلصين، ممتطين جياد العتمة، ومتخطين موجة التهمة، مستنهضين الشارع ضد الأوادم في هذا البلد- وهم كثرة- مرتكزين إلى معادلة شريرة تقوم عليها بيوتات المال العتيقة في أوروبا والعالم الغربي منذ مئات السنين، والتي تقول: لا يخضع الملحد إلا الشيطان.

الخلاصة أن الخارج قد يكون مستثمرا لما يحصل في الداخل، لكنه لا يتحمل الفوضى ولا الانهيار الذي سيدفع باللاجئين إلى عبور البحار إلى أرض الميعاد في أوروبا، لكن الأكيد أن أساطين الفساد في البلاد يحركون ما يحركون، ولا أحد يتحدث هنا عن شرفاء الحراك فالمكتوب يقرأ من عنوانه وسيماؤهم في وجوههم.

في العام 1982 ظن الاسرائيليون أن خروج الفلسطينيين هو آخر المطاف. طلعت عليهم المقاومة بشبابها وأهلها، وفوجئوا بمقاومة لم ترحمهم. العام 2006 ظنوها نزهة و"بيكنيك" وسقط النظام العالمي الجديد في مارون الراس وبنت جبيل. استبدلوا الحروب الخارجية بفتنة "الربيع العربي" والحروب المذهبية والحرب السورية، واخترعوا "داعش" والبارحة قتلوا الكذبة وأطاحوا بأبو بكر البغدادي.

الفوضى لا تصح في لبنان، قد تكون مؤقتة لكن على المدى البعيد سيرى محركوها أن من أرادوا ازاحتهم ترسخوا، وأن من أرادوا محاربتهم ربحوا، وأن من أرادوا تخويفهم صمدوا. دائما التاريخ يعيد نفسه في هذا الشرق التاعس البائس، لأن هناك من لا يتعلم، هذا التوصيف لا ينطبق بالطبع على أهل هذه الأرض المباركة.

****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعدما ظهر الوطن في أشد درجات التفتت والانقسام، بعد أسبوعين من الانتفاضة، بين من يرفض التحرك بالمطلق ويعتبره انقلابا، ومن يعتبر التحرك الشعبي العريض بابا للخلاص ودربا إلى الدولة الحديثة.

جاءت السلسلة البشرية التي سعى المتظاهرون إلى تحقيقها اليوم، لتؤكد ترابط الوطن بموزاييكه الطائفي وتنوعه. جاءت نتائجها أقل من التوقعات، إذ هي لم تتمكن من جمع مئة وسبعين ألف مواطن تحتاجهم لربط شمال لبنان بجنوبه. هذه النتيجة فسرها معارضو الحراك بأنها استفتاء واقعي لما يمثله الحراك فعليا.

هذا في المشهدي، أما في السياسي، فكل المؤشرات تدل على أن الأزمة ستطول بفعل رفض المكونات الحكومية، وخصوصا الثنائي الشيعي، أي تعديل أو تبديل في شكل الحكومة الحالية يأتي من خارج الأطر الدستورية، فيما يمتنع الرئيس الحريري حتى الساعة عن الاستقالة بما يقلب الطاولة في وجه الشركاء.

توازيا، يشهد الإثنين حركة ل"التيار الوطني الحر" في اتجاه إثبات أنه رأس حربة محاربة الفساد، إذ يرفع نوابه ووزراؤه السرية المصرفية عن حساباتهم المالية وممتلكاتهم. ويذكر أن رئيس التيار جبران باسيل، كان قام بهذه الخطوة منذ سنتين في أحد البرامج التلفزيونية، واظهر يومها أنه كان مديونا، والمأمول أن تشكل خطوته أول الطريق إلى محاربة الفساد وأن يحذو السياسيون حذوها، فيتحقق بذلك أحد مطالب اللبنانيين التاريخية.

في الأثناء، الطرقات مقفلة وكذلك المرافق العامة والدارس والمصارف، وسط تساؤلات عما إذا كان الفريق الرسمي الرافض لذلك، سيلجأ إلى استخدام القوة لفتحها وتشليح الانتفاضة سلاحها الأقوى للضغط على العهد والحكومة.

توازيا، ضربة موفقة للقوات الأميركية، إذ تمكنت فرقة كومندوس خاصة من رصد أبو بكر البغدادي وقتله مع أفراد عائلته شمال إدلب، وهي العملية الأهم في هذه السلسلة بعد قتل اسامة بن لادن في باكستان عام 2011.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

حتى تصفية أبو بكر البغدادي لم تستطع في لبنان أن تتقدم على حدث " 17 تشرين" المتواصل. هذا الحدث مستمر منذ أحد عشر يوما "وما في شي عم يوقفو". ما يوقفه تغيير نوعي على مستوى السلطة التنفيذية. إعادة النظر هذه، دعا إليها رئيس الجمهورية منذ أربعة أيام وتلقفها ترحيبا رئيس الحكومة، ومع ذلك "غادرت سوق التداول السياسي ولم تعد".

الصمت السياسي الذي يشبه الفراغ لم يملأه سوى الشارع، هذا الشارع الذي شبك أياديه في سلسلة امتدت من طرابلس إلى صور. الصمت السياسي عوضت عنه صرخات الحناجر المطالبة بأن تقدم السلطة على المبادرة. الصمت السياسي عوضت عنه حنجرة مارسيل خليفة في النبطية وفي صور، بعد أيام على حضور مارسيل خليفة في طرابلس.

أما الحراك السياسي فاقتصر اليوم أيضا على اللاءات، وبعضها يزاوج بين اللاءات والشروط: في "بيت الوسط"، لا استقالة ولا تعديل وزاريا إذا لم يسبق ذلك فتح الطرقات. وفي بعبدا، بحسب مصادر محايدة ومطلعة، فالأجواء هي: إذا ما تم بلوغ مرحلة الإستقالة، فالشرط أن تكون فترة تصريف الأعمال قصيرة، وأن يكون تشكيل الحكومة الجديدة محكوما بمعايير موحدة لا لبس فيها، فإذا كانت تكنوقراط فيجب أن يكون جميع أعضائها من التكنوقراط، بمن فيهم رئيسها، وإذا كانت وفق معيار ألا يكون أحد من أعضائها من النواب، فهذا ما يجب أن ينطبق على رئيسها أيضا.

في المحصلة، ما سبق ليس شروطا فقط بل هو تعجيز للخروج من المأزق، وهو إن دل على شيء، فعلى أن السلطة لم يعد لديها ما تقدمه. وهكذا بين عدم قدرة السلطة على التقدم، وعدم قدرة الشارع على التراجع، يتبلور المأزق أكثر فأكثر، فيما الكرة بالتأكيد في ملعب السلطة التي عليها إيجاد المخرج من الأزمة التي أوقعت نفسها فيها وأوقعت البلد معها.

واليوم موقف دولي بارز عبر عنه البابا فرنسيس بقوله: "أفكاري مع الشعب اللبناني العزيز، خصوصا الشباب الذين أسمعوا في الأيام الأخيرة صرختهم في وجه التحديات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد"، والهدف هو أن "يستمر هذا البلد، مع دعم الأسرة الدولية، في أن يكون مساحة تعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لصالح منطقة الشرق الأوسط كلها".

أحد ثان مر على الثورة، غدا بداية أسبوع، لكنها ليست بداية أسبوع عمل، بل مواصلة الإنتفاضة في ظل استمرار الناس على الأرض، فهل تجترح السلطة غدا ما عجزت عن اجتراحه في الأيام الأحد عشر الفائتة؟.

الجواب عندها وليس عند الشارع الذي يضرب غدا، وتم إطلاق هاشتاغ "#الإثنين_إضراب". وأرفق الهاشتاغ بشعارات: ضغط الشارع يربكهم، وحدة الناس تربكهم، صرخة الناس تربكهم، تضامن الناس يربكهم.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أحد عشر يوما استجمعت قواها في يوم واحد أحد، فصار الشعب سلسلة شبكت "إيد بإيد" على امتداد ساحل الوطن، ولم يجر رصد أي يد اندست أو سفارة دعمت أو استخبارات تجسست. هي سلسلة حرة منزوعة الدعم، إلا من شعب يحيا مرارة حكم. هم عصارة محرومين على مسلوبي حقوق على رافضي سلطة الفاسدين.

ولأنهم يتقاسمون وطنا واحدا مع أكبر حزب في الوطن، فحبذا لو كان أمر "حزب الله" بشبك يد معهم، لأنهم مواطنون من هذه الدولة التي أراد الحزب محاربة فسادها، ولن يكون أحد في موقع المشكك حيال دور الأمين العام ل"حزب الله" في الدفاع عن لبنان وحقوق ناسه، وبعضهم ائتمنه على الأرض والحدود وحماية الوطن من أعدائه.

والعدو الأخطر اليوم هم الفاسدون، ومع تلاقي الأهداف، وجبت ملاقاة الأيادي وليس استحضار أبالسة السفارات والتمويل وطرح الشبهات، فكلنا لهذا الوطن، إن دهمه الخطر الإسرائيلي نصبح فيه مقاومين، وإن فتك فيه الفاسدون نقاوم احتلالهم للوزارات وإدارات الدولة، ونستخدم الأسلحة المشروعة كافة لمحاربتهم قبل محاكمتهم، فهذي يدي وهذي يدك، ومن حق الناس أن تقاوم اليوم أشرس الأعداء. كما من حق الأمين العام ل"حزب الله" أن يدخل من هذه الفرصة التي لا تتكرر، وبلغة العسكر أن يستثمر "الديفرسوار" أو الثغرة الوحيدة القابلة لتوجيه صليات مركزة نحو الهدف.

وما دام خطاب السيد حسن يعترف بمظلومية الناس، فإن الفرصة سانحة اليوم لهزيمة عدوهم، لا أن يضع "حزب الله" نفسه في موقع الطرف لحماية منظومة فاسدة، أما الاستخبارات والسفارات والجواسيس، فهي حالة كل بلد، والسفارات وأجهزتها تعمل بجهد لكي تحشر أنفها في ساحة وتحرك، فلماذا تتركون لها الساحات؟، لماذا تدعون مجالا لاستفراد الاستخبارات بشعب لا يطلب سوى الانتظام العام في الدولة، ولماذا: أبعد من الخارج، هي في الداخل وتستهدف أولئك الذين لهم تجارب على الساحة اللبنانية بسماع صوت القوى الخارجية، وهم ممن لهم تجارب في رهن قرارهم للنصائح الإقليمية والدولية، ولهم مساهمات في هذا الشأن؟.

من حقنا وحقك يا سيد المقاومة، ألا نترك البلاد اليوم إلى من سرقها، وألا نعطي للناهبين مهمة استرجاع الأموال المنهوبة، وبعد اليوم الحادي عشر، من حق الناس أيضا أن تأخذ مطلبا واحدا مما نادت به، لكن الشعب السياسي العنيد يتحدى نفسه، ويقامر بما تبقى من سلطة، وكل يعيش الزعامة كما لو أن شيئا في البلاد لم يحدث، هذا يريد أن يطيح بذاك، فريق سيقلب الطاولة على آخر، والمصيبة أن الطاولة في حد ذاتها أصبحت مخلخلة وبلا ركائز.

والتصلب السياسي مع الاستفراد و"الأنا" العابرة للوطن التي خربت البلد، هي الأنا نفسها التي تهدد ما تبقى من بلد.

صورة editor14

editor14