التبويبات الأساسية

كتب محمد نزال في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "زين الأتات: "العشّاب" الذي لعب مع "الكبار": "مِن كوخ صغير جدّاً، في أحد أزقة الرمل العالي، الحيّ الأكثر اكتظاظاً في برج البراجنة، وقبل نحو 25 عاماً... ظهر زين الأتات كـ"خبير أعشاب". الكوخ الذي كانت تعلو عبارة "لكلّ داء دواء" بابه، لا يزل مكانه، فيما "طار" الأتات خلال تلك السنوات بعيداً، بشخصه ومنتجاته، جائلاً قارات العالم. مَن لم يسمع باسمه بعد؟ الأتات موقوف اليوم في نظارة، بعدما ادّعت عليه النائبة العامة الاستئنافيّة في جبل لبنان، القاضية غادة عون، بجرم "التهرّب الجمركي وإدخال مواد مِن الخارج مِن دون إخضاعها للرقابة ودفع رسومها الجمركيّة، وتوزيع مستحضرات تجميل ومواد طبيّة في الأسواق مِن دون حصوله على إجازة مِن وزارة الصحّة". وقع الرجل، لكنّها ليست المرّة الأولى التي يقع فيها أمام القضاء، إذ كان يخرج كلّ مرّة منتصراً. لا يُريد أن يبتعد عن "الأعشاب". قيل الكثير، خلال سنوات شهرته، عن جهات نافذة تقف خلفه لا تُريد بدورها أن تبتعد عن تلك "الأعشاب"... وما وراءها.
قبل نحو تسع سنوات، واكبت "الأخبار" خبر الادّعاء على الأتات، مِن قبل "الدولة اللبنانيّة" (بأمّها وأبيها) ممثلة بهيئة القضايا في وزارة العدل. آنذاك، كانت وزارة الصحّة تقف خلف الادّعاء، بشخص الوزير محمد جواد خليفة الذي ألغى رخصة استثمار مصنع "متمّمات غذائيّة" عائد للأتات، لأن مجموعة كبيرة من منتجاته "تحتوي على مواد كيماوية مضرّة بالصحة". كيف انتهت تلك القضيّة قضائيّاً؟ لا أحد يعلم. يكفي أن نتذكّر أن الأتات، نجح في جعل كريم بقرادوني وكيله المحامي في تلك القضيّة. يومذاك، بدا رئيس مجلس شورى الدولة السابق، القاضي شكري صادر، الذي أحيلت إليه مراجعة بقرادوني الهادفة إلى وقف التنفيذ، عالماً بأن الأتات ليس مجرّد شخصيّة عاديّة، مدركاً إمكاناته الماليّة الكبيرة "التي تخوّله توكيل شخص بمنزلة بقرادوني". كان القاضي في تلك الأيّام يُردّد على نحو لافت عبارة "ما بدنا نتجّنى على حدا". الخلاصة، لم يلحق بالأتات أي أذى".

"الأخبار"

صورة editor14

editor14