يخوض تيار "المستقبل" معركة قاسية في دائرة بيروت الثانية، مرتكزاً إلى عاملين، الأول أنها دائرة رئيسه ورئيس الحكومة سعد الحريري، بحيث تشكّل نتائجها اختباراً حقيقياً لمدى ولاء العاصمة لخياراته السياسية والوطنية، والثاني إثبات أن الحريري هو الرقم الصعب، عبر تحجيم كلّ خصومه الذين تسابقوا على تشكيل لوائح لمنافسته وتقليص نفوذه، وبالتالي محاولة تحجيمه شعبياً وسياسياً، مستخدمين شعارات تتهمه بـ"تقديم مزيد من التنازلات السياسية التي تخدم مشروع حزب الله ومحور الممانع".
وتتنافس في "بيروت الثانية" 9 لوائح هي لائحة "المستقبل" برئاسة الحريري، لائحة "وحدة بيروت" بقيادة الثنائي الشيعي (أمل و"حزب الله") المتحالف مع "جمعية المشاريع" (الأحباش) و"التيار الوطني الحر"، لائحة "لبنان حرزان" برئاسة رجل الأعمال فؤاد مخزومي، لائحة "صوت الناس" وتضمّ تحالف "حركة الشعب": المرابطون وتجمّع "بدنا نحاسب"، لائحة "بيروت الوطن" برئاسة صلاح سلام (صاحب صحيفة "اللواء") "لائحة المعارضة البيروتية" التي شكّلها الوزير السابق أشرف ريفي، لائحة "كلنا بيروت" وهي لائحة المجتمع المدني، ولائحة "كرامة بيروت" التي يرأسها القاضي المتقاعد خالد حمود.
ورغم ترجيح الكفّة لصالح لائحة الحريري والتي يتوقع أن تحصد أكثر من نصف مقاعد الدائرة (11 مقعداً نيابياً)، فإن قياديا في تيّار "المستقبل" اعترف لـ"الشرق الأوسط"، بأن "اللائحة الوحيدة المنافسة جزئياً للتيار، هي لائحة الثنائي الشيعي، المرجّح أن تحدث خرقاً بمقعدين أو ثلاثة، لكنّها ستحكم بسقوط أوراق اللوائح الأخرى في العدم"، مؤكداً أن اللوائح الأخرى "لم تتشكّل رغبة في تغيير مزعوم أو إنماء موعود للعاصمة، بقدر ما تهدف إلى إضعاف الحريري، وإظهار تراجع تأييده في الشارع السنّي خصوصاً في العاصمة".
(الشرق الأوسط)