يرغب "التيار الوطني الحرّ" في خوض معركة رئاسة المجلس، لكنه في الواقع غير قادر على ذلك، من هنا باتت معركته محصورة بالسعي لحصول الرئيس نبيه برّي على عدد أصوات أقل من تلك التي حصل عليها الرئيس ميشال عون، وفي أسوأ الأحوال منعه من الحصول على أكثر من مئة صوت، الأمر الذي يفقده الصفة التوافقية من وجهة النظر العونية.
تبدو معركة رئاسة المجلس محسومة، إذ لا يوجد حالياً أي بديل عن برّي لا بالحسابات السياسية ولا الواقعية، وليس هناك أي نائب شيعي يمكن ترشيحه في وجهه، لأن جميع النواب الشيعة يدورون في فلك حركة "أمل" و"حزب الله" حتى النائب مصطفى الحسيني الذي فاز على لائحة فريد هيكل الخازن و"الكتائب" قدم أوراق إعتماده السياسية إلى الثنائي الشيعي بعيداً عن الكتلة التي سيكون فيها، أما سياسياً فإضافة إلى الثنائي الشيعي، لا يبدو تيار "المستقبل" في وارد إستفزاز برّي أو مواجهته قبل إستحقاق تسمية رئيساً للحكومة، ولا النائب وليد جنبلاط سيترك حليفه التاريخي...
من كل ما تقدم تبدو معركة رئاسة المجلس تفصيلية هامشية ومحسومة النتائج إن حصلت، غير أن المعركة الحقيقية تكمن في إنتخاب نائباً لرئيس مجلس النواب الذي يتولاه وفق العرف أحد نواب الطائفة الأرثوذكسية، وكان منذ العام 2005 من حصة تيار "المستقبل".
يسعى العونيون اليوم، للحصول على نيابة رئاسة المجلس، حجتهم في ذلك أنهم يمتلكون أكبر كتلة مسيحية، ولديهم لهذا المنصب مرشحان أساسيان هما، إيلي الفرزلي وإلياس بوصعب، فإذا كان الأول يُرضي برّي بشكل كبير فإن الثاني لا يشكل له أي إستفزاز، لكن رغم ذلك فمن غير الممكن لكتلة العهد إنتخاب أي منهما من دون التنسيق والتفاهم مع برّي.
في المقابل، تتحدث مصادر عن أن برّي لا يمانع في الأصل بأن يكون نائب رئيس المجلس من كتلة "لبنان القوي"، لكنه يربط الموضوع بعملية توافقية من دون تحديد معالمها، غير أن المصادر تقول أن إحتمال ربط وصول نائب رئيس المجلس من "التيار الوطني الحرّ" بإنتخاب كتلة الأخير برّي واردة، لكن حتى الآن لا تصريحات رسمية حول هذه المقايضة التي قد لا يفرضها برّي.
لكن في المقابل، وفي حال عدم حصول توافق بين برّي وباسيل يرعاه الرئيس في هذا شأن نيابة رئاسة المجلس، قد يسعى برّي إلى ترشيح النائب ميشال المرّ لهذا الموقع، إذ بإمكانه الحصول على تأييد لا بأس به، لكن تبدو أيضاً عوائق أمام هذا الخيار.
المصدر 24