التبويبات الأساسية

حذر خبراء في مجال الصحة بالولايات المتحدة الأميركية من مرض خطير تكون أعراضه بسيطة، إلا أنها تتطور بسرعة لتنتهي بالإصابة بالشلل.

ذات يوم خريفي استيقظ الطفل جوي ويلكوكس البالغ من العمر 4 سنوات ليكتشف هو وأسرته أن الجانب الأيسر من وجهه يتدلى مرتخيا.

ولم تكن هذه إلا البداية لكابوس "محير" بالنسبة إلى الأهل والأطباء على حد سواء، بحسب ما ذكرت مجلة التايم الأميركية.

وبعد 3 أيام، نقل جوي إلى المستشفى، حيث أدخل مباشرة إلى وحدة العناية المركزية، إذ لم يكن قادرا على تحريك ذراعيه أو قدميه أو حتى الجلوس.

وفشلت كل الاختبارات والفحوص المخبرية والجسدية في تحديد السبب وراء ما يحدث للطفل، وخشي الأطباء أن يبدأ جوي في خسارة قدرته على التنفس.

وقال والده جيرمي ويلكوكس:"إنه لأمر مثير للذعر.. إذ يمكن أن يصاب ابنك بالبرد ثم يصبح مشلولا".

ورغم كل ذلك، نجا جوي نجا الموت أو الشلل، ولكنه مازال يعاني من بعض الأعراض الناجمة عن المرض الغامض.

وجوي هو واحد من 228 حالة إصابة مؤكدة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي بهذا المرض الذي يعرف باسم "التهاب النخاع الموهن الحاد"، وهو التهاب في النخاع الشوكي يؤدي إلى إتلاف الألياف العصبية.

ويبدو أن هذا المرض الذي قد يتسبب في بعض الأحيان بشلل مميت، ينتشر وينحسر بين عام وآخر، وبدأت موجة العام في إثارة قلق مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة لأنها تصيب المزيد والمزيد من الأطفال.

وقال رئيس المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية أنتوني فوشي، إن المرض يحمل عناصر شبيهة بمرض شلل الأطفال، الذي انتشر بين البشر طوال قرون، قبل أن تنفجر أوبئة مخيفة أخرى في القرنين التاسع عشر والعشرين.

وأضاف فوشي، الذي نشر تقريرا عن المرض الثلاثاء الماضي في دورية "إمبيو" mBio، إنه من غير المرجح أن يصبح مرض التهاب النخاع الموهن الحاد وباء خطيرا مثل شلل الأطفال، الذي أصاب عشرات الآلاف من الأطفال الأميركيين سنويا قبل أن يصبح اللقاح متاحا في خمسينيات القرن الماضي.

غير أنه حذر من أن المرض لن يظل محصورا في إصابة بضعة مئات من الحالات سنويا.

وبينما أعلنت دول أخرى عن ظهور إصابات محدودة بالمرض، مثل كندا وفرنسا وبريطانيا والنرويج، فإن حجم ونمط انتشاره في الولايات المتحدة كان أكبر وأكثر من باقي الدول.

وأشارت التايم الأميركية، إلى أن أكثر من 550 أميركيا أصيبوا بالمرض المجهول خلال العقد الحالي، ويبلغ عمر أكبر المصابين به 32 عاما، بينما يشكل الأطفال نحو 90 في المئة من الحالات المرضية، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 4 و5 و6 أعوام.

وبحسب التقرير، فإن معظم من أصيبوا بالمرض ظهرت عليهم أعراض مثل الوهن والحمى، ثم تطورت الأعراض إلى الشلل.

وفي بعض الحالات، بدأت الأعراض بشكل أكثر بساطة، مثل عدم القدرة على تحريك الإبهام بصورة مفاجئة، أو فقدان القدرة على الأكل أو حتى التنفس وأخذ شهيق عادي.

وأفادت كثير من عائلات الأطفال المصابين، بأن أبناءهم استعادوا بعض الحركة على الأقل، في الأقدام المتأثرة بالمرض، لكن لم تظهر تقارير على حدوث حالات شفاء تام من المرض.

ولا يستطيع العاملون في القطاع الصحي والمعنيون بهذا المرض ذكر تفاصيل حالات الشفاء بين من أصيبوا به، ولا حتى عدد حالات الوفاة بالمرض.

صورة editor2

editor2